معهد الدراسات الإستراتيجية يغوص في العلاقات المتينة بين المغرب والإمارات    الملك محمد السادس يعزّي الكنيسة الكاثوليكية في وفاة البابا فرانسوا الأول    الجزائر تُفعّل خيار التعبئة العامة لمحاصرة الأزمة الداخلية والعزلة الإقليمية    فوزي لقجع يوجه رسائل دعم وتحفيز للاعبي المنتخب المغربي تحت 20 سنة قبل "كان" مصر    درك تطوان يُطيح بعصابة متخصصة في سرقة المواشي    حادث عرضي لطائرة سياحية خفيفة بمطار طنجة    طنجة.. إحباط محاولة تهريب 32 كلغ من الشيرا بميناء المدينة وتوقيف سائق أجنبي    ولي العهد يفتتح المعرض الدولي للفلاحة بمكناس وجهة الشمال تستعرض مشاريعها التنموية    مندوبية الصحة بتنغير تطمئن المواطنين بخصوص انتشار داء السل    نهضة بركان تكتسح شباب قسنطينة وال"كاف" يشيد: خطوة واثقة نحو نهائي الكونفدرالية    من أعطى العدل والإحسان حق احتكار صوت المغاربة؟    بركة: لم نخرج بعد من الجفاف... وتحلية المياه ستقلّص الضغط على أم الربيع وتؤمن سقي 100 ألف هكتار    تحقيقات فرنسية تضع الرئيس الجزائري تحت المجهر بعد اختطاف معارض في فرنسا    طول شبكة الطرق السريعة بالمغرب يمتد إلى حوالي 2177 كلم    تفاصيل "الجثة المقطعة" بابن أحمد    بوريطة: المغرب يضع تعزيز السلم والحكامة في القارة الإفريقية ضمن أولوياته الكبرى    توقيف بطولة كرة السلة بالمغرب    المغرب يطمح لرفع سعة المطارات إلى 80 مليون مسافر في سنة 2030    "قضاة إفريقيا" يلتئمون بالمغرب ويدعون إلى "تكتل أطلسي" يكرس العدالة    فوضى قد تطيح بوزير الدفاع الأمريكي    نجاة بلقاسم توقع سيرتها الذاتية من الرباط: من طفولة قروية إلى دهاليز السياسة الفرنسية    مصرع عامل بناء إثر سقوط مميت من الطابق السادس بطنجة    ترانسبرنسي تستغرب اعتراض الأغلبية على تقصي حقائق دعم الأغنام    انخفاض أسعار النفط بنحو 3% وسط مؤشرات على تقدم في محادثات أمريكا وإيران    ‬والآن ‬سؤال ‬الكيفية ‬والتنفيذ‬ ‬بعد ‬التسليم ‬بالحكم ‬الذاتي ‬كحل ‬وحيد ‬‮….‬    انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل    الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية : الحكومة تنتصر لمصالح طبقات اقتصادية معينة على حساب الاستقرار والنهوض المجتمعي    مطالب أمريكية متصاعدة لتصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي    عبد النباوي: التحول الرقمي يستدعي تغييرات شاملة لتجويد الأداء القضائي    رحيل الفنان محسن جمال صاحب «أحلى الأغاني» و«الزين فالثلاثين»    في الحاجة إلى قراءة متجددة للخطيبي أفاية : في أي حقل إبداعي أو فكري، ثمة بصمة للخطيبي، صانع القلق    وفاة البابا فرنسيس عن 88 عاما    المغرب يخلد الأسبوع العالمي للتلقيح    جري.مة بشعة تهز مدينة العرائش    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    مدرب نهضة بركان: أدرنا المباراة بالطريقة التي نُريد وسندافع عن حظوظنا كاملة في الإياب    تحقيقات فساد وصراع سياسي يهددان ملف إسبانيا لتنظيم مونديال 2030    مهنيو النقل الطرقي يستنكرون "احتكار" المحروقات ويطالبون مجلس المنافسة بالتحرك    تكريم الدراسات الأمازيغية في شخص عبد الله بونفور    الفاتيكان يكشف عن وفاة قداسة البابا فرنسيس    تنديد حقوقي بالتضييق على مسيرتين شعبيتين بالدار البيضاء وطنجة رفضا لاستقبال "سفن الإبادة"    نهضة بركان وجمهورها يُلقّنان إعلام النظام الجزائري درساً في الرياضة والأخلاق    المعارض الدوليّة للكتاب تطرح اشكالية النشر والقراءة..    شريط "سينرز" يتصدر عائدات السينما في أمريكا الشمالية    تحسينات جديدة في صبيب الإنترنت تفتح النقاش.. لماذا تبقى الأسعار مرتفعة في المغرب؟    فاس... مدينةٌ تنامُ على إيقاع السّكينة    وفاة الفنان المغربي محسن جمال بعد صراع مع المرض    أنشيلوتي يبعث برسالة للجماهير : ما زلنا نؤمن بالحلم    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الإثنين    وفاة حارس المرمى الأرجنتيني "المجنون" هوغو غاتي عن عمر ناهز 80 عاما    نحو سدس الأراضي الزراعية في العالم ملوثة بمعادن سامة (دراسة)    دراسة: تقنيات الاسترخاء تسمح بخفض ضغط الدم المرتفع    الكشف عن نوع جديد من داء السكري!    مغرب الحضارة: حتى لا نكون من المفلسين    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار حول الربيع العربي مع فضيلة الدكتور توفيق الغلبزوري بتطوان
نشر في بريس تطوان يوم 07 - 11 - 2012


حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور توفيق الغلبزوري
أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين
وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حول الربيع العربي من منظور السنن الإلهية
حاوره: د.رشيد كهوس
مجلة الفرقان الصادرة عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن/العدد 128: أكتوبر 2012
إن معرفة السنن الإلهية منارا هاديا لتسخير الكون بكل ما فيه، من أجل فهم أشمل وأكمل للحياة، وامتلاك السبل الموصلة إلى استشراف مستقبل زاهر من خلال تلك السنن الثابتة المطردة الربانية التي تبعث الطمأنينة والوضوح في نفوس المسلمين.
وللوقوف على ذلك كان هذا الحوار الشيق والماتع مع فضيلة الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري حول علم السنن الإلهية، لنلفت الأنظار إلى أهمية فقه السُّنن الإلهية، وزيادة الوعي به، والتأكيد على أنه لا سبيل إلى التخلص من الفوضى الفكرية والعلمية إلا بالالتزام بدين الله عز وجل وشريعته، وإدراك سنن الله تعالى في الكون والمجتمع والإنسان؛ تمهيداً لتسخيرها، والعمل بمقتضاها حتى يعود المسلمون من جديد خير أمة أُخرجت للناس.
والآن إلى ثنايا الحوار:
الفرقان: لو تفضلت فضيلة الدكتور بالحديث عن أهمية علم السنن الإلهية؟
د.الغلبزوري: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فبداية، أشكر طاقم مجلة الفرقان على هذه الاستضافة المباركة، أسأل الله تعالى أن يبارك جهودها، وأن يجعلها شجرة طيبة أصلها في الأردن وفروعها وثمارها في كل البلاد العربية والإسلامية.
أما عن أهمية علم السنن الإلهية؛ فإن الله تعالى أقام نظام الكون ، ونظام المجتمع ، على سنن وقوانين ونواميس مطردة، لها صفة العموم والشمول ، والثبات والدوام ، والاطراد والاستمرار ، فهي لا تتغير ولا تتبدل ، ولا تختلف ولا تتخلف ، ولا تحابي أحدا ، بل الكل في ميزانها سواء.
وهذه السنن الإلهية؛ تفسر إلى حد كبير حركة الحضارة والاجتماع والعمران البشري ، وترتكز على الفقه الاجتماعي والحضاري ، هذا الفقه الذي يقوم على دراسة سنن قيام الأمم والدول والمجتمعات والحضارات وسقوطها ، وتخلفها ونهوضها ، وقوتها وضعفها ، ورقيها وانحطاطها ، ونجاحها وإخفاقها ، والتي لا تتخلف نتائجها عن مقدماتها ، ولا تنفك أسبابها عن مسبباتها ، وعدم إدراكها تجعل الإنسان مسخرا؛ بدل أن يكون مسخرا لها.
وواقع المسلمين في العصر الحديث من التخلف الحضاري ، والتدهور الاجتماعي إنما يعزى إلى جهلهم بالسنن في الآفاق وفي المجتمع، ولا سبيل إلى التقدم والرقي والنهوض واستئناف الدورة الحضارية إلا بفهمها وفقهها ، وحسن التعامل معها، وإتقان تسخيرها واستثمارها ، واستشراف مستقبلها.
ولذلك فإن حاجة المسلمين اليوم إلى ذلك شديدة؛، حتى يستعيدوا فاعليتهم وقدرتهم على التغيير والإصلاح والبناء ، وبذلك تنتفي العشوائية من حركتهم ، والفوضى الفكرية من عقولهم ، والإرجائية والجبرية من مواقفهم، وذلك لن يكون بطبيعة الحال إلا بالقضاء على التفسير (الخرافي) للوقائع الاجتماعية ، ولحركة الحضارة البشرية ، ورفع أسباب الخمود والهمود ، والركود والجمود ، التي عطلت العقول عن إدراك سنن الله ونواميسه في الكون والمجتمع ، والتي أخرجت الأمة المسلمة من تدافع عالم المادة والشهادة والحركة إلى حال من السلب والتواكل ، وشاعت فيها عقيدة الجبر والإرجاء التي انحرفت بركن القضاء والقدر إلى تعطيل قانون السببية تعطيلا كاملا .
ولكي يكون المسلم فاعلا مؤثرا لا بد أن يكتشف هذه السنن والقوانين، ويحسن تسخيرها واستثمارها ، ويدرك كيفية التعامل معها ، فيصل إلى منزلة مغالبة القدر بقدر أحب إلى الله ، أو يفر من قدر الله إلى قدر الله كما قال الفاروق رضي الله عنه .
الفرقان: ما الفرق بين مفهوم السنن الكونية ومفهوم السنن الاجتماعية؟
د.الغلبزوري: هناك فرق دقيق بين المفهومين؛ فالسنن الكونية : هي التي تتعلق بالأشياء والظواهر والأحداث المادية والطبيعة غالبا .
أما السنن الاجتماعية : فهي تلك السنن التي تتعلق بسلوك البشر وأفعالهم ومعتقداتهم وسيرتهم في الدنيا، وفق أحوال الاجتماع والعمران البشري ، وما يترتب على ذلك من نتائج في العاجل والآجل .
الفرقان: كيف تقرأ الأحداث الأخيرة أو ما يسمى بالربيع العربي من منظور السنن الإلهية؟
د.الغلبزوري: يقول فيها الله تبارك وتعالى: ((قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ))[آل عمران: 137-138].
ومن هذه السنن التي يمكن أن نستحضرها ونحن بصدد هذه الثورات المباركات وهذا الربيع العربي سنة التغيير: فإن الله تعالى أسس قاعدة جامعة مانعة للتغيير في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))[الرعد: 11]. إذا غير الناس ما بأنفسهم تغير مجتمعهم وتغيرت سياستهم وتغيرت علاقاتهم وتغيرت ارتباطاتهم؛ لأن القاعدة في التغيير هي تغيير ما بالأنفس.
السنة الثانية التي شهدتها هذه الثورات وهذا الربيع العربي سنة التدافع: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))[البقرة: 251]. وقد كان هذا التدافع حاضرا في هذه الثورات: تدافع العدل والظلم والطغيان، تدافع الحق والباطل، تدافع الفساد والإصلاح.. هذا التدافع أفضى إلى هذا التغيير الذي نراه اليوم ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))[الروم: 47].
السنة الثالثة سنة التداول، وكانت حاضرة في هذه الثورات: ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))[آل عمران: 140]. إنها المداولة الحضارية والتداول الحضاري.
وهذه الدولة اليوم للإسلام، دولة للحق، دولة للحرية... هذا قانون وسنة ثابتة وعلى الطغاة الذين ما زالوا يمارسون طغيانهم وظلمهم واستبدادهم أن يعلموا بأن سنن الله في التاريخ وسنن الله في الكون لن ترحمهم بل ستجرفهم وتذهب بظلمهم وطغيانهم، أحبوا أم كرهوا.
الفرقان: ما موقع سنة الله في النصر في الثورات الأخيرة؟
د.الغلبزوري: الثقة بالله وبنصره هذه العقيدة كانت خامدة لكن مع هذه الحركية وهذا التغيير عاد الناس إلى الله وآبوا إلى ربهم سبحانه، وعلموا أنهم لا ينبغي أن يتكلوا على أحد غير الله تعالى، فهو ناصرهم، ولا ضار ولا نافع ولا محيي ولا مميت إلا الله تعالى.
إنها عودة صحيحة إلى الأخذ بالأسباب بعد التوكل على الله تعالى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته وأخذه بسنن الأسباب والحيطة والحذر بعد الثقة الكاملة في نصر الله، فنزل قوله سبحانه وتعالى بعد ذلك: ((إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))[التوبة: 40].
أصبح الناس اليوم يثقون بالنصر، فالله وعد المؤمنين بالنصر والاستخلاف في الأرض. فالفجر يتفجر الآن –بفضل هذه الثورات- من بين الظلام الحالك، والنصر عند اشتداد حلكة الظلام:
اشتدي أزمة تنفرجي ** قد آذن ليلك بالبلج.
فكلما اشتد السواد والظلمة على الأمة واشتد عليها الخناق، يُظهر الله تعالى –بناء على سنته في الكون- أمورا لم تكن متوقعة كما وقع في هذه الثورات التي أظهرت تغييرا سلميا في مجموعة من الدول: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ))[البقرة: 214]؛ ففي الوقت الذي تظن الأمة أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وأنه قد انسدت كل الطرق والأبواب... عند ذاك يأتي النصر من حيث لم تتوقع، وهذا الذي وقع للأمة اليوم، لم تكن تتوقع ما ستسفر عنه هذه الثورات المباركات، لكن الله تعالى يأتي بالفجر بعد شدة الليل المظلم.
الفرقان: ما رَدُّك على أولئك الذين فقدوا الأمل في الأمة المسلمة، وهل ما نراه اليوم عقب هذه الثورات يمهد لسنة الله في التمكين لهذه الأمة؟
د.الغلبزوري: لقد آن لدولة الإسلام الحضارية أن تُستأنف، آن للإسلام أن يعود من جديد لهذه الأمة ليستأنف حضارته الزاهرة، وأن من يعتقد أن هذه الأمة ستموت فهذه الأمة لن تموت أبدا، وهذا القرن (21) قرن الإسلام والصحوة الإسلامية.. قد تضعف الأمة.. قد تستكين، لكن لن تموت، والتاريخ شاهد على هذا، والله تعالى يؤيد هذه الأمة بأبطال يحررونها ويرفعون راية الإسلام في ربوعها، والنبي صلى الله عليه وسلم وعده الله تبارك وتعالى أن لن يستأصل هذه الأمة، ولن يستأصل شأفتها، وستبقى حاضرة، وما الثورات التي نشهدها اليوم إلا لدليل على ذلك: « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ » [متفق عليه].
هناك مبشرات كثيرة تتوقع لهذه الأمة؛ فالله تبارك وتعالى وعد هذه الأمة بالنصر وبهيمنة هذا الدين على جميع الأديان: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))[التوبة:33]، والله وعد بالنصر: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))[محمد: 7]، ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))[النور: 55].
والأحاديث النبوية المبشرة بغد الإسلام كثيرة، منها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ))[رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا))[صحيح مسلم]. فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن دعوة القرآن بأنها ستصل إلى العالمين: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء: 107].
كل هذا يمهد للتمكين لدين الإسلام ودعوة القرآن ودين الإسلام وفق السنة الإلهية.
معلومات عن ضيفنا الكريم في سطور موجزة:
هو سعادة الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد بن محمد الغلبزوري، مفكر مغربي من مواليد مدينة الحسيمة بالمغرب – عام: 1963م .
حصل على شهادة الدراسات الإسلامية العليا في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط عام 1989م.
وعلى دبلوم الدراسات العليا " الماجستير" في السّنّة وعلومِها من كلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1992م .
وعلى دكتوراه الدولة من جامعة القرويين كلية أصول الدين " تخصص الفقه وأصوله " عام 2000م .
- أستاذ التعليم العالي للفقه وأصوله بكلية أصول الدين – جامعة القرويين – تطوان منذ 1992م .
- أستاذ بقسم الماجستير والدكتوراه، وحدة مناهج المفسرين في الغرب الإسلامي بكلية أصول الدين – جامعة القرويين تطوان.
- أستاذ زائر بقسم الماجستير، وحدة الحجاج والمناظرات قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان .
- أستاذ محكم ومؤطر لقسم الدكتوراه ( وحدة التكوين والبحث تاريخ الأديان والحضارات الشرقية ) بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
- أستاذ زائر بقسم الماجستير وحدة الدراسات المنهجية والشرعية في الغرب الإسلامي – بقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب جامعة ابن طفيل بالقنيطرة .
- أستاذ محكم ومؤطر في قسم الدكتوراه (وحدة التكوين والبحث في الدراسات النقدية والمنهجية في الغرب الإسلامي) بجامعة ابن طفيل قسم الدراسات الإسلامية بالقنيطرة.
- رئيس شعبة ( أصول الدين وتاريخ الأديان) – بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطوان .
- رئيس مجموعة البحث في العلوم الشرعية بالمغرب والأندلس بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطوان.
- عضو هيئة التحرير بمجلة كلية أصول الدين – تطوان .
- خبير معتمد لدى الإيسيسكو " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " .
- مؤطر ومحكم لرسائل الماجستير والدكتوراه بعدد من الجامعات المغربية .
- محكم في البحوث العلمية بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة عن مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت .
- محكم من لدن الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف في البحوث المقدمة للندوة – بكلية الدراسات الإسلامية والعربية دبي .
- محكم في ترقيات أعضاء هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت.
- مستشار أكاديمي لقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بجامعة الكويت.
- عضو اللجنة العلمية الاستشارية لمجلة (التبصرة التربوية) ، يصدرها المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية – بالمدرسة العليا للأساتذة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان – المملكة المغربية .
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
من مؤلفاته المطبوعة:
- المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس – أطروحة دكتوراه – صدرت عن مكتبة ودار ابن حزم للنشر والتوزيع، بالرياض – المملكة العربية السعودية، عام 1427ه - 2006م .
- الإمام محيي السنة البغوي ومنهجه في شرح السنة النبوية - رسالة ماجستير- صدرت عن مطبعة غِراس بالكويت،1429 ه - 2008م .
- المنار المنيف في التعريف بعلماء الريف – ط المجلس العلمي بالحسيمة – صدر عن مطبعة الشويخ بتطوان عام 2003 م .
- التشيع والعلمانية بالمغرب والهجمة على السنة النبوية ، ط معهد الغرب الإسلامي بالقنيطرة – صدر من مطبعة طوب بريس بالرباط عام 2002م .
- في رحاب التربية الإسلامية بالاشتراك مع د. مصطفى الصمدي ( كتاب مدرسي للتلميذ – الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي) مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بالمملكة المغربية، صدر عن مكتبة السلام الجديدة والدار العالمية للكتاب بالدار البيضاء، عام 2005م .
- سد الفجوة بين المشتغلين بالفقه والمشتغلين بالسنة، صدر عن مطبعة طوب بريس بالرباط،2008م.
كما نشرت له مجموعة من البحوث العلمية في مجلات علمية محكمة في المغرب وخارجه.
وشارك في مؤتمرات وندوات وطنية ودولية.
كما أشرف وأطر وناقش العديد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه للطلبة الباحثين من المغرب والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والأردن، ومصر، وموريتانيا، والسينغال، وإندونيسيا، والتايلاند .
الموقع الإلكتروني للدكتور توفيق بالغلبزوري
http://www.elghalbzouri.com/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.