السقوط من الطابق الثالث ينهي حياة أم بطنجة    أمن البيضاء يحقق مع جزائريين وماليين على خلفية دهس بين 7 أشخاص بسيارات رباعية    ميناء طنجة المتوسط يقوي قدراته اللوجستية باستثمار 4 مليارات درهم    الدرهم يتراجع بنسبة 1,18 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بين شهري شتنبر وأكتوبر (بنك المغرب)    وقفات تضامنية مع غزة ولبنان بعدد من مدن المملكة        عدد وفيات مغاربة فالنسيا بسبب الفيضانات بلغ 5 ضحايا و10 مفقودين    الدريوش يتلقى استدعاء لتمثيل هولندا    بواسطة برلمانية.. وهبي يلتقي جمعية هيئات المحامين بالمغرب غدا السبت    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    مدافع الوداد جمال حركاس: تمثيل "أسود الأطلس" حلم تحقق        أكديطال تتجه لتشييد مصحة حديثة بالحسيمة لتقريب الرعاية الصحية    منظمات أمازيغية تراسل رئيس الجمهورية الفرنسية حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    الوسيط يعلن نجاح الوساطة في حل أزمة طلبة الطب والصيدلة    سانت لوسيا تشيد بالمبادرات الملكية بشأن الساحل والمحيط الأطلسي    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    "جبهة نقابية" ترفض المس بالحق الدستوري في الإضراب وتستعد للاحتجاج    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    الطفرة الصناعية في طنجة تجلعها ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث السكان    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    وسيط المملكة يعلن عن نجاح تسوية طلبة الطب ويدعو لمواصلة الحوار الهادئ    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان        إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار حول الربيع العربي مع فضيلة الدكتور توفيق الغلبزوري بتطوان
نشر في بريس تطوان يوم 07 - 11 - 2012


حوار مع فضيلة الشيخ الدكتور توفيق الغلبزوري
أستاذ التعليم العالي بجامعة القرويين
وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حول الربيع العربي من منظور السنن الإلهية
حاوره: د.رشيد كهوس
مجلة الفرقان الصادرة عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن/العدد 128: أكتوبر 2012
إن معرفة السنن الإلهية منارا هاديا لتسخير الكون بكل ما فيه، من أجل فهم أشمل وأكمل للحياة، وامتلاك السبل الموصلة إلى استشراف مستقبل زاهر من خلال تلك السنن الثابتة المطردة الربانية التي تبعث الطمأنينة والوضوح في نفوس المسلمين.
وللوقوف على ذلك كان هذا الحوار الشيق والماتع مع فضيلة الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري حول علم السنن الإلهية، لنلفت الأنظار إلى أهمية فقه السُّنن الإلهية، وزيادة الوعي به، والتأكيد على أنه لا سبيل إلى التخلص من الفوضى الفكرية والعلمية إلا بالالتزام بدين الله عز وجل وشريعته، وإدراك سنن الله تعالى في الكون والمجتمع والإنسان؛ تمهيداً لتسخيرها، والعمل بمقتضاها حتى يعود المسلمون من جديد خير أمة أُخرجت للناس.
والآن إلى ثنايا الحوار:
الفرقان: لو تفضلت فضيلة الدكتور بالحديث عن أهمية علم السنن الإلهية؟
د.الغلبزوري: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فبداية، أشكر طاقم مجلة الفرقان على هذه الاستضافة المباركة، أسأل الله تعالى أن يبارك جهودها، وأن يجعلها شجرة طيبة أصلها في الأردن وفروعها وثمارها في كل البلاد العربية والإسلامية.
أما عن أهمية علم السنن الإلهية؛ فإن الله تعالى أقام نظام الكون ، ونظام المجتمع ، على سنن وقوانين ونواميس مطردة، لها صفة العموم والشمول ، والثبات والدوام ، والاطراد والاستمرار ، فهي لا تتغير ولا تتبدل ، ولا تختلف ولا تتخلف ، ولا تحابي أحدا ، بل الكل في ميزانها سواء.
وهذه السنن الإلهية؛ تفسر إلى حد كبير حركة الحضارة والاجتماع والعمران البشري ، وترتكز على الفقه الاجتماعي والحضاري ، هذا الفقه الذي يقوم على دراسة سنن قيام الأمم والدول والمجتمعات والحضارات وسقوطها ، وتخلفها ونهوضها ، وقوتها وضعفها ، ورقيها وانحطاطها ، ونجاحها وإخفاقها ، والتي لا تتخلف نتائجها عن مقدماتها ، ولا تنفك أسبابها عن مسبباتها ، وعدم إدراكها تجعل الإنسان مسخرا؛ بدل أن يكون مسخرا لها.
وواقع المسلمين في العصر الحديث من التخلف الحضاري ، والتدهور الاجتماعي إنما يعزى إلى جهلهم بالسنن في الآفاق وفي المجتمع، ولا سبيل إلى التقدم والرقي والنهوض واستئناف الدورة الحضارية إلا بفهمها وفقهها ، وحسن التعامل معها، وإتقان تسخيرها واستثمارها ، واستشراف مستقبلها.
ولذلك فإن حاجة المسلمين اليوم إلى ذلك شديدة؛، حتى يستعيدوا فاعليتهم وقدرتهم على التغيير والإصلاح والبناء ، وبذلك تنتفي العشوائية من حركتهم ، والفوضى الفكرية من عقولهم ، والإرجائية والجبرية من مواقفهم، وذلك لن يكون بطبيعة الحال إلا بالقضاء على التفسير (الخرافي) للوقائع الاجتماعية ، ولحركة الحضارة البشرية ، ورفع أسباب الخمود والهمود ، والركود والجمود ، التي عطلت العقول عن إدراك سنن الله ونواميسه في الكون والمجتمع ، والتي أخرجت الأمة المسلمة من تدافع عالم المادة والشهادة والحركة إلى حال من السلب والتواكل ، وشاعت فيها عقيدة الجبر والإرجاء التي انحرفت بركن القضاء والقدر إلى تعطيل قانون السببية تعطيلا كاملا .
ولكي يكون المسلم فاعلا مؤثرا لا بد أن يكتشف هذه السنن والقوانين، ويحسن تسخيرها واستثمارها ، ويدرك كيفية التعامل معها ، فيصل إلى منزلة مغالبة القدر بقدر أحب إلى الله ، أو يفر من قدر الله إلى قدر الله كما قال الفاروق رضي الله عنه .
الفرقان: ما الفرق بين مفهوم السنن الكونية ومفهوم السنن الاجتماعية؟
د.الغلبزوري: هناك فرق دقيق بين المفهومين؛ فالسنن الكونية : هي التي تتعلق بالأشياء والظواهر والأحداث المادية والطبيعة غالبا .
أما السنن الاجتماعية : فهي تلك السنن التي تتعلق بسلوك البشر وأفعالهم ومعتقداتهم وسيرتهم في الدنيا، وفق أحوال الاجتماع والعمران البشري ، وما يترتب على ذلك من نتائج في العاجل والآجل .
الفرقان: كيف تقرأ الأحداث الأخيرة أو ما يسمى بالربيع العربي من منظور السنن الإلهية؟
د.الغلبزوري: يقول فيها الله تبارك وتعالى: ((قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ))[آل عمران: 137-138].
ومن هذه السنن التي يمكن أن نستحضرها ونحن بصدد هذه الثورات المباركات وهذا الربيع العربي سنة التغيير: فإن الله تعالى أسس قاعدة جامعة مانعة للتغيير في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))[الرعد: 11]. إذا غير الناس ما بأنفسهم تغير مجتمعهم وتغيرت سياستهم وتغيرت علاقاتهم وتغيرت ارتباطاتهم؛ لأن القاعدة في التغيير هي تغيير ما بالأنفس.
السنة الثانية التي شهدتها هذه الثورات وهذا الربيع العربي سنة التدافع: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))[البقرة: 251]. وقد كان هذا التدافع حاضرا في هذه الثورات: تدافع العدل والظلم والطغيان، تدافع الحق والباطل، تدافع الفساد والإصلاح.. هذا التدافع أفضى إلى هذا التغيير الذي نراه اليوم ((وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))[الروم: 47].
السنة الثالثة سنة التداول، وكانت حاضرة في هذه الثورات: ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ))[آل عمران: 140]. إنها المداولة الحضارية والتداول الحضاري.
وهذه الدولة اليوم للإسلام، دولة للحق، دولة للحرية... هذا قانون وسنة ثابتة وعلى الطغاة الذين ما زالوا يمارسون طغيانهم وظلمهم واستبدادهم أن يعلموا بأن سنن الله في التاريخ وسنن الله في الكون لن ترحمهم بل ستجرفهم وتذهب بظلمهم وطغيانهم، أحبوا أم كرهوا.
الفرقان: ما موقع سنة الله في النصر في الثورات الأخيرة؟
د.الغلبزوري: الثقة بالله وبنصره هذه العقيدة كانت خامدة لكن مع هذه الحركية وهذا التغيير عاد الناس إلى الله وآبوا إلى ربهم سبحانه، وعلموا أنهم لا ينبغي أن يتكلوا على أحد غير الله تعالى، فهو ناصرهم، ولا ضار ولا نافع ولا محيي ولا مميت إلا الله تعالى.
إنها عودة صحيحة إلى الأخذ بالأسباب بعد التوكل على الله تعالى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته وأخذه بسنن الأسباب والحيطة والحذر بعد الثقة الكاملة في نصر الله، فنزل قوله سبحانه وتعالى بعد ذلك: ((إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))[التوبة: 40].
أصبح الناس اليوم يثقون بالنصر، فالله وعد المؤمنين بالنصر والاستخلاف في الأرض. فالفجر يتفجر الآن –بفضل هذه الثورات- من بين الظلام الحالك، والنصر عند اشتداد حلكة الظلام:
اشتدي أزمة تنفرجي ** قد آذن ليلك بالبلج.
فكلما اشتد السواد والظلمة على الأمة واشتد عليها الخناق، يُظهر الله تعالى –بناء على سنته في الكون- أمورا لم تكن متوقعة كما وقع في هذه الثورات التي أظهرت تغييرا سلميا في مجموعة من الدول: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ))[البقرة: 214]؛ ففي الوقت الذي تظن الأمة أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، وأنه قد انسدت كل الطرق والأبواب... عند ذاك يأتي النصر من حيث لم تتوقع، وهذا الذي وقع للأمة اليوم، لم تكن تتوقع ما ستسفر عنه هذه الثورات المباركات، لكن الله تعالى يأتي بالفجر بعد شدة الليل المظلم.
الفرقان: ما رَدُّك على أولئك الذين فقدوا الأمل في الأمة المسلمة، وهل ما نراه اليوم عقب هذه الثورات يمهد لسنة الله في التمكين لهذه الأمة؟
د.الغلبزوري: لقد آن لدولة الإسلام الحضارية أن تُستأنف، آن للإسلام أن يعود من جديد لهذه الأمة ليستأنف حضارته الزاهرة، وأن من يعتقد أن هذه الأمة ستموت فهذه الأمة لن تموت أبدا، وهذا القرن (21) قرن الإسلام والصحوة الإسلامية.. قد تضعف الأمة.. قد تستكين، لكن لن تموت، والتاريخ شاهد على هذا، والله تعالى يؤيد هذه الأمة بأبطال يحررونها ويرفعون راية الإسلام في ربوعها، والنبي صلى الله عليه وسلم وعده الله تبارك وتعالى أن لن يستأصل هذه الأمة، ولن يستأصل شأفتها، وستبقى حاضرة، وما الثورات التي نشهدها اليوم إلا لدليل على ذلك: « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ » [متفق عليه].
هناك مبشرات كثيرة تتوقع لهذه الأمة؛ فالله تبارك وتعالى وعد هذه الأمة بالنصر وبهيمنة هذا الدين على جميع الأديان: ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))[التوبة:33]، والله وعد بالنصر: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))[محمد: 7]، ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))[النور: 55].
والأحاديث النبوية المبشرة بغد الإسلام كثيرة، منها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ))[رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا))[صحيح مسلم]. فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن دعوة القرآن بأنها ستصل إلى العالمين: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء: 107].
كل هذا يمهد للتمكين لدين الإسلام ودعوة القرآن ودين الإسلام وفق السنة الإلهية.
معلومات عن ضيفنا الكريم في سطور موجزة:
هو سعادة الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد بن محمد الغلبزوري، مفكر مغربي من مواليد مدينة الحسيمة بالمغرب – عام: 1963م .
حصل على شهادة الدراسات الإسلامية العليا في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط عام 1989م.
وعلى دبلوم الدراسات العليا " الماجستير" في السّنّة وعلومِها من كلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1992م .
وعلى دكتوراه الدولة من جامعة القرويين كلية أصول الدين " تخصص الفقه وأصوله " عام 2000م .
- أستاذ التعليم العالي للفقه وأصوله بكلية أصول الدين – جامعة القرويين – تطوان منذ 1992م .
- أستاذ بقسم الماجستير والدكتوراه، وحدة مناهج المفسرين في الغرب الإسلامي بكلية أصول الدين – جامعة القرويين تطوان.
- أستاذ زائر بقسم الماجستير، وحدة الحجاج والمناظرات قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي بتطوان .
- أستاذ محكم ومؤطر لقسم الدكتوراه ( وحدة التكوين والبحث تاريخ الأديان والحضارات الشرقية ) بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
- أستاذ زائر بقسم الماجستير وحدة الدراسات المنهجية والشرعية في الغرب الإسلامي – بقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب جامعة ابن طفيل بالقنيطرة .
- أستاذ محكم ومؤطر في قسم الدكتوراه (وحدة التكوين والبحث في الدراسات النقدية والمنهجية في الغرب الإسلامي) بجامعة ابن طفيل قسم الدراسات الإسلامية بالقنيطرة.
- رئيس شعبة ( أصول الدين وتاريخ الأديان) – بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطوان .
- رئيس مجموعة البحث في العلوم الشرعية بالمغرب والأندلس بكلية أصول الدين – جامعة القرويين بتطوان.
- عضو هيئة التحرير بمجلة كلية أصول الدين – تطوان .
- خبير معتمد لدى الإيسيسكو " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " .
- مؤطر ومحكم لرسائل الماجستير والدكتوراه بعدد من الجامعات المغربية .
- محكم في البحوث العلمية بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الصادرة عن مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت .
- محكم من لدن الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف في البحوث المقدمة للندوة – بكلية الدراسات الإسلامية والعربية دبي .
- محكم في ترقيات أعضاء هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت.
- مستشار أكاديمي لقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بجامعة الكويت.
- عضو اللجنة العلمية الاستشارية لمجلة (التبصرة التربوية) ، يصدرها المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية – بالمدرسة العليا للأساتذة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان – المملكة المغربية .
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
من مؤلفاته المطبوعة:
- المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس – أطروحة دكتوراه – صدرت عن مكتبة ودار ابن حزم للنشر والتوزيع، بالرياض – المملكة العربية السعودية، عام 1427ه - 2006م .
- الإمام محيي السنة البغوي ومنهجه في شرح السنة النبوية - رسالة ماجستير- صدرت عن مطبعة غِراس بالكويت،1429 ه - 2008م .
- المنار المنيف في التعريف بعلماء الريف – ط المجلس العلمي بالحسيمة – صدر عن مطبعة الشويخ بتطوان عام 2003 م .
- التشيع والعلمانية بالمغرب والهجمة على السنة النبوية ، ط معهد الغرب الإسلامي بالقنيطرة – صدر من مطبعة طوب بريس بالرباط عام 2002م .
- في رحاب التربية الإسلامية بالاشتراك مع د. مصطفى الصمدي ( كتاب مدرسي للتلميذ – الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي) مصادق عليه من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بالمملكة المغربية، صدر عن مكتبة السلام الجديدة والدار العالمية للكتاب بالدار البيضاء، عام 2005م .
- سد الفجوة بين المشتغلين بالفقه والمشتغلين بالسنة، صدر عن مطبعة طوب بريس بالرباط،2008م.
كما نشرت له مجموعة من البحوث العلمية في مجلات علمية محكمة في المغرب وخارجه.
وشارك في مؤتمرات وندوات وطنية ودولية.
كما أشرف وأطر وناقش العديد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه للطلبة الباحثين من المغرب والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والأردن، ومصر، وموريتانيا، والسينغال، وإندونيسيا، والتايلاند .
الموقع الإلكتروني للدكتور توفيق بالغلبزوري
http://www.elghalbzouri.com/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.