أقدم المستشار الجماعي بمدينة تطوان حميد بونوار إلى توجيه رسالة إلى رئيس المجلس السيد محمد إدعمار يدعوه إلى تطبيق مقتضيات المادة 20 من الميثاق الجماعي والتي تنص أن كل عضو جماعي لم يلب دعوات الحضور لثلاث دورات متتالية بدون عذر يقبله المجلس، فإنه يتم الإعلان عن إقالته بعد السماح له بتقديم إيضاحاته عن أسباب غياباته المتكررة. وحسب نفس العضو الذي تقدم بالطلب المذكور، فإن المستشار الجماعي لم تطأ قدماه مقر الجماعة بعد إجراء عملية تسليم السلط بينه وبين الرئيس الحالي للمجلس، سوى مرة واحدة، وكان ذلك خلال دورة أكتوبر العادية سنة 2009، وبعدها انقطع عن الحضور، تاركا الفريق الذي يقوده من حزب التجمع الوطني للأحرار، في حيرة من أمره، لا يدري أيتجه إلى المعارضة، أم يصوت لفائدة الأغلبية التي تساند الرئيس، هذا الوضع الملتبس هو الذي أدى إلى إعلان مجموعة من الأعضاء الذين كانوا مرشحين ضمن لائحته عن فك الارتباط معه، والالتحاق بحزب العهد الديمقراطي والانضمام إلى الأغلبية، كما أن هذا الوضع الملتبس دفع بالعضو محمد المقدم إلى تقديم استقالته من المجلس. بالإضافة إلى ذلك صرح لنا أحد أعضاء المجلس الجماعي، أن الطالبي العلمي معروف عنه استخفافه بمؤسسة المجلس، مؤكدا أنه حتى حينما كان رئيسا للمجلس الجماعي لتطوان، فإنه كان يستنكف عن الحضور إلى تطوان من أجل مباشرة مهامه الجماعية، وكان يكتفي بإعطاء تعليماته لمرؤوسيه عبر الهاتف، وكانت توجه له حافظة التوقيعات إلى مدينة الرباط حيث أصبح مقيما بها بصفة دائمة، الشيء الذي خلق شبكة من الوسطاء، بسبب تعذر الاتصال به بمكاتبه بالجماعة، رغم أنه كان بدون مهام منذ إعفائه من مهامه الحكومية سنة 2007، وكان لا يكثف من حضوره إلى مدينة تطوان إلا بحلول الانتخابات التشريعية أو الجماعية. ومن جهة أخرى، صرح لنا نفس العضو بأنه لا يمكن اعتبار رئاسته لمجلس جهة طنجةتطوان، مبررا لعدم حضور أشغال دورات المجلس العادية والاستثنائية، لأنه قليل الحضور إلى مقر الجهة بمدينة طنجة التي لا يحضرها إلا بمناسبة انعقاد دوراتها العادية، وحافظة التوقيعات المتعلقة بتسيير الجهة ترسل إليه بمقر إقامته بمدينة الرباط، وهذا الغياب الدائم هو الذي جعل المجلس الجهوي شبه مشلول، بل إن الأمر وصل إلى حد عدم استكمال أجهزته المساعدة، من حيث عدم تعيين مجموعة من مناديب اللجان، وفي توقف جميع شبكة العلاقات التي كانت تربط جهة طنجةتطوان بمحيطها وشركائها، ولا سيما الشركاء الدوليين، الذين قطعوا جميع اتصالاتهم بالمجلس الجهوي لطنجةتطوان منذ تحمله مهمة رئاسته.