الهوية ويكرم في دورته الأولى عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي تعتبر مدينة طنجة منذ الأزل البوابة التي تستقبل تقف عندها مختلف الثقافات والحضارات ، وعبر التاريخ استوطنت بها شعوب وأجناس بصمت في تاريخ وماضي المدينة الذي بات مقرونا بحضارة وثقافة وتراث الآخرين ، وانطلاقا من هذه المعطيات اختارت جمعية القنطرة لمهرجان طنجة ملتقى الثقافات في نسخته الأولى شعار: " تراثنا هويتنا " وبالمناسبة نظم القائمون على الجمعية ندوة صحافية بفندق موفمبيك بطنجة حول موضوع هذا الحدث الفني والثقافي الذي من المزمع أن تحتضنه مدينة طنجة في الفترة الممتدة مابين فاتح ورابع يوليوز المقبل. ومن خلال عدد من المداخلات التي تمت في هذا الإطار راهنة الجمعية على نجاح هذه الخطوة الأولى التي تعتبر خطوة بسيطة في طريق طويل يستلزم المثابرة والصبر والتضحية من أجل أن ينمو ويترعرع هذا المولود الجديد الذي جاء ليثري المشهد الثقافي بالمدينة ، وهو ما اعتبره المؤسسون لهذه التظاهرة قيمة مضافة أتت لتأسس خطا جديدا مابين كل المهرجانات الموجودة أملا في أن تجد هذه المبادرة موطأ قدم لها داخل هذه الساحة لتساهم من جهتها في رسم صورة جديدة تنسجم مع روح هذه المبادرة التي تحكمها طقوس معينة تكرس أساسا لفرجة تراثية وثقافية ترقى وتسمو بالمتلقي. ومن بين الخطوات المهمة والجريئة التي أقدم عليها المهرجان في دورته الأولى هو استضافت الفنان المسرحي الطيب الصديقي الذي يعتبر الأب الروحي للمسرح والمسرحيين المغاربة ، حيث سيقوم المهرجان من خلال فعالياته تكريم الطيب الصديقي الذي ساهم في تطوير المسرح المغربي الذي أصبح مقرونا بالحلقة والحكواتي والإحتفالية وظواهر تراثية مغربية أخرى ساهمت ولا زالت تساهم في إنعاش "مسرح البساط" ، وهو من دشن هذا التوجه الفني في مسار المسرح المغربي ، الظاهرة التي اأثارت فضول كل المهتمين و الباحثين في هذا المجال سواء من العرب وغيرهم من الأوربيين والأمريكيين... المهرجان من خلال مواده وبرنامجه المسطر سيستجيب في مضمونه لعدد من الإنتظارات من خلال ما سيقدمه المهرجان من مواد فنية فرجوية لعل الأهم ما فيها عرض مسرحية " الحراز " التي تمت صياغتها في قالب جديد ، سيشخصها مجموعة من المبدعين والفنانين من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في شخص المجموعة المسرحية "أكواريوم" التابعة لمسرح محمد الخامس . المادة الموسيقية الشعبية موثقة بحضور مجموعة الكواكب للفنون الشعبية ، وهي من بين أعرق المجموعات الغيوانية التي تعمل في مجال البحث الموسيقى التراثية ، ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة عددا من الأنشطة الموازية التي ستواكب أيام المهرجان منها تنظيم عدة ورشات فنية لفائدة الأطفال والشباب سواء على مستوى التشكيل أو المسرح...وإلى جانب ذلك سيقوم المهرجان بتنظيم صبحيات خاصة بالصغار تهتم بفن مسرح العرائس وفن الحكي ، كما سيحتضن رواق محمد الدريسي بمندوبية الثقافة وعلى امتداد أيام المهرجان معرضا للفنون التشكيلية وضمن سمره الليلي ستكون مجموعة كناوة التراثية حاضرة بأهازيجها وإيقاعاتها التراثية الكناوية.