أسرة تستوطن مدشر القلعة بقبيلة بني زجل ذكرها محمد الصغير الهبطي في فوائده، ونسبها إلى الشرف، وهو بالتالي يرد على أبي العباس أحمد بن عرضون الزجلي، الذي لم يعترف بالنسب الشريف لهذه الأسرة. وعرج على ذكر هذه الأسرة أيضا سليمان الحوات في ثمرة أنسه، وقال أنها إحدى الأسر القرشية التي سكنت المنطقة منذ زمن الفتح الإسلامي، وأن جدهم الذي يختصون به في تفريع شجرتهم هو عيسى (أو يلمس) بن علات بن محمود بن عزيز بن كلات زجل ويرى الباحث الإسباني غير موغوثالبيث بوستو" في كتابه "الموريسكيونفيالمغرب"، أن أسرة آل آجليان معدودة من العائلات الأندلسية. ومن هذ البيت الزجلي، الفقيه المشارك المتوسع في الفروع الفقهية عبد الله أجليان الزجلي المتوفى عام 1630/1040، الذي اشتهر ذكره بسبب خلافه مع قاضي بني ورياكل المدعو إبراهيم بن عبد الرحمان الكلالي في مسألة شاب وشابة هربا من قريتهما ثم رجعا ورغبا في عقد القرآن. ومنهم كذلك أبي عبد الله محمد أجليان الزجلي المزاري وصفه سليمان الحوات بالفقيه الرئيس. آل أحجيم أسرة من قبيلة بني رزين، انتقل منهم أفراد إلى الأندلس وعاد بعضهم إلى المغرب بعد سقوط غرناطة ، واستقروا بمدينة تطوان إلى أن انقرضوا فيها. تعاطى بعض أفراد هذه الأسرة التجارة، وعرف آخرون بمزاولتهم خطة العدالة بمدينة تطوان. وكان منهم الحاج الحسين بن علي أحجيم الرزيني، محبس لملك على سيدي السعيدي بتطوان وفق رسم مؤرخ في عام 1182ه، والفقيه الحاج محمد الحسين أحجيم الذي كان يشهد عام 1182/ 1768، والفقيه عبد الله بن عبد القادر أحجيم والفقيه أحمد بن أحمد أحجيم والفقيه المختار بن عبد الصادق أحجيم وكلهم كانوا قيد الحياة عام 1196/1782. آل أحمدون أسرة شريفة من قبيلة بني منصور، اشتهر أفرادها بممارستهم الطب النادر بمهارة وحكمة قل نظيرها في هذا المجال، كمعالجة الفك والكسور والحروق والرضوض والأمراض الجلدية والسل ولدغات العقارب والأفاعي وأمراض أخرى مختلفة، وكذلك الختان وإزالة الأضراس والأسنان والحجامة. وكان لهم في معالجة هذه الأمراض مهارات وتقنيات عالية بشهادة الخاص والعام قضاة وعدول وقياد …، مستعملين في علاج ذلك مستحضرات طبيعية كالمراهم والمخدرات النباتية وغيرها من الأدوية. وكانت الشهرة في هذا العلم بغمارة لهذا النسب دون سواه. وحسب وثيقتين عدليتين، فآل أحمدون من عقب الفقيه العلامة الدراكة الشيخ الزاهد الولي العابد أبو مهدي سيدي عيسى المنصوري برد الله ضريحه، دفين مدشر بني عمار بقبيلة بني ورياجل بناحية فاس، وهو ينتمي إلى الأشراف الحسنيين عن طريق الأدارسة. وتثبت الوثيقتين المذكورتين النسب الحسنى لآل أحمدون سواء الذين كانوا في بني ورياجل أو الذين بقبيلة بني منصور، فقد جاء في إحداها، أنهم: "ينتسبون إلى الشرف العلي، الباهر السني، المنيف الحسني، حسبما هو في رسم بأيديهم، يقتضي شرفهم ونسبهم للبيت المعظم المكرم، خلفا عن سلف". انتقل آل أحمدون إلى قبيلة بني منصور خلال القرن العاشر الهجري (16م)، ونزلوا في البداية بمدشر "إيتليغة أودة"، ثم رحلوا منه إلى مدشر "تارزات" من نفس القبيلة. ومنذ استقرارهم بهذا المدشر عملوا على تأسيس زاويتهم المعروفة بالزاوية "الأحمدونية"، وهي عبارة عن مستشفى ذا طابع خيري وإحساني صرف مارس فيه آل أحمدون التطبيب، وكان مقصدا للعديد من المرضى والجرحى من نواحي غمارة والريف واجبالة وغيرها من المناطق المغربية، وكان يقوم العلاج في هذا المستشفى الأحمدوني على المجانية في التطبيب والأدوية والمأكل والمشرب، معتمدين في ذلك على موارد فلاحية وتربية الماشية، كما كانت القبائل الغمارية تقدم أحيانا دعما ماليا، عندما تقل موارد المستشفى الخيري. وكان يسهر على علاج المرضى والمصابين رئيس المستشفى صاحب المعرفة الطبية والخبرة في العلاج بمساعدة أفراد الأسرة ذكورا وإناثا ، وكانت في نفس الوقت تتاح لأفراد الطاقم الطبي المساعد من آل أحمدون فرصة التعرف على الأمراض واكتساب الخبرة اللازمة وطرق العلاج، ولذلك توارثت الأسرة هذا النوع من المعرفة الطبية من أب إلى ابن إلى حفيد وقد لعب المستشفى الأحمدوني دورا كبيرا في معالجة جرحى ومعطوبي حرب الريف التحريرية التي قادها المجاهد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ضد الغزاة الإسبان في العشرينات من القرن الماضي. وإضافة إلى الطابع العلاجي للأمراض، كان مستشفى آل أحمدون يقدم أيضا علاجا روحيا للمرضى، وذلك بحثهم على ممارسة شعائرهم الدينية، وتسهيل القيام بها بانتظام. نبغ في بيت آل أحمدون عدد من الأطباء، لعل أشهرهم الفقيه محمد أحمدون، الذي نقل مقر الأسرة من مدشر إيتليغة إلى قرية ترزات، ثم خلفه ولده الحسن أحمدون، ثم حفيده المفضل أحمدون فنجل هذا الأخير الصديق أحمدون الذي غطت معرفته ومهارته وشهرته على جميع من سبقه. وتكون على يد الصديق أحمدون عدد من النبغاء في معالجة الكسور، منهم ابنه عبد الصمد بن الصديق أحمدون وابن عمه محمد بن علي أحمدون. كما هاجر أفراد منهم إلى مدينة تطوان عام 1315/ 1897، لمزاولة نفس المهنة، حيث نجد منهم محمد بن المكي أحمدون والزبير بن المكي أحمدون والمختار بن عبد الخالق أحمدون وانتقل أيضا بعضهم إلى مدينة طنجة منهم محمد بن علي أحمدون لممارسة نفس المهنة، وخاصة علاج الكسور. العنوان: قبائل غمارة تاريخ وأعلام المؤلف: بوعبيد التركي منشورات باب الحكمة تطوان بريس تطوان يتبع...