تسعى إسبانيا إلى التخفيف من "التدفق غير المسبوق" لطالبي اللجوء كما تصفه الصحافة الإسبانية، في مطار "باراخاس" في مدريد منذ أكثر من أسبوعين. وتلقت إسبانيا طلبات لجوء من أزيد من 400 شخص بمطار مدريد، هذا الوضع دفعها إلى التواصل مع السفارة الإسبانية في الرباط، لإخبار المملكة بالوصول الجماعي للمهاجرين عبر الخطوط الملكية المغربية. وكشفت مصادر لصحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن الطلب الموجه إلى الحكومة المغربية يتضمن إبلاغ الخطوط الملكية المغربية بأن طائراتها تستخدم "كقارب" للهجرة وأن رحلاتها اليومية إلى مطار باراخاس تعتبر "طريقا هاما" بالنسبة للمهاجرين. وأبلغت السفارة الإسبانية بالمغرب بالتدفق الهائل للأشخاص الذين وصلوا إلى باراخاس قادمين من الدارالبيضاء عقب لقاء فرناندو غراندي-مارلاسكا بالسفير الإسباني الجديد بالمغرب، إنريكي أوخيدا. وبدورها قالت صحيفة "إلبايس" الإسبانية، إن الحكومة الإسبانية دعت نظيرتها المغربية إلى عدم السماح للمسافرين من دولة السينغال بالسفر عبر رحلات جوية للتوقف في إسبانيا دون تأشيرة شينغن، وبذلك تدعو الرباط إلى استباق شرط الحصول على إذن الدخول إلى منطقة شنغن لتجنب تدفق طالبي اللجوء. ووصفت وزارة الداخلية الإسبانية عمليات التوقف هذه بأنها "احتيالية"، حيث أن نية الركاب لن تكون الوصول إلى وجهتهم النهائية، بل البقاء في إسبانيا مستفيدين من توقف رحلتهم. وفي الفترة ما بين 1 دجنبر و15 يناير الفائت، تمت معالجة ما مجموعه 847 طلبًا للحماية الدولية أي اللجوء في مطار مدريد، وهو رقم غير مسبوق. وبحسب الصحيفة، بعثت السفارة الإسبانية بالرباط مذكرة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، طلبت فيها "اتخاذ التدابير اللازمة للمنع المؤقت من الصعود على متن الرحلات الجوية التجارية"، إلى دول ثالثة ليست جزءًا من منطقة شنغن وعبور المطار في إسبانيا لحاملي جوازات السفر السنغالية العادية التي ليس لديها تأشيرة شنغن مختومة قبل عامين على الأقل من الرحلة. ويستثنى من ذلك حاملو جوازات السفر الدبلوماسية وأولئك الذين لديهم تأشيرة شنغن صالحة (صلاحيتها العادية سنتان). وطلبت السفارة من السلطات المغربية الإبقاء على هذا الإجراء "إلى حين دخول تأشيرة عبور المطار الإلزامية لحاملي جوازات السفر المذكورة حيز التنفيذ، المقرر في 19 فبراير الجاري".