تجسيد روح المواطنة بين الشباب المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف دورة حول التسامح والمواطنة بقاعة مركز محمد عواد بالعرائش في إطار برنامج تجسيد روح المواطنة بين الشباب المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف الذي تقوم به جمعية حماية المستهلك والمنتفع من الخدمات العمومية واللجنة الوطنية لمحاربة الفساد بدعم من MEPI عبر مختلف مدن ولاية تطوان، نُظِِمَت يوم السبت 3 مارس 2012 صباحا بقاعة مركز محمد عواد – بالمركز التأهيل الاجتماعي الوفاء بالعرائش ندوة حول التسامح والمواطنة بمشاركة الدكتور نور الدين سنان رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية ورئيس سابق لنقابة أطباء القطاع الخاص وفاعل جمعوي حقوقي والأستاذة فتحية اليعقوبي رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و رئيسة جمعية منتدى المرأة للمساواة والتنمية. وقد تطرق المحاضران في عرضيهما حول مفهوم التسامح وتعريفه وعلاقته بالحرية مع وضعه في خانات مختلفة كالتسامح السياسي والقانوني الذي تندمج من خلاله جميع التوجهات مخافة التعصب و التطرف ثم التسامح الاجتماعي الذي ينمو في إطار ضوابط وأفكار يتفق عليها من أجل تحصينه، حيث أعطيت أمثلة كثيرة تتفرع من مفهوم التسامح : كعدم الاكتراث و الخضوع والخنوع ثم الطيبوبة ثم الاحترام... كما تطرق الدكتور سنان في مداخلته حول أهمية إدماج مفهوم التسامح في المناهج الدراسية وإبرازه عبر الشق الثقافي من كتب ومسرح وسينما فضلا على تشجيع المؤسسات المستقلة التي تتيح مناقشة مختلف المفاهيم والنظريات بكل حرية.، ثم ضرورة نهج سياسة حكومية مبنية على الديمقراطية الحقة بتدخل جميع الفاعلين التي تصب في احترام الفرد مع تكافؤ الفرص دون تمييز أو إقصاء. وقد تطرقت الأستاذة فتحية اليعقوبي في مداخلتها في تحليل تداخل المواطنة والشباب والعلاقة التي تجمعهما حيث يمثل الشباب قوة المجتمع، فهو الموظف و الفلاح والممرضة و... فيلس هناك مجال للفصل بين الشباب والمواطنة. كما تطرقت الأستاذة إلى تعريف المواطنة عبر العصور حيث كان مفهوم المواطنة أو المواطن هو دافع الضرائب للدولة خاضع لها فقط، ثم تطور بعدها إلى المشاركة والمساهمة مع الدولة وخاضع لها في ظل حقوق تتاح له تحت سلطة القانون. وقد كان هذا التطور والتحول ناتجا عن مختلف حركات التغيير خاصة منها الشبابية والطلابية التي انتقلت من حالة التقبل إلى حالة المشاركة عبر دور الشباب و الجمعيات الغير الحكومية لكن في إطار وتوجه للدولة، هذه التجربة لم تكن ناجحة تماما لأنها أنتجت شروخا وتوجهات مختلفة بين الشباب، وبعد أحداث ماي أعيد النظر في هذه المناهج وذلك من خلال مشاركة الشباب في المجالات السياسية وتجنيده في بعض الأحزاب من أجل ضمان صوته إلا أن دوره عبر الحركات الجديدة ك حركة 20 فبراير قد تدرج من خلالها إلى المشاركة في اتخاذ القرار و مطالبته بتغييرات كثيرة أهمها المطالبة بتغيير الدستور. وقد أوضحت الأستاذة المحاضرة الفرق بين الحقوق والواجبات في إطار المواطنة الحقة وكيف أن إذا كان المواطن يطالب بحقوق فهو في نفس الآن مطالب من الوطن بواجبات اتجاهه في عملية متوازنة بين الأخذ و الرد. وقد أنهت مداخلتها في حث الشباب على الانفتاح على محيطه الاجتماعي والأسري وأن عزوف الشباب على المشاركة في جميع مجالات الحياة المدنية هو ناتج عن الأمية التي مازالت متفاقمة. وفي المساء كان للجمعيتين لقاء مفتوح مع طلبة المركز عبر أوراش أطرها كل من الدكتور يونس وهبي والأساتذة عبد اللطيف الفيلالي و عبد القادر بكور و عبد الهادي البقالي و مصطفى الخنوس وادريس البليدي، حيث انصب الورش حول آفة المخدرات بعرض شريط عن القرقوبي الذي أصبح كمخدر واسع الترويج بالمدينة بين أوساط التلاميذ والشباب، كما شمل الورش استحضار شهادات حية لشباب عاشوا تجربة الإدمان على المخدرات حيث أعطيت شروحات مختلفة عن الطرق الأنجع لتفاديها والوقاية منها مع تقديم بدائل عنها، ثم إيجاد علاج وتطبيب لمختلف المرضي المصابين بالإدمان واعتبارهم مرضى عاديين دون تمييز أو نبذ خاصة من طرف أسرهم، مع تقديم كل أنواع المساعدات خاصة الطبية العضوية والسيكولوجية و إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية.