مع ظهور أولى المؤشرات التي تضع الجارة الشمالية، إسبانيا، في مقدمة الدول التي ستحصل على صفقة إنجاز قطارات فائقة السرعة في إطار إستراتيجية المغرب لتوسيع شبكته لتصل إلى أكادير قبل مونديال 2030، بدأت الشركات الإسبانية تقدم قدراتها. وكشفت صحيفة "لانفورماسيون" لأخبار المال والأعمال أن "شركة Talgo الإسبانية، المتخصصة في صناعة القطارات، بدأت تضع اسمها أمام المناقصة المستقبلية التي سيطرحها المغرب أمام مختلف الشركات العالمية لشراء قطارات جديدة فائقة السرعة". ونقلا عن المصدر ذاته فإن "Talgo ستسعى إلى تقديم اثنين من أفضل قطاراتها (Avril/EMU) أمام أنظار المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي، بحيث تصل سرعة قطار EMU إلى 160 كلم في الساعة، أما Avril فسرعته تصل إلى 380 كلم في الساعة". وأوردت الصحيفة ذاتها أن "قطارات الشركة سالفة الذكر مطلوبة عالميا في السنوات الأخيرة، كما أنها تحصل على صفقات مهمة على المستوى الوطني". ولفت المصدر عينه إلى أن "جميع الشركات التي ستقدم عروضها في إطار المناقصة التي سيطرحها المغرب ستكون ملزمة ببناء مصنع لها في البلاد من أجل إنتاج القطارات المطلوبة". إلى ذلك، لن تكون إسبانيا وحدها في سباق التنافس، بحيث تأتي فرنسا رغم تدهور العلاقات الدبلوماسية، وألمانيا ثم الصين، الأخيرة التي لها أيضا الأولوية في هاته الصفقة. وتحدثت "لانفورماسيون" عن وجود اتفاقات مهمة وقعت بين مدريد والرباط خلال انعقاد القمة الثنائية الأخيرة بين البلدين، لا تقف فقط على تقديم الترشيح المشترك إلى جانب البرتغال لتنظيم مونديال 2030، بل تصل إلى مشاريع اقتصادية مرتبطة بهذا الحدث الكروي. والشهر الماضي كشفت هدى بنغازي، المديرة السابقة للمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، أن "مدريد هي التي ستفوز بصفقة بناء قطارات فائقة السرعة لصالح المملكة قبل مونديال 2030". وخلال اجتماع سابق للجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب تحدث ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عن رغبة المملكة في شراء 100 قطار جديد، من خلال إقناع الشركات التي ستحصل على هاته الصفقة في بناء مصانع بالمغرب. ووضع لخليع موعد 2025 كأول فترة سيتسلم فيها المغرب أول قطار من الجيل الجديد، مع طموح تصدير وحدات القطارات في المستقبل. وسيكون مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة ليربط مدينتي مراكشوأكادير "حلقة هامة" في تعزيز البنية التحتية المغربية خلال مونديال 2030، إذ تأتي المدينتان في قائمة المدن التي ستحتضن المباريات. جدير بالذكر أن شركة Talgo نجحت سنة 2016 في الحصول على صفقة تجهيز 15 قطارا فائق السرعة في السعودية، وهي من المشاريع المهمة التي أعطت سمعة جيدة للصناعة الإسبانية؛ فضلا عن حصول الشركة ذاتها على صفقات تصنيع في أمريكا ومصر، وأوزباكستان، وكازاخستان، ثم الدانمارك، وألمانيا.