صور من أخلاق الداعية الراحل: الشيخ العياشي أفيلال رحمه الله الأستاذ هشام البدري[1] الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ فبطلب من أخي وصديقي العزيز الدكتور سيدي عبد الكريم القلالي الذي لا أستطيع أن أرد له طلبا، أحاول مستعينا بالله تعالى تسجيل شهاداتي في حق شيخنا العياشي أفيلال؛ مبرزا بعض صفاته وأخلاقه، مكتفيا بنماذج ومواقف من حياته؛ التي تبرز لنا مدى تأسيه بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فأخلاق الشيخ أعظم وأجل من أحيط بها في هذه الشهادة، لذا اخترت لها هذا العنوان: صور من أخلاق الداعية الراحل العياشي أفيلال رحمه الله، ويكفي كما يقال: من القلادة ما أحاط بالعنق، لذا فأخي الدكتور سيدي عبد الكريم القلالي أحسن صنعا لما فكر في كتابة مؤلف عن شيخنا يجمع فيه مناقبه وأخلاقه من خلال شهادات طلابه ومعارفه، وذلك حتى يستفيد من طلابه طلاب العلم والدعاة إلى الله، من أجل الاقتداء به، وما أعظم القدوة في التأثير، فالشيخ عندما تقلب نظراتك في صفحات حياته؛ لا تراه إلا مجسدا لأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم، في جميع المجالات، من رحمة، ولين، وحسن معاملة، وإجابة دعوة، وقضاء حوائج الناس من تطبيب لمريض، أو تفريج كربة عن مسكين أو محتاج، أو السعي إلى تشييد مسجد، أو بناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، ناهيك عن دروس الوعظ والإرشاد والتوجيه. أعلم عن الشيخ أنه أحيانا كان يحاضر ويعظ في اليوم والليلة خمس مرات حسب حاجات الناس إليه، وبحسب المناسبات والدعوات التي كانت توجه إليه، وخصوصا في شهر رمضان المبارك؛ الذي كان يعظ الناس فيه في مجموعة من المساجد داخل تطوان وخارجها، فهو كان رحمه الله لا يرد طلبا لأحد إن استطاع إليه سبيلا، وأنا في هذه المقالة سأحاول ذكر نزر يسير من أخلاقه ومعاملته الطيبة، التي شاهدتها وبلغتني عنه، والتي ما زال أثرها في نفسي إلى اليوم. [1] خريج مدرسة الإمام مالك الخاصة للتعليم العتيق بتطوان، باحث بسلك الدكتوراه بكلية الشريعة جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس. نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة للمؤلف الدكتور عبد الكريم القلالي