في ظل تاريخ حافل بالمشاركات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ووجود تشكيلة موهوبة تضمّ عناصر ذات خبرة، كان فشل الأوروغواي في التأهل لثمن نهائي البطولة، للمرة الأولى منذ عقدين، كارثة من صنع المنتخب، بحسب وكالة "رويترز". وبعد تتويجها بلقبَي 1930 و1950 ومشاركتها في 14 مونديالاً، باتت مشاركة الأوروغواي شبه دائمة في دور ثمن النهائي أو ما بعده، ولا أعذار لخروجها الجمعة من دور المجموعات. وأظهرت الأوروغواي تعطشاً وحيوية، خلال فوزها 2-0 على غانا. وكان ذلك المُتوقع منها في كأس العالم، لكنه جاء بعد فوات الأوان، إذ دفع المنتخب ثمناً باهظاً لفشله في تسجيل أي هدف في أول مباراتين بالمجموعة الثامنة. وبالنسبة إلى منتخب يشتهر بمهاجميه البارزين، كان الخروج قاسياً، إذ تغلبت كوريا الجنوبية على البرتغال، لتتأهل معها من المجموعة الثامنة، ليس بالنقاط أو بفارق الأهداف، ولكن بالأهداف المسجلة. مزيج من الخبرة والشباب وكانت الظروف مهيّأة لنجاح آخر في كأس العالم بالنسبة إلى الأوروغواي، مع زخم قوي من الانتصارات في آخر 4 مباريات بالتصفيات، بعدما تولّى دييغو ألونسو تدريب المنتخب قبل أكثر من عام. وغابت الإصابات عن فريقه إلى حدّ كبير، وكان لديه مزيج من الخبرة والشباب، إذ خاض 5 لاعبين كأس العالم للمرة الرابعة، بينهم المهاجمان لويس سواريز وإدينسون كافاني، إلى جانب 13 لاعباً للمرة الأولى، بينهم فيديريكو فالفيردي ورودريغو بينتانكور وداروين نونيز. وبدأت الأوروغواي البطولة بشكل محرج، في تعادلها السلبي مع كوريا الجنوبية، وفشلت في التسديد مرة واحدة على المرمى. وطبّقت البرتغال خططاً مماثلة خلال فوزها 2-0، إذ سجّلت هدفيها مبكراً وحرمت الأوروغواي من صنع الفرص. ومع حاجة ال"سيلستي" إلى الفوز، تحوّل المنتخب إلى فريق مختلف تماماً أمام غانا، بمشاركة سواريز ونونيز وفاكوندو بيليستري وجورجيان دي أرسكايتا في الهجوم. لكن الأوروغواي قد تندم على بدايتها البطيئة في قطر. وقال ألونسو بشأن الفوز على غانا: "وجدنا طريقنا. تحلّينا بالشجاعة واستحوذنا على الكرة ولم يكن لدينا خوف. كنت أرغب في رؤية هذا الأداء من الفريق سابقاً، لكن هذا ما حدث. انكسر ظهر اللاعبين، وبذلوا قصارى جهدهم".