أخشى أن تكون إسبانيا المسرح المقبل لعمليات إرهابية ضد المسلمين كنت اليوم، بصفتي رئيس المنتدى المغربي الإسباني للأمن ومكافحة الإرهاب، ضيفا على عدد من القنوات التلفزيونية الدولية، أبرزها البي بي سي البريطانية وTRT التركية والحرة الأمريكية، للتعليق على الهجوم الإرهابي الذي اقترفه متطرف أسترالي وأودى بحياة ما لا يقل عن خمسين مسلما داخل مسجدين بمدينة كريست ترتش، أو كنيسة المسيح، بنيوزيلاندا. وبعد الإدانة والشجب لهذه المجزرة الشنعاء، كان حريا بي التركيز على بعض النقاط التي قد يغفلها الإعلام الغربي عند تناوله لهذا الهجوم الإرهابي المأساوي.
- المستوى التعليمي والثقافي للإرهابي بريندون تارنت ضعيف جدا -باعترافه هو -ولا يسمح له بصياغة بيان مفصل من 74 صفحة عن هذا المشروع الأسود يوحي في اعتقادي بوجود منظمة إرهابية تقف وراء هذا العمل الشنيع. - الدلالة السيمائية للمدينة – واسمها كنيسة المسيح – يوحي بأن هذه المنظمة الإرهابية تسعى بالأساس إلى تجييش كل المسيحيين لاستهداف المسلمين في العالم الغربي. - استخدام تقنية الألعاب الإلكترونية أو Game والترويج للعملية الإرهابية على الهواء مباشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي يهدف بالأساس إلى دفع الشباب في الدول الغربية إلى تجريب لعبة "قتل المسلمين" على أرض الواقع وعدم الاكتفاء بلعبها على الحواسيب والهواتف الذكية. - الإشادة بالرئيس الأمريكي كزعيم روحي للتيار العنصري العالمي أمر غاية في الخطورة وربما كان هذا الهجوم الإرهابي بداية دخول العالم الغربي في دوامة للعنف العنصري-الديني تغديه تصريحات وتوجهات بعض التيارات السياسية مثل التي يتبنها الرئيس الأمريكي ترامب. -أعتقد أن تيارات فكرية سياسية يمينية متطرفة في بعض الدول الأوروبية قد تتحول في أية لحظة إلى منظمات إرهابية تستهدف الأقليات المسلمة. - وعلى ذكر هذه التيارات المتطرفة، أخشى أن تكون إسبانيا المسرح المقبل لهكذا عمليات إرهابية-عنصرية في ظل تنامي الخطاب العنصري للثالوث اليميني –الحزب الشعبي-حزب سيوطادانس-حزب فوكس العنصري. هذا الحزب الأخير والذي تعطيه استطلاعات الرأي تقدما كبيرا في الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في 28 أبريل المقبل يدعو صراحة إلى طرد المسلمين من "بلاد الأندلس". - ضعف المنظمات الأهلية العربية والإسلامية في إسبانيا وعدم قدرتها على التصدي لمثل هذه التيارات العنصرية الخطيرة التي بدأت تنخر الأحزاب السياسية اليمينية، سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر رفع دعاوى قضائية ضد الشخصيات السياسية التي تروج لخطاب الكراهية ضد المسلمين، يستوجب على المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة وكذا الدول الأصل للجاليات المسلمة –خاصة دول المغرب العربي – الضغط على الحكومة الإسبانية وعلى باقي الدول الأوروبية من أجل تجريم خطابات الكراهية ضد المسلمين مثلما جرمت معاداة السامية.