أعطت النداءات المتتالية للمنظمات الحقوقية ثمارها مؤخرا بخصوص التنديد بالفواجع المميتة التي تتسبب فيها الأسلاك الشائكة بالسياج الحدودي المحيط بمدينتي سبتة ومليلية في صفوف المهاجرين السريين، وذلك بعدما كشفت الحكومة الإسبانية يوم الجمعة الماضي، عن عزمها إزالة هذا السياج الشوكي عن المدينتين بشكل رسمي، تفاديا للمزيد من الموتى في صفوف المرشحين للهجرة السرية الذين تعلق أجسادهم بهذا الشريط الخطير. وأكد وزير الداخلية الإسباني “فراندوا غراندي مارلاسكا” في تصريح صحفي، أن هذا الإجراء يدخل في إطار استراتيجية جديدة للحكومة الإسبانية الهدف منها إصلاح البنية التحتية للأمن القومي الإسباني على مدى سبع سنوات المقبلة. وأشار ذات المتحدث، أن إزالة الحكومة الإسبانية لهذا السياج جاء على إثر صدور تقرير يوضح الحالة المزرية والمتهالكة التي أصبح عليها إذ لم يتم إصلاحه وترميمه إلا مرة واحدة سنة 2005 منذ إقامته في عام 1988، وهو ما جعله يتقادم، ويصبح مهددا لحياة المئات من المهاجرين السريين الذين يحاولون دائما اقتحامه للوصول لمدينتي سبتة ومليلية، وكثيرا ما تنتهي حياة العديد منهم عند هذا السياج الحديدي. وأضاف “غراندي” في معرض حديثه، أن الحكومة ستقيم محل هذا السياج عدد من الوسائل التكنولوجية الحديثة لمراقبة الحدود، والتي من شأنها الرقي بالمراقبة والأمن الحدودي بعدد من المعابر التي تشهد تدفقا هائلا للمهاجرين غير الشرعيين، إذ ستوضع كاميرات رقمية جد متطورة في معبري “بني أنصار” بمليلية و معبر “تاراخال” بسبتة لمراقبة تدفق المهاجرين.