في كل مرة يحاول فيها حزب العدالة والتنمية بالشمال النهوض من جديد لترقيع الشعبية، تظهر على السطح فضيحة جديدة لقيادييه تهدم كل شيء وتعمق نزيف القاعدة الانتخابية، فضلا عن الفشل في تبرير المفارقات العجيبة التي ظهرت على مستوى أخلاق وتصرفات الوزراء والقياديين، الذين يعتبرون من أشد المدافعين عن المرجعية الإسلامية والتشدد في مسألة الحريات الشخصية. وحسب المصادر، فقد خلفت ردود الفعل المتباينة، على انتشار ما عرف ب (الصور الباريسية) للقيادية أمينة ماء العينين، سخطا وغضبا وسط تيار الأعضاء "الدراويش" بحزب العدالة والتنمية بالشمال، والذي يتكون غالبا من أشخاص بدون مستوى أكاديمي يدعمون المشروع السياسي للحزب الإسلامي بدون تمحيص أو تدقيق، بحجة أنه يدافع عن الأخلاق والدين والمرجعية الإسلامية، وقياداته تلتزم بكل ما هو شرعي في مناحي الحياة. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن توالي فضائح قيادات "البيجيدي" ضرب كل مشاريع محاولة العودة بقوة إلى الساحة السياسية وحماية القلاع الانتخابية بالشمال، سيما وتزامن ذلك مع ظهور اختلالات التسيير بالمجالس الجماعية وملفات الفساد والتواطؤ مع بعض النواب لمنحهم امتيازات على حسب الصالح العام، وقصد الاستمرار في المنصب والكرسي. وذكر مصدر مطلع، أن أزمة الانخراط تعمقت بشكل أكثر، لأن الأعضاء بكل المضيق – الفنيدق وتطوان وشفشاون وطنجة...، وعلى عكس ما كان يتم سابقا، أصبح من الصعب عليهم إقناع الناس بالانضمام لدعم المشروع السياسي لحزب العدالة والتنمية، فضلا عن استحالة تبرير فضائح القيادات التي رسمت في مخيلة الأعضاء صورة مغلوطة عما يمارس بالمركز بالعاصمة الرباط من كولسة وتطاحن خفي على المناصب والمكاسب. وأضاف المصدر نفسه، أن الخرجات الإعلامية للقيادي والمؤسس الأمين بوخبزة، ظهر أنها لم تنطلق في فراغ، وأن كل ما قاله عن القيادات هو القليل فقط من خبايا الصراعات و الكولسة والنفاق السياسي...، لتحقيق أهداف وأجندات شخصية تتعلق بتحسين الحالة المادية والحصول على الامتيازات والسفريات التي يخولها المنصب السياسي.