اختتمت دار الشعر في تطوان، مساء الجمعة، موسمها الشعري والثقافي الحالي، بتنظيم حفل شعري وفني بمشاركة الشعراء عمر الراجي ونجاة المالكي وعمر بنلحسن. واختار المنظمون مسرح المركز السوسيو-ثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان لاحتضان الحفل الختامي، حيث حرصوا على المزج فيه بين الشعر والموسيقى، بمشاركة الفنان التهامي الحراق، أحد رموز فن المديح والسماع بتطوان والمغرب، الذي قدم موشحات ووصلات تراثية أندلسية وعربية راقية. ووسط جمهور متعطش للشعر والكلام الموزون والمرصع بالقوافي، تناوب على منصة الشعر كل من ابن مدينة طانطان صاحب المركز الخامس في الدورة التاسعة من مسابقة "أمير الشعراء" الشاعر عمر الراجي، الذي ألقى قصيدتي "مساء الجمال" و"ما بين شعرك والمنفى"، أما ابنة مدينة طنجة الشاعرة نجاة المالكي فقد اختارت أن تسمع جمهور دار الشعر شذرات من ديوانها الأول "ضوء أسود"، عبر قصائد "نور" و"ليل العاشق" و"خيوط العنكبوت" و"الأسود بيننا" و"دم بارد". فيما ألقى الشاعر وصاحب دوان "بالابيض أيها الليل" عمر بنلحسن، قصيدتين من ديوانه الأخير الذي مازال قيد الطبع "أسافر لا أودع أحدا"، وهما "غريب كأي غريب" و"نشيج". كما شهدت هذه الفعالية الثقافية توزيع جوائز وشهادات على التلاميذ المتفوقين في امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الحالي بالعالم القروي، المنتمين للثانوية الإعدادية إبن البناء بجماعة البغاغزة، إلى جانب قراءات شعرية ضمن إقصائيات مسابقة "الأطفال الشعراء" المشاركين في مسابقات وورشات دار الشعر والمركز السوسيو ثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالاعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان. وفي تصريح صحفي، أبرز مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير، أن دار الشعر بتطوان تتوج اليوم موسما شعريا وثقافيا زاخرا، شهد مشاركة شعراء ينتمون إلى أجيال وحساسيات شعرية مختلفة وإلى أشكال في الكتابة الشعرية متجددة ومتنوعة. وأضاف الصغير، أن دار الشعر استضافت على امتداد هذه السنة سلسلة من الندوات النقدية والفكرية وورشات ومحترفات شعرية، شارك فيها شعراء ينتمون إلى نحو 20 دولة، خاصة منهم الذين شاركوا ضمن برنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة الرباط. وأشار مخلص، إلى أن دار الشعر بتطوان حرصت على جعل مسك ختام برنامجها السنوي تنظيم إقصائيات مسابقة "الشعراء الأطفال"، للمشاركين في ورشات الشعر التي يشرف عليها الشعراء مريم كرودي وحسن مارصو وسعيد بنعياد بالمركز السوسيو ثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالاعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان. يشار إلى أن دار الشعر بتطوان وعلى مدار موسمها الثقافي والشعري نظمت عدة فعاليات بمشاركة شعراء مغاربة من مختلف الأجيال، بدءا برواد القصيدة المغربية، أمثال عبد الكريم الطبال، مرورا بمحمد علي الرباوي ومحمد الأشعري وأحمد بنميمون ورشيد المومني وعبد السلام الموساوي وثريا ماجدولين وأمينة المريني ومراد القادري ومحمد العربي غجو وأحمو الحسن الأحمدي، إلى جانب عدد من الشعراء الشباب وشعراء المدينة، بإبداعات بالعربية والأمازيغية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية. كما أقامت الدار خلال هذه السنة سلسلة من اللقاءات والتظاهرات مثل "ليالي الشعر" و"ليالي الزجل" و"حدائق الشعر" و"شعراء ونقاد" و"مساء الشعر"، و"توقيعات"، إلى جانب "ملتقى زرقاء اليمامة" للشعر النسائي، و"ليالي الشعر والموسيقى"، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الرباط، بمشاركة شعراء من اليونان وإيطاليا والبرتغال وفلسطين والعراق والإمارات ونيجيريا والأردن ومالي والمغرب… وإلى جانب ذلك، نظمت دار الشعر بتطوان ورشات حول موسيقى الشعر، وورشات شعرية للأطفال، إلى جانب احتفاليات باليوم العالمي للمرأة واليوم العالمي للشعر واليوم العالمي للكتاب، كما أصدرت الدار سلسلة من الدواوين الشعرية، جرى تقديمها وتوقيعها ضمن هذا الموسم الشعري والثقافي الاستثنائي، وهو الموسم الشعري السادس منذ تأسيس دار الشعر بتطوان في ربيع 2016، بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة.