حالات إصابة بمتحور جديد من فيروس كورونا، يعرف باسم "BA.2.75′′، سجلت مؤخرًا في ألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا وأمريكا وأستراليا ونيوزيلندا. وتم التعرف على المتحور الجديد لأول مرة في الهند، حيث انتشر حتى الآن في ولايتين ومنطقة واحدة على الأقل. ويصفه الباحثون بأنه "من الجيل الثاني" لأنه تطور من سلالة أوميكرون الفرعية "BA.2". لكن انخفاض عدد الإصابات العالمية بالمتحور الجديد حتى الآن، يجعل من الصعب جمع معلومات مؤكدة عنه. يقول عالم الوراثة والأحياء الجزيئية في الأكاديمية النمساوية للعلوم، أولريش إيلينغ: "هناك قدر ضئيل من البيانات حول هذا المتحور حتى الآن"، ويضيف: "لكن له سمتان لفتتا انتباهنا". طفرات أكثر تعني قدرة أكبر على التهرب من المناعة! وبحسب إيلينغ، يحتوي المتحور الجديد على ثماني طفرات بروتينية إضافية، مقارنة بسلالة أوميكرون التي نشأ منها. وقد أثار موقع هذه الطفرات قلق العلماء من أن المتحور الجديد قد يكون قادرًا على التهرب من الاستجابة المناعية التي تتراكم في الجسم ضد "BA.2" بعد الإصابة به. وبمعني آخر، يمكن للشخص الذي أصيب بسلالة "BA.2" لأوميكرون أن يصاب بكوفيد-19 مرة أخرى عبر المتحور الجديد "BA.2.75". ورغم أن إيلينغ يؤكد أن الخبراء لا يعرفون حتى الآن أي شيء على وجه اليقين عن المتحور الجديد، إلا أنه يشير إلى أن انتشاره في ثلاث مناطق مختلفة في الهند على الأقل، وهو البلد الذي شهد سابقًا موجة إصابة ب"BA.2′′، يبدو مؤشرًا على قدرته على التهرب من المناعة. من جهته قال عالم الفيروسات في قسم الأمراض المعدية في "إمبريال كوليدج" بلندن، توم بيكوك، إنه يعتقد أن الطفرات العديدة في متحور "BA.2.75" وانتشاره الجغرافي الواسع تجعله "يستحق المراقبة عن كثب".