"لقد جف حبر التمني...فليكتب القدر ما يشاء" بهاته الكلمات سطرت أنامل حياة بلقاسم، "شهيدة الهجرة"، آخر تدوينتها على صفحتها الرسمية فايسبوك وكأنها تنظر من وراء الحجب، بكون حياتها ستكون مغايرة عن الآخرين، بعدما جفت دموع أمانيها. التدوينة التي تحمل في طياتها زخما من المعاناة، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي، مما يبرز بعمق مدى القسوة التي كانت تعتصر فؤاد "حياة" التي لازالت في ريعان شبابها ولها أحلام وطموحات لا تتجاوز سقف "العيش الكريم" لكن للأسى والأسف تجري الرياح بما لاتشتهي سُفن الحياة. ففي اللحظة التي كانت فيها والدة "حياة" تستجلب قوة العيش، وأبوها يُصارع المرض، وإخوانها يفترشون سطح منزل قيد البناء بحي شعبي بتطوان...كانت رصاصة الوطن تنخر جسدها الطاهر، وتقتل كينونتها وتحطم جميع أحلامها وسط مُعترك البحر. إن موت "حياة" بهكذا طريقة، هو المسمار الأخير في نعش الإنسانية، إذ لاقيمة لحياة الإنسان فوق أرض ينتسب إليها فقط بشهادة الميلاد وبطاقة التعريف. "لقد جف حبر التمني...فليكتب القدر ما يشاء"