البحث العلمي قاطرة للتنمية بالجامعة، موضوع المائدة المستديرة المنظمة من جمعية الموظفين الدكاترة بكلية العلوم بتطوان قدم المتدخلون في المائدة المستديرة، التي احتضنتها كلية العلوم بتطوان حول موضوع "البحث العلمي قاطرة للتنمية"، التي نظمتها جمعية الموظفين الدكاترة بجامعة عبد المالك السعدي بشراكة مع كلية العلوم مداخلات، وقفت على ما يعرفه البحث العلمي من تحولات تتسم بين المد والجزر، في ظل ما يلاقي – البحث العلمي - من صعوبات بسبب غياب استراتيجية واضحة للارتقاء به.
وشدد نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي، الأستاذ أحمد المساوي على أهمية أن يركز المغرب في مجال البحث العلمي على الفلاحة والتكنولوجيا، وضرب مثالا بكوريا الجنوبية، التي كانت مع بداية العقد الثامن من القرن الماضي على نفس درجة المغرب، غير أنها عرفت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل دخل المواطن الكوري يتحسن بعد أن وضعت الدولة نصب أعينها الاشتغال على مجال التكنولوجيا.
وقال أحمد المساوي "إنه كلما تعدد مجالات البحث العلمي إلا وضعف التميز". واستغل أحمد المساوي هذه المناسبة ليقدم مجموعة من الأرقام عن الطلبة المسجلين بجامعة عبد المالك السعدي، حيث يصل عدد المسجلين في الدكتوراه 4300 باحث من أصل 98860 طالب وطالبة، وكشف عن تراجع عدد المسجلين في 13 مركزا للدكتوراه، تتوفر عليه الجامعة بفعل تقنين عملية تأطير أطاريح الدكتواراه، وشدد على أهمية تخليق البحث العلمي وتحصينه من كل ما قد يشوبه من اختلالات. ومن جانبه، قال عبد اللطيف مكرم عميد كلية العلوم إن "البحث العلمي له وقع اقتصادي مهم على تنمية المنطقة"، وأشاد بمبادرة الجمعية على اختيارها هذا الموضوع، الذي يبحث عن آليات لتطوير البحث العلمي، لاسيما بالجامعة، ودعا الجمعية إلى المساهمة في المبادرات العلمية، التي تقوم بها مختلف المختبرات العلمية بمختلف المؤسسات. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); وقال عميد الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، الأستاذ محمد العربي كركب إن المغرب تراجع في تصنيف مؤشر البحث العلمي بالقارة الإفريقية، وعزا ذلك إلى عدة أسباب، ومنها ضعف المنشورات العلمية، وإلى عدد التحميلات العلمية، التي يقوم بها الباحثون.
ودعا إلى الرفع من وتيرة البحث العلمي بالجامعة المغربية، والاهتمام باللغة الإنجليزية، التي أصبحت دول مجاورة تعتمد عليها في مجال البحث العلمي مثل اسبانيا وفرنسا، مؤكدا أن ذلك لايقلل من قيمة اللغة العربية.
واستعرضت مداخلة الأستاذ نور الدين المطيلي باسم المكتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي مسار البحث العلمي عبر التاريخ الإسلامي وكيف كانت للأمة الإسلامية سباقة ورائدة في ميادين علمية وغيرها، وذكر من أن المغرب عرف الجامعة منذ قرون مع تأسيس جامعة القرويين من خلال مداخلته، التي حملت العنوان "البحث العلمي من الفرد إلى المؤسسة ومن القطاع العام إلى الخاص"، وقال" إن العلم ليس حكرا على أمة من الأمم، وأن البحث العلمي لا يتناول العلوم التطبيقية فقط وإنما كذلك العلوم الإنسانية"، وفي هذا الصدد، فإنه سيتم تخصيص غلاف مالي من طرف جامعة عبد المالك السعدي للنهوض بالعلوم الإنسانية.
وقد عرفت هذه المائدة المستديرة، تدخلا من الحاضرين، الذين أغنوها بمجموعة من الملاحظات والأسئلة، لاسيما وأن موضوع البحث العلمي له راهنيته، وأنه بدون الاشتغال عليه، والتشجيع على القراءة، التي تدخل من ضمن آليات تطوير البحث العلمي لايمكن الحديث عن تقدم أي مجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الموظفين الدكاترة بجامعة عبد المالك السعدي، التي كانت وراء هذه المبادرة، تضم موظفين بالجامعة، يزاولون مهام إدارية، حاصلين على شهادة الدكتواره في عدة تخصصات علمية وقانونية وأدبية.