هو لقاء ليس كباقي اللقاءات مباراة المُغرب التطواني وضيفه الكوكب المراكشي أكثر من مباراة عادية، هي نقطة البقاء بقسم الكبار وتأكيد عودة الفريق التطواني لسكته الصحيحة، مباراة لعبها الأتلتيك بشعار " نكون أو لا نكون " ورفعوا خلالها تحدي " المستحيل ليس تطوانيا ". المباراة بدأت قبل أيام من يوم أمس، فبعد النزهة التي نالها الفريق بمناظر أمسا الطبيعية للاسترخاء وتصفية الأذهان استعدادا للمباراة الحاسمة، جاء الدور على المدرب بنحساين لإتمام المهمة من خلال درس رياضي خاص في مستودع الملابس قبل بداية اللقاء، شعار بنحساين الذي رفعه بين اللاعبين هو نكون أو لا نكون وبكل اللغات ردّدها أمام الفريق، وعلى الجميع الخروج بنتيجة الفوز والقتالية حتى النهاية.
ولعل من تابع لقاء المُغرب التطواني والكوكب المراكشي عرف كيف أبلى بنحساين ولاعبوه فوق أرضية الميدان، وأبان الفريق على أحقيته بالبقاء مع الكبار نتيجة وأداء، وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن المستحيل ليس تطوانيا، نقط لقاء الكوكب المراكشي كانت بمثابة الخلاص للفريق التطواني الذي دخل اللقاء وعينه على تحقيق نتيجة الفوز.
منذ بداية اللقاء ارتفعت الشعارات والأهازيج فوق مدرجات ملعب سانية الرمل، وتفاعل معها المدرب بنحساين بين الحين والآخر وما إن اهتزت شباك الضيوف بهدف جبرون حتى حلّق بنحساين كالحمامة بمعقل الفريق وأطلق العنان لفرحة المجد ذات اليمين وذات الشمال، وغالبته الدموع بعد هذا الهدف الذي يساوي الكثير لفريق لعب مرحلة الإياب بكل قتالية رغم الظروف الصعبة التي يمر منها.
بعد نهاية اللقاء بفوز الأتلتيك اهتزت مدرجات لاهبيكا بالتصفيق والشعارات بهذا الفوز الكبير الذي ضمن للمُغرب التطواني البقاء بالقسم الممتاز، اسم بنحساين خيّم على شعارات الجماهير العاشقة للروخي بلانكو، ركض وفرحة وسجود بنحساين أبانت عن حبه للفريق التطواني كمشجع قبل مدرب، وعن رغبته في الذهاب بعيدا مع المُغرب أتلتيك تطوان.
بعد اللقاء كان بنحساين على موعد مع الندوة الصحفية التي من خلالها أفرغ جعبته وقال بالحرف الواحد " عاهدتكم فوفيت بعهدي قلت سنبقى في القسم الممتاز وحققنا ذلك والكرة الآن في ملعب المسؤولين"، وتابع بنحساين بالحديث مطولا عن القتالية العالية للاعبين طيلة مرحلة الإياب من خلال شكره الكبير لكل اللاعبين الذين جاهدوا بكل ما لديهم لرد الاعتبار للجماهير الوفية التي أبانت عن حبها العميق للفريق.
وتابع بنحساين حديثه من خلال دعوته المسؤولين بالمدينة من أجل الإفراج عن مستحقات اللاعبين الذين قدموا ما عليهم، وكشف أن جل اللاعبين لم يتوصلوا بمنحهم التي يفترض أن يتم الإفراج عنها قبل مدة، لكن تماطل المسؤولين حال دون ذلك، وعن فوز الفريق قال بنحساين أن فريقه يستحق الفوز رغم منازلته لفريق قوي عرف كيف يقف ندا قويا للاتلتيك متمنيا كل التوفيق لفريق الكوكب المراكشي.
رئيس الفريق عبد المالك أبرون بعد نهاية اللقاء وإعلان بقاء تطوان بقسم الكبار صرّح في حديث صحفي أن المُغرب التطواني حقق معجزة رياضية بضمانه البقاء بقسم الكبار بعد أن كان حتى بداية مرحلة الإياب يحتوي على رصيد ست نقاط فقط، وأكد أبرون أنه رغم الإكراهات المادية فقد استطاع الفريق تحقيق الأهم، وعلى المسؤولين الوقوف بجانب الفريق والإفراج عن منح الفريق لإعطاء اللاعبين مستحقاتهم باعتبار كرة القدم مصدر رزقهم الوحيد.
وتابع أبرون تصريحه من خلال إشارته للمسؤولين بأن هذا الحيف الذي ناله الفريق لا يشرف الكرة المغربية، وفي حال كان ذلك متعمدا ضد المكتب المسير فهو على استعداد لمغادرة الفريق وترك الباب مفتوحا لدفع الفريق للأمام وعدم تركه يسقط في الهاوية، وقدّم أبرون شكره العميق للجماهير التطوانية التي وقفت بجانب الفريق في وقت الشدة، وأضاف أن المدرب بنحساين حقق ما لم يحققه أي مدرب على مدى سنوات في كرة القدم المغربية حيث حصد 30 نقطة في مرحلة الإياب مقابل ست نقط فقط حصدها الفريق في مرحلة الذهاب.
من جهتهم وبعد الدخول لمستودع الملابس عقب نهاية مباراتهم مع الكوكب المراكشي، بعث لاعبو فريق المُغرب التطواني برسالة للمسؤولين بمدينة تطوان من أجل النظر في قضيتهم والإفراج عن منح الفريق لتوصلهم بمستحقاتهم، زهير نعيم تحدث باسم اللاعبين وأكد أن كل اللاعبين كانوا رجالا خلال جل المباريات وبهذا حافظوا على مكانة الفريق، ويطالبون بمستحقاتهم لأن الفريق هو ملك للمدينة وكرة القدم هي مصدر رزقهم الوحيد.
وأضاف زيد كروش أن جل اللاعبين ضحوا بكل قوتهم وأبانوا عن حبهم للفريق لكنهم في أمس الحاجة لتقاضي مستحقاتهم، وإن كان هناك مشاكل مع المكتب المسير فلا علاقة للاعبين بذلك، وعلى المسؤولين بالمدينة النظر بشكل عاجل في هذا الأمر وتقديم منح الفريق لتسوية وضعيتهم المادية.
من جهته أكد يونس الحواصي أن جل اللاعبين في وضع حرج ماديا وهناك من يسهر على إعانة أسرته وأهله وأضاف أن شهر رمضان على الأبواب وما يليه من مصاريف وغير ذلك واللاعبون لم يتوصلوا بمستحقاتهم لشهور خلت وهذا يمس باللاعبين الذين قاتلوا حتى النهاية، ليقابلوا بهذا التماطل من المسؤولين.