لم تكد تنطفئ نيران الغضب في أوساط مدينة تطوان بعد وفاة الشاب الذي عثر عليه بالشواطئ الجزائرية في الحرب الباردة أو ما يعرف بالهجرة الغير الشرعية، حتى جاء خبر شاب آخر لفظته الأمواج بعيدا عن أهله ووطنه.
قصة غرق الشابين من مدينة تطوان مع وجود أنباء تشير لتعرضهما للاعتداء قبل الغرق من خلال ظهور علامات تعذيب خطيرة، تؤشر مما لايدع مجالا للشك عن وجود عصابة منظمة تنشط في مجال تجارة البشر عبر البحار.
الشابين اللذان كانا برفقة أربعة شباب آخرين تم فقدانهم في عرض البحر قبل أسبوعين وظهر فقط ثلاثة منهم، إثنان في الشواطئ الجزائرية فارقوا الحياة في حين نجا شخص ثالث وهو رهن الاعتقال للتحقيق معه ومعرفة حيثيات وملابسات ما يقع داخل مدينة سبتةالمحتلة، حيث كشفت بعض المصادر الإعلامية أن الشاب الموجود في يد السلطات الأمنية بتطوان أكد أن الغريق الأول امتنع عن صعود القارب المعد للهجرة إلا أن احد أفراد هذه العصابة أجبره على الركوب.
وتبقى مدينة سبتة قبلة لعصابات منظمة تنشط في مجال الهجرة السرية والتجارة بالبشر، وأغلب أفرادها من الجزائر تمكنوا من التسلل للمدينة المحتلة وتكوين عصابات خطيرة مدعومة بأفراد مغاربة أو إسبان من ذات المدينة مدججين بأسلحة نارية في غالب الأحيان، حيث يجد الشاب نفسه فجأة عرضة للنصب ومجبرا على ركوب البحر دونما القدرة على العودة أو الهروب. قصة الشابين الغريقين تركت أكثر من علامة استفهام، بعد أن خرجت أحد أسر الضحايا بتصريح تفيد من خلاله أنهم يعيشون حياة مستقرة ماديا ومعنويا وفرضية إقدامه على الهجرة لا يمكن تصديقها، حيث أنه لم يكن إطلاقا يفكر فيها، مما يؤشر عن فرضية محاولة للسرقة والتهديد خصوصا وان الشاب المسمى قيد حياته طارق كان معه مبلغ مالي مهم أثناء ركوبه قارب الموت. سلطات الثغر المحتل تتغاضى بشكل مباشر أو غير مباشر عن مثل هذه العصابات التي تبقى خطيرة في ظل الحرية المطلقة لها، مما يجعل مأمورية استقطاب الشباب للهجرة وسلبهم ممتلكاتهم بالأمر السهل، حيث تعرف مدينة سبتةالمحتلة تواجد المئات من المهاجرين الجزائريين الذين تمكنوا من دخول سبتة بطرق غير قانونية.