يبدو أن مافيا تهريب الحشيش انطلاقا من السواحل المغربية نحو البر الاسباني ،جن جنونها ودخلت في في مرحلة يأس قاتل، وذلك بسبب الضربات الأمنية الموجعة والمتتالية والتي كبدتها خسائر مالية باهضة، تقدر"بملايير الأورو"، والمئات من الاعتقالات، خلال السنة المنصرمة، وهو ما دفعهم إلى إعلان حرب مباشرة على عناصر المراقبة البحرية الاسبانية، بعد أن أيقنوا أن وجودهم أصبح مهدد بالفناء. وفي هذا الصدد أفاد بلاغ صادر عن وزارة الداخلية الاسبانية، أن مجموعة تتكون من أربعة أشخاص ملثمين، تسللوا خلسة إلى ميناء الجزيرة الخضراء، فقاموا بسكب مادة البنزين على زوارق جديدة تابعة لوحدات الجمارك الاسبانية ،في محاولة لإضرام النار بها. وفي هذا الصدد أضاف البلاغ المذكور، أن يقظة حارس أمني والذي قاومهم بشراسة جعلهم يفرون دون أن يتمكنوا من إكمال جريمتهم، خاصة بعد أن هرعت على الفور سيارات الدعم الأمني وطوقت المكان. وفي معرض تعليقه حول هذا الحادث الاجرامي الغير المسبوق ،أوضح وزير الداخلية الاسباني "ايغناسيو زويدو"، أن الباعث حول ارتكاب هذه الجريمة والمتمثلة في محاولة اضرام النار في زوارق جديدة لم تدخل للخدمة بعد، يكمن في كونها زوارق مزودة بمحركات جبارة، وهو ما أثار الرعب في صفوف مهربي المخدرات، لعلمهم بأن الهروب عبر مياه مضيق جبل طارق سيصبح مهمة مستحيلة، حيث بفضل هذه الزوارق الجديدة ستتمكن وحدات خفر السواحل الاسبانية من اصطياد زوارق الحشيش بكل سهولة. يذكر أن جهاز مكافحة المخدرات التابع للشرطة الوطنية الاسبانية، وعناصر الإستخبارات الاسبانية دخلوا على خط هذا الحادث، حيث باشروا القيام بعمليات تحقيق دقيقة ومعمقة لكشف جميع ملابسات هذه الواقعة، والواقفين خلف مسرح أحداثها، حيث رجحت مصادر أمنية جد مطلعة أن يكون الجناة يتحدرون من مدينة "لا لينيا دي لا كونسيبسيون ".