يبدو أن المشاكل العويصة التي بات يعيشها معبر"تاراخال" الحدودي، تتفاقم يوما بعد آخر، وتتمخض عنها قرارت غريبة، صادرة عن رجال الأمن الاسباني ،الهدف منها إبعاد المغاربة الزاحفين على المدينة من كل حدب وصوب ،خاصة ممارسو التهريب، حيث وصل الأمر إلى عدم السماح بالدخول للمدينة، المواطنين المغاربة الحاملين لتأشيرة "شنغن"، إذا كانت جوازاتهم مليئة بالأختام. وفي هذا الصدد أفاد سائق بشركة للنقل الدولي، ينحدر من مدينة طنجة ،أنه لم يسمح له بالدخول لسبتة ،رفقة أحد أصدقائه الإسبان، رغم أنه يتوفر على جواز سفر به تأشيرة "شنغن" ،سارية الصلاحية لمدة ثلاث سنوات، ومتعددة الدخول، وذلك يوم السبت 12 دجنبر من الشهر الجاري .
وعند استفساره لرجل الأمن الذي رفض له السماح بالعبور، أخبره أن جوازه يتوفر على العديد من الأختام، وهذا الأمر في حد ذاته شبهة، وقرينة، تفيد على أن صاحبه من ممارسي التهريب، الشيء الذي تحاربه حاليا السلطات المغربية والإسبانية بدون هوادة .
وفي نفس السياق كشف ذات المتحدث، أنه رغم شرحه للشرطي الاسباني ملابسات الأختام المطبوعة على جواز سفره ، حيث خاطبه قائلا "يا سيدي أنا سائق دولي وأعبر أوروبا من شرقها لغربها ،ومن الطبيعي أن يكون جواز سفري مختوما بهذا الشكل " إلا أن هذا التبرير لم يجد نفعا، حيث أمره الشرطي الاسباني، بالعودة إلى المغرب، والدخول الى اسبانيا عن طريق ميناء الجزيرة الخضراء ، تفاديا لكل لُبس. يذكر أنه رغم الضغط الشديد الذي يمارسه "لوبي تجارة المخازن" الكائن بمنطقة "طاراخال" من أجل السماح لجموع المهربين بدخول المدينة 24 ساعة في اليوم، إلا أن السلطات الأمنية الاسبانية تبدو عازمة القضاء على هذه التجارة الفوضوية مهما كلف الأمر من ثمن، وذلك بسبب الأضرار الفادحة التي تلحقها هذه التجارة الخطيرة ،بصورة المؤسسة الأمنية الاسبانية ،الأمر الذي يجعلها عرضة لانتقادات شديدة، خاصة من طرف المنظمات الحقوقية الدولية.