أفادت مصادر إعلامية بمدينة مراكش، أن الأجهزة الأمنية شرعت في القيام بمسح دقيق يتعلق بهوية جميع أرباب المقاهي الفاخرة المتواجدة بأرقى شوارع عاصمة النخيل، خاصة الذين قدموا من الديار الأوروبية في ثوب "رجال الأعمال" والذين تحوم حول ماضيهم شبهات "قوية"، بخصوص ظروف مصادر الأموال المتحصل عليها، لبناء تلك المقاهي الباذخة. وفي هذا الصدد ذكرت ذات المصادر أن فرقة أمنية خاصة، قامت باستقدام أحد أرباب المقاهي إلى ولاية الأمن، من أجل الاستماع إلى إفادته، وذلك في إطار تعميق البحث على جميع المستويات من أجل معرفة كل الملابسات المحيطة بالاعتداء المسلح، والذي راح ضحيته طالب يتابع دراسته في السنة الأخيرة بكلية الطب. وأضافت ذات المصادر أن أحد أرباب المقاهي المشبوهة رفض في البداية الانتقال مع عناصر الشرطة القضائية بدعوى "حقوق الانسان" وضرورة وجود إذن مكتوب ومختوم من النيابة العامة، وغيرها من الذرائع ،غير آبه بالحدث المروع الذي ضرب قلب المدينة، والذي يمكن أن تنجم عنه آثار وخيمة على السياحة، ويشكل ضربة في الصميم لسمعة المغرب الدولية، كملاذ آمن لكبار العناصر الهاربة من المافيا الدولية، والذين يقومون بغسل أموال المخدرات المسروقة على شكل مقاهي، ومطاعم ،ومحطات الوقود.
وكانت جريدة "بريس تطوان" سبق لها أن أشارت الى وجود العديد من المقاهي الفاخرة بكل من مدينة تطوان وطنجة وغيرها من المدن، القاسم المشترك بين مالكيها أنهم من الجالية المغربية المقيمة بهولندا، ويتحدرون من من جهة الشمال، والذين بسبب تضييق الخناق الأمني عليهم بالشمال، حولوا وجهتهم نحو المدن الداخلية للمملكة، مثل مكناس والقنيطرة ومراكش وغيرها، تحت قناع الاستثمار. وحسب المعطيات التي تتوفر عليها "بريس تطوان" فان العديد من أرباب تلك المقاهي ومحطات البنزين تحصلوا على هذه الأموال من عائدات تجارة المخدرات، أو عن طريق ارتباطاتهم بمافيا المخدرات الصلبة، بدول أمريكا الجنوبية وبحر "الكارايبي" . يذكر أن صاحب مقهى "لاكريم" المتواجدة بالحي الشتوي الراقي بمدينة مراكش، والتي كانت مسرحا لحادث إطلاق النار المؤسف ،هو مواطن مغربي الجنسية كان مقيما بهولندا ويتحدر من نواحي "كبدانة" الواقعة قرب مدينة الناظور بمنطقة الريف الشرقي. وتجدر الإشارة إلى أن سلطات مدينة تطوان وطنجة لم تقم إلى حد الساعة بإجراء أي بحث معمق حول هوية أرباب المقاهي الفاخرة، وكذا مصدر أموالهم، علما أن جُلهم لم يثبت قط أن كانوا "رجال أعمال" معروفين بالمهجر، بل الأنكى من ذلك أن أغلبهم عاطل عن العمل، ويتقاضى إعانة اجتماعية لا تكفي لسد رمق العيش بدول حيث تكاليف المعيشة فيها جد باهظة مثل هولندا، الأمر الذي يطرح شكوكا كبيرة حول مصدر تلك الأموال المبيضة في مشاريع عقارية ومقاهي باذخة بالجهة.