كشفت التحقيقات الأولية التي تباشرها فرقة أمنية من المصلحة الولائية للشرطة القضائية، بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا ب"الديستي"، منذ يوم الجمعة الماضي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، عن هوية صاحب مقهى "لاكريم" التي اهتزت على وقع إطلاق النار، وراح ضحيتها نجل مسؤول قضائي، ليلة الخميس الماضي، وشريكين له في المشروع، ويتعلق الأمر بالمدعو مصطفى "ف" وشقيقه محمد "ف"، ومحمد "ج"، ينحدرون من الدريوش بمنطقة الريف شمال المملكة، وينشطون ضمن مافيا الاتجار الدولي للمخدرات. وحسب معلومات حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن العملية التي جرى تنفيذها بطريقة مدروسة على الطريقة الهوليودية وفي ظرف وجيز لايتعدى دقائق معدودة، لم يكن هدفها قتل احد الشركاء في مقهى "لاكريم". وأوضحت المعطيات نفسها، أن العملية الدموية التي نفذها شخصين حرصا على ارتداء أقنعة سوداء لإخفاء ملامحهما دون إثارة انتباه المارة، كان الهدف من ورائها تحذير صاحب المقهى المستهدف، وتوصيل رسالة مضمونها أن مافيا الاتجار الدولي في المخدرات قادرة على تصفيته اينما كان، إن لم يقم بارجاع ما بذمته بعد الاستيلاء على حصة كبيرة من المخدرات، ونجاته من عملية انتقامية قتل فيها أحد شركائه في خيانته لمفايا المخدرات التي كان من ضمن أعضائها سنة 2014. وأشارت المعطيات إلى أن مافيا الاتجار الدولي في المخدرات، اختارت تنفيذ العملية في مدينة مراكش إحدى أهم العواصم السياحية في العالم التي اختارها المستهدف لتبييض أموال المخدرات المسروقة باقامة مشاريع عبارة عن مقاهي راقية بقلب حي جيليز المعروف بالحي الاوروبي، في محاولة لإنذاره وتعقيد وضعيته المريحة كمستثمر حتى ولو اقتضى الامر سقوط ضحايا أبرياء. وكان صاحب مقهى "لاكريم" يخطط لشراء بقعة أرضية بمنطقة أملكيس بالمدينة الحمراء، لإحداث فيلا سكنية، من خلال صفقة كان يشرفها عليها أحد سماسرة العقار بالمدينة الحمراء، حددت قيمتها في أزيد من مليار سنتيم، قبل أن يتم إلغاء الصفقة بعد العملية الدامية التي اهتزت على وقعها المقهى المذكور، وذهب ضحيتها أحد الابرياء الذي كان يدرس في السنة السابعة بكلية الطب والصيدلة بمراكش، ونجل الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف ببني ملال. من جهة أخرى، كشف الصحافة الهولندية عن سيرة صاحب مقهى "لاكريم"، عن سيرته السوداء المتعلقة بالاتجار الدولي في المخدرات، حيث كان ضمن المهاجرين المغاربة المقيمين في هولندا، حيث يعرف هناك باسم "الموس"، مضيفا أنه يمتلك ملهى ليليا من أرقى الملاهي الليلية في بلدة زوترمير غرب هولندا، والواقعة بالقرب من مدينة لاهاي، ويعد من أحد الأثرياء المولعين بالسيارات الفارهة. ومكنت إجراءات البحث الذي باشرته المصالح الامنية بولاية أمن مراكش، من تشخيص هوية المشتبه فيه الرئيسي الذي حرض وأمر بارتكاب بجريمة القتل العمد بواسطة السلاح الناري بالمقهى المذكور، ويتعلق الأمر بشخص مبحوث عنه، ينشط في مجال غسيل الأموال والاتجار الدولي في المخدرات والابتزاز على إرتباط بشبكة إجرامية لها امتدادات في بعض الدول الأوروبية. وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مراكش، أوقفت ستة أشخاص بفيلا سكنية بمنطقة بوركون بمدينة الدارالبيضاء، تعود ملكيتها لصاحب مقهى "لاكريم" يشتبه في صلتهم بإطلاق النار الذي هز مراكش، في الوقت الذي أسفرت عمليات التمشيط الميداني المنجزة مباشرة بعد ارتكاب هذا الفعل الاجرامي، عن العثور على الدراجة والسلاح الناري وبعض العيارات المستخدمة في تنفيذ الجريمة، بعدما تم إضرام النار فيها والتخلي عنها بمكان خلاء بحي المحاميد القريب من مطار مراكش المنارة الدولي، ليجري إخضاعها للخبرات التقنية والباليستيكية اللازمة.