عيد الأضحى هذا العام يبدأ بخصوصية جديدة، وستستمر لسنوات أخرى، بسبب تزامنه مع الفترة الصيفية، حيث تختلط الاستعدادات للعيد بالعطلة، حتى أن جل المواطنين، مازالوا خارج مدنهم في سفريات للاستجمام سواء داخل الوطن أو خارجه. بتطوان تبدو ملامح العيد غير بادية بشكل كبير، حيث الشواطئ والمصايف ما زالت تعج بالمواطنين القادمين من مختلف مدن المملكة، ورغم الحديث عن الخروف والعيد، إلا أن الكثيرين مازالوا لم يزوروا سوق الغنم، التي بدورها ما زالت في أول أيامها.
كالعادة خصصت الجماعة الحضرية لتطوان، سوقا خاصا بالماشية خلال فترة العيد، حيث تمت تهيئة القطعة الأرضية الموجودة بحي كويلما، بالطريق المؤدية لشاطئ أزلا، والتي بدأت تعرف إنزالا لبعض قطعان الماشية، أغلبها قادم من مناطق الأطلس، خاصة خنيفرة، وميدلت ووجدة، كما يتم إحضار أنواع أخرى من الجنوب الغربي، وهو “السردي” الذي بدأ يغزو أسواق تطوان أخيرا. في زيارة ميدانية ل “الكورنة”، وتعني سوق الغنم باللهجة التطوانية، وقفت “الصباح”على الاستعدادات الجارية لتهيئة السوق، حيث تم إنجاز الجزء الأكبر من التهيئة من خلال التعشيب وتسوية البقعة الأرضية، فيما بدا بعض “الكسابة ” ومربو الماشية، وهم ينصبون خيامهم لإنزال القطيع من على الشاحنات التي استقدمته من مواطنه الأصلية.
وفي تصريح لأحد هؤلاء “الكسابة”، أكد أنهم غالبا ما يحضرون مبكرا لعرض بضاعتهم، حيث إن هناك من يرغبون في شراء الأضحية مبكرا، ومنهم من يكون متوجها للحج، او من أفراد الجالية، ويرغبون في شراء أضحية لأهاليهم قبل السفر، وهو ما يجعلهم يحضرون مبكرا رغم محدودية عدد زوار “الكورنة” هاته الأيام، بسبب الحرارة، وانشغال البعض بالاصطياف أو السفر.
ومازالت ملامح سوق الغنم بتطوان لم تتضح بعد، حيث ان عطلة نهاية الأسبوع الأخير، لم تجلب الكثير من المتبضعين لسوق الماشية، معظهم اكتفوا فقط بجولة لاستطلاع الوضع والأثمنة، إذ يبدو هناك استقرار كبير على مستوى الأثمنة على عكس ما كان مطروحا السنة الماضية وهاته السنة، إذ يبقى معدل الأضحية في حدود 2000 حتى 2500 درهم بالنسبة للأضحية الجيدة.
وبداية من نهاية الأسبوع الماضي، بدأت المنطقة تعرف وصول عدد كبير من “الكسابة”، منهم من يتخذ سوق الماشية مستقرا له، ومنهم من يكتري محلات “كاراجات” في بعض الأحياء، التي أصبحت معروفة مثل حي المحنش الثاني، وخندق الزربوح وطويبلة.
وحسب جولة “الصباح” في بعض تلك المحلات، لا يبدو أن هناك فرقا كبيرا على مستوى الأثمنة، إذ اعتاد هؤلاء كراء تلك المحلات، أغلبهم لهم زبناؤهم الأوفياء، وفق ما أوضحه أحد الباعة، الذي أصبح مشهورا في الحي الذي يبيع به، وبمجرد وصوله، حتى يبدأ زبناءه في زيارته واختيار أضحيتهم.
ومن إيجابيات تلك المحلات، احتفاظها بالأضحية المشتراة إلى آخر يوم قبل العيد، إذ يبقي الكثيرون أكباشهم بالمحل لغاية يوم أو يومين قبل العيد، حيث يتم “تعليمه ” بالصباغة وتركه في المحل رفقة باقي الأغنام، وهو ما يوفر على صاحبه كثيرا من المتاعب والتكاليف ايضا.