تاريخ تطاون ثالوث مشرف: حقول غضة تستنبت فيها سواعد الفلاحين أشجار الألفة والمحبة.. ساح مزينة بجرح الشهيد، بجرح الشهيد، وراية المقاتل... وبياض ترقمه الأقلام، المجاهدة الأبية ظللا..ومشاعل درب.. واليوم آفتها ثالوث مخيف أيضا: سموم سوداء وبيضاء، وتهريب مقنع وغير مقنع، وهجرة داخلية كاسحة، وهذه النوازل المهلكة تستلزم توفير أمن اقتصادي يحمي دواليب الحركة وآليات الإنتاج من الشطط التنظيمي والمخالفة القانونية، وإلا تعثرت الإنطلاقة المنشودة لتنمية أقاليم الشمال ودفعها إلى الإسهام في بناء الصرح الوطني سياسة واقتصادا وثقافة وإعلاما. والحق أن الوعي بهذه الضرورة الأمنية في المجال الإقتصادي مافتىء يراود الفئة المسؤولة ويكشف لها عن مخاطر الثالوث المرعب في حياة أهل تطاون، لكن مرحلة الحسم والبتر مازالت حبيسة التصور والتخطيط، ولعل للغد كلمة فاصلة تصحح الأوضاع، وتعيد لأبناء المدينة – علماء وأدباء وإعلامييين ورجال أعمال- بياضا موؤودا، ونقاء مغتصبا. ودعم الدولة لا يكفي لاجتثاث البؤر العفنة في خريطة البياض، وإنما ينبغي أن توازيه حملات توعية وتربية تنبه المواطن إلى أن المخدرات عامل هدم وتخريب، وأن التهريب ترد وإفلاس، وأن الهجرة العشوائية تطفل ممقوت واستباحة لضوابط النظام، مع ربط هذا كله بالمنظور الإسلامي وتوجيهاته الحكيمة في البناء والإصلاح .. وبهذا تتآلف فلسفة التصور وقوة الفعل تآلفا ينتج ويثمر...
ومثلما تساقطت أوراق التهميش وزمن الحصار في خريف مشهود، تتساقط بمشيئة الله- باقي الآفات والعاهات في خريف ثان، لتشهد تطاون- في أعراسها القادمة- تباشير الربيع الخالد، والخضرة الدائمة....