أخبار من داخل جلسة التصويت على رئيس مجلس النواب تفي بأن الأحزاب تصوت على الاتحادي الحبيب المالكي عدا الاستقلاليين الذين قاطعوا الجلسة، والعدالة والتنمية الذين قرروا الامتناع عن التصويت. هل تعلمون لماذا قرر الباجدة الامتناع عن التصويت رغم أن بإمكانهم تقديم مرشح يصوت عليه نوابهم ونواب الاستقلال ونواب التقدم والاشتراكية، بما أن هذه المنافسة مشروعة ولا تخرج عن قوانين وأعراف اللعب السياسي؟ لأنهم وبحساب عدد أصوات الفريق الآخر: الأصالة والمعاصرة + الأحرار + الحركة الشعبية + الاتحاد الاشتراكي + الاتحاد الدستوري، سيخسر حزب بنكيران لا محالة، وهم رفضوا المنافسة كي لا يحرقوا صورة مرشحهم الذين راج أنه “سعد الدين العثماني”. ولأن الباجدة لديهم خطة محكمة حين يستشعرون الخسارة، وهي عدم المواجهة والارتكان جانبا ولعب دور الضحية لجمع التعاطف الشعبي.
وتذكروا أنه بعد انتهاء الجلسة وانتخاب المالكي ستبدأ كتائبهم بالترويج لهذه الفكرة لكسب العطف الشعبي: “أن هناك انقلاب على شرعية الصناديق، ولهذا السبب جهز بنكيران استقالته ليضعها على مكتب الملك بعد عودته من جولته الإفريقية”. والحقيقة أنه لا يوجد لا انقلاب ولا أي شيء، الحقيقة أن هناك كتلتين تشكلتا مؤخرا بعد عودة شباط إلى أحضان بنكيران حين وجد نفسه بدون حقائب جنب العماري، كتلة: العدالة والتنمية والاستقلاليين الشباطيين (مع العلم أن هناك انقسام داخل الاستقلال وأن هناك استقلاليين يتمنون التحالف إلى جانب الأحرار) وحزب نبيل بن عبد الله، وهناك كتلة: الأحزاب الملتفة حول الأصالة والمعاصرة والأحرار والتي يروج لها الباجدة على أنها أحزاب التحكم أو الأحزاب الإدارية: الأصالة والمعاصرة + الأحرار + الحركة الشعبية + الاتحاد الاشتراكي + الاتحاد الدستوري. هذين الكتلتين صوت عليهما المغاربة، شئنا وشاء الباجدة أم أبوا. ويتضح أن جمع أصوات كتلة بنكيران أقل من جمع أصوات كتلة أحزاب التحكم، يعني أن مجموع المغاربة الذين صوتوا على أحزاب التحكم أكثر من جمع المغاربة الذين صوتوا على بنكيران وشباط وبن عبد الله. وبالتالي فالتحكم هو الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة. هذه الحقيقة التي يرفض قبولها الباجدة، لأنهم شرعوا لأنفسهم التكتل وحرموه على الغير!!! ولكن الحقيقة أن تكتل التحكم هو الذي فاز بالديمقراطية وبشرعية الصناديق. وإلا ليتم إلغاء التكتل على الكل. حتى وإن أعيدت الانتخابات ستعاد نفس النتائج مع نفس التكتلات إلا في حالة واحدة، أن تقبل الداخلية رفع العتبة إلى %10، حينها نبيلكم بن عبد الله يا الباجدة سيرحل، وكذلك أعداؤكم الاتحادين الاشتراكي والدستوري، ولنرى تناطح الرؤوس الحقيقة: العدالة والتنمية ضد الأصالة والمعاصرة، والاستقلال ضد الأحرار إن بقي الاستقلال على موقفه بعد مغادرة شباط! وإلا فلتقبلوا نتائج اليوم دون بكاء ولا مظلومية.