المهرب الملقب ب"ديدي" تصفه الصحافة الإسبانية بكونه من أفضل سائقي زوارق "الفانطوم" السريعة التي تمخر عباب أمواج البحر الابيض المتوسط في لمح البصر، وذلك لقدرته على إيصال أكياس المخدرات إلى البر الاسباني بسرعة خاطفة، حتى أنهم يشبهونه ب" El Lewis Hamiltonلويس هاملتون " على غرار البريطاني بطل سباق سيارات فورميولا 1.
هذا المهرب الذي يتحدر من أصول تطوانية ويُقيم حاليا بمدينة مالقا الاسبانية فجر مؤخرا قنبلة من العيار الثقيل وذلك خلال الحوار الذي أجراه مع احد الصحفيين الاسبان المتخصصين في الصحافة الاستقصائية ،حيث شرح له بالتفصيل الدقيق كيف تتم عمليات التهريب الدولي عبر أمواج جبل طارق وكيف تتم رشوة عناصر المراقبة الامنية والبحرية الملكية المغربية والقضاة والمحامين الاسبان وكذا مبالغ الاتاوات التي يدفعها.
وفي هذا الصدد كشف المهرب المذكور أن بعض عناصر الحرس المدني سبق أن تلقوا منه رشوة تقدر ب 120 مليون سنتيم كما أشار الى كون المحامين هم من يقومون بدور الوساطة مع النيابة العامة والقضاة لتخفيف الاحكام. و قال المهرب "ديدي" " سبق لي شخصيا أن دفعت مبغ 24 مليون سنتيم لاخراج صديق لي من السجن بكفالة ".
أما بخصوص المغرب فقد صرح المهرب بكونه سبق له أن دفع لضابط في الجيش المغربي مبلغ 12 مليون سنتيم و15 مليون سنتيم أخرى لضابط بالبحرية الملكية ومبلغ 8 مليون سنتيم لعناصر المراقبة الطرقية . وفيما يتعلق بالأرباح التي يجنيها من تجارة المخدرات فقد أشار "ديدي " إلى أنه لا يتقاضى أقل من 30 مليون سنتيم عن كل رحلة لأنه لا يريد أن يخاطر بحياته من أجل مبلغ بسيط "أحيانا عندما أشتغل لحسابي فاني أقوم بنقل 3000 كيلو من المخدرات من وادي لو إلى مالقا وحيث أن ثمن البضاعة باسبانيا يصل إلى 2 مليون سنتيم للكيوغرام الواحد فانه بعد استخلاص جميع المصاريف ودفع الإتاوات يبقى لي 2 مليار ونصف سنتيم كأرياح صافية يورد "ديدي" المهرب المذكور .
من جهة أخرى كشف ذات المتحدث أنه اشتغل مع كبار تجار المخدرات في المغرب وأنه يتوفر على زورقين من نوع "فانتوم" بمحركين بسرعة 300 حصان حيث ينطلق الزورق مثل السهم بسرعة 60 عقدة أي ما يعادل 110 كلم في الساعة، الأمر الذي يجعل مهمة اللحاق به جد صعبة.
أما بخصوص ثروته التي جناها من التهريب فقد كشف "ديدي" على أنه يتوفر على منازل عديدة بالمغرب وأراضٍ إضافة الى سيارتي أجرة والعديد من "جيت سكي" التي يقوم بكرائها لبعض الشباب العاطل عن العمل بمنطقة طريفة حيث يقومون بتهريب الحشيش على متنها من المغرب إلى إقليم قادس مقابل 10 مليون سنتيم عن كل عملية.
وفي ختام الحوار لم يخف المهرب ديدي قلقه حول مستقبل مهنته بسبب عزم الحكومتين المغربية والاسبانية على نصب المزيد من كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار عن بعد مما يعني صعوبة نقل المخدرات عبر البحر المتوسط في المستقبل دون الوقوع في فبضة خفر السواحل .