كانت مدينة شفشاون محط أنظار العديد من الصحافيين والأجانب منذ القرن الثامن عشر فقد زارها شارل فكود سنة 1883 وقضى بها ليلة بمنزل أحد اليهود الشفشاونيين، وزارها الصحفي الإنجلزي المشهور “والتر هاريس: في زي ريفي، وهو من أشهر الصحافيين العالميين المشهورين، إذ كان مراسلا ومحررا بجريدة: التايمز الإنجليزية بلندن بمدينة طنجة، ونشط بها نشاطا كبيرا، وزارها الراهب الأمريكي “وليام سومانش:الذي توفي بها مسموما. صدى شفشاون : وأول جريدة صدرت بشفشاون كانت خطية باللغة الفرنسية، وتحمل اسم صدى شفشاون أصدرها الإسباني بسينطس بوسكاتو عند احتلال المدينة من طرف الإسبانيين في ليلة 15 أكتوبر من سنة 1920 وتحتوي على أربع صفحات من حجم 241-375، وزينت صفحتها بلوحة ماريانو برتوشي الفنان العالمي المشهور. ويلاحظ أن الجيش الإسباني عندما انتهت المقاومة وصار يسترجع القبائل شرع في بناء المعسكرات، فنشط الإسبانيون المهتمون بالكتابة الصحفية في إصدار جرائد خطية، تصف نشوة الإنتصار، وانتهاء المقاومة، فكانت جرائد مثل ” صدى شفشاون” وصدى تزروت، وصدى كبدانة إلخ. وظاهرة انتشار الصحف والمجلات الخطية أو المضروبة على الآلة الكاتبة لعبت دورا كبيرا في النشاط العسكري للجيش الإسباني المحتل، المتواجد بمدن شمال المغرب. وهناك دراسة قيمة للكاتب الإسباني والباحث في شؤون الصحف والطباعة بالمغرب السيد (ضورة بكائيكو ارنئيس) نشرها بمجلة تمودا في السنة الخامسة من شهر سبتمبر 1957 في الصفحة 129 إلى 141 تحت عنوان (بعض الصحف الخطية والميكانو غرافية) تناولت هذا النوع من الصحف التي خطت أخبارا مهمة كمحور تواصلي بين أفراد الجيش الإسباني المرابط في ثكناتة العسكرية بمحتلف مدن وقرى المغرب، وتحدث فيها عن أهمية الموضوعات التي كانت تنتشر فيها من قصص وقصائد شعرية وذكريات شخصية، والتجاوب الذي كانت تتلقاه في صفوف الجيش الإسباني، وتعرض لعدة عناوين مهمة عن هذه الصحف الخطية، ومنها جريدة “بقيوة” التي أشرنا إليها، وجريدة صدى “اللوزيين” بجبل وادراس وأنجرة الشمالية عند ثورى الريسوني ضد الإسبانيين، بالتحامل عليه وعلى حركته، مع رسمين كاريكاتورين يرمزان: الأول لحنفية الماء بجانب مدخل مقوس داخل مدينة تطوان وصدرت يوم الإثنين 29 غشت 1913 بعنوان إسباني، وتحت عنوان مغربي ” الكزيطة ذلا وضيان” أي اللوزيين. كما يلاحظ في الصورة وعلى يسارها فقرات مكتوبة بالدراجة سهلة القراءة، في عداء واضح للريسوني من طرف الجيش الإسباني وقد يكون أحد الجنود الإسبان يعرف بعضا من العربية هو من كتب هذا التعليق، لما كان يتعرض له الجنود من عمليات فدائية من المقاومة الريسونية، فتكت بعدد كبير من أرواحهم. ويذكر صاحب البحث مجموعة من الفقرات الشعرية والنثرية التي كان أصحاب هذه الجرائد الخطية يكتبونها، بين ثقافة ، وفكاهة، وتسليات مزاجية وغير ذلك.
الصحافة بشمال المغرب من التأسيس إلى الاستقلال للأستاذ النقيب محمد الحبيب الخراز