قلّما نسمع في بلادنا العربية عن مهرجانات خاصّة ب الموسيقى التي يقدّمها عازفون مكفوفون. ولعلّ “المهرجان الدولي للموسيقيّين المكفوفين وضعاف البصر”، الذي انطلقت فعاليات دورته العاشرة في مدينة تطوان المغربية يوم الجمعة وتستمر إلى يوم السبت، واحدٌ من أبرز تلك التظاهرات المتخصّصة في هذا المجال. تُقام عروض المهرجان، الذي تنظّمه “جمعية لويس برايل” بدعمٍ من مؤسّسات رسمية، في “مسرح إسبانيول” بالمدينة، بمشاركة فرقٍ وفنّانين من المغرب وتونس ومصر والكاميرونوفرنساوألمانياوسويسرا والولايات المتّحدة. وتحتفي الدورة الجديدة بالفنّان المغربي عبد الفتاح النكادي الذي يُعد من أبرز الموسيقيّين المكفوفين في البلاد؛ وهو الذي ألّف أكثر من أربعين عملاً موسيقياً للمسرح والسينما والتلفزيون. افتُتح المهرجان بعرضين موسيقيّين قدّم النكادي أوّلهما، وقدّت الثاني فرقةُ “أصدقاء لمشاهب” بقيادة يوسف أغبالو، بينما يتضمّن برنامج اليوم عروضاً لكلّ من الأميركي ويليام روبير ماكان، والمكسيكي فيرناندو إبان بينيتز، و”مجموعة نغم للموسيقى العربية” من مصر، و”فرقة بلايند س. م. س” من الكاميرون. أمّا حفل الاختتام، فيشارك فيه كلّ من سارة بوعلي من تونس، وكريستيان جاك كامبي من فرنسا، وجون جاك فوييو من سويسرا، و”فرقة مؤسّسة المكفوفين” من ألمانيا. إلى جانب العروض، تتضمّن التظاهرة ورشةً تدريبية حول البرمجة الإلكترونية لتحويل الكتابة الموسيقية إلى نظام برايل عن طريق الحاسوب، بهدف “إتاحة تدريب أكاديمي عصري يواكب التطوُّرات الإلكترونية الحديثة في مجال الموسيقى حسب المنظّمين. في تصريحاتٍ صحافية، أشار رئيس الجمعية المنظّمة، عبد اللطيف الغازي، إلى أنَّ المغرب يضمّ قربة ستمئة عازف وفنّان موسيقي كفيف، معتبراً أنّ “من حقّ هذه الفئة أن يكون لها مهرجان خاص يُعنى بإبداعاتها ويكرّم روّادها”. وقال الغازي إنّ المهرجان يهدف إلى “تحقيق التواصل وتقاسم التجارب بين الموسيقيّين المكفوفين في المغرب والعالم وإبراز إبداعاتهم”، مضيفاً أن جهود التظاهرة تُوّجت العام الماضي بافتتاح قسم لتعليم الموسيقى بلغة برايل في “المعهد الموسيقي” بتطوان”.