سلمى المرابط شابة من مدينة تطوان، تغيرت هواياتها فجأة من لعب كرة السلة والموسيقى إلى اهتمام غير محدود بالقطط وبالحيوانات الضالة، دائما ما كانت تخاف الاقتراب منها أو لمسها بسبب الحساسية والفوبيا. تقول “سلمى المرابط” لم يكن لدي في أول الأمر أي حافز يدفعني لتربية القطط خاصة مع تحذير والدايَّ من الاقتراب منها لدواع صحية، إلا أن هذا الأمر لم يمنعني من مساعدتها وإطعامها حين كنت أصادفها في الطرق والأزقة، في أحد الأيام شعرت “سلمى” أنها لم تعد تعاني من تلك الفوبيا وكأن مساعدتها للقطط مهدت لها طريق الحب بينها وبين الحيوانات، وأبطلت مفعول الخوف والقلق، حيث تقول يمكنني أن أبكي بكل بساطة إن شاهدت هرًّا مريضا في الشارع دون أن يساعده أحد. تبني أختها “خولة” لِقِطٍ بمنزلها كان دافعا قويا لسلمى زادها تعلقها بالقطط ورغبة في مساعدتها، تضيف “سلمى” كنت أفكر ليلا نهارا كيف سأقنع والداي بتربية هرة في المنزل كونهما يرفضان الفكرة بتاتا لدواع صحية، كما ذكرت من قبل.تحدت كل العراقيل وأحضرت قطة صغيرة للبيت، فأصبحت جزءً من أسرتها، قررت بعدها “سلمى المرابط” الانضمام إلى جمعية “براثن المغرب” لمساعدة قطط الشوارع ومعالجتها من الأمراض التي تصيبها، فضلا على إنقاد مختَلِف الحيوانات التي تكون على وشك الموت، وذلك عبر حرص أعضاء الجمعية على جمع التبرعات لاقتناء الأدوية والأطعمة الخاصة بها. أصبحت “سلمى” ترى بأن كل ما تقوم به اتجاه الحيوانات ومساعدتها واجب إنساني عليه أن يسري على كل شخص، إذ تقول لا أستطيع أن أصف كم أكون سعيدة حين أطعمها وأحن عليها.رغم بعض الانتقادات التي تطالها في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل فئة المتتبعين كونها لا تمنح الاهتمام نفسه للإنسان، وعن هذا الموضوع تقول: ليس علينا أن ننسى وصية الإسلام بالرفق بالحيوان. وترى ذات المتحدثة أن من واجبها مساعدة الإنسان أيضا غير أنها تفضل عدم البوح بفعل الخير تجاه الأشخاص، وهي عندما تشارك مساعدة الحيوانات لكي يستفيد متتبعوها ويحدون حدوها، تقول: “أتفاجأ دائما برسائل متتبعيَّ عبر بعثهم لي صورا وهم يطعمون الحيوانات وخصوصا القطط، ويعبرون عن فرحهم وسعادتهم بذلك. انعكس سلوك “سلمى المرابط” على عائلتها ومحيطها كافة بل أصبح لها شعبية كبيرة في وسط مواقع التواصل الاجتماعي لما تشاركه من يومياتها مع المتتبعين سواء الأعمال التطوعية والخيرية أو الموضة وتدريس اللغة الإنجليزية، عبر نشر فيديوهات على صفحتها، كما أشارت إلى عدم توفرها على مداخيل كبيرة تمكنها من تغطية عدد أكبر من حالات الحيوانات الضالة، بل تقوم بكل ما لها من جهد إلى جانب أسرتها وجمعية “براثن المغرب” بمنح الرعاية والمساعدة لتلك الحيوانات. هي رسالة وجهتها “سلمى” للمجتمع كافة عبر لسان كل مهتم بالرفق بالحيوان والأعمال الخيرية والتطوعية من أجل المضي قدما بكل ما هو اجتماعي وإنساني داخل المجتمع.