ما إن صدحت حناجر المؤذنين لصلاة العشاء في أولى ليالي شهر رمضان حتى تقاطر ساكنة مدينة تطوان مساء اليوم الثلاثاء على المساجد فرادى و جماعات. لم تمض سوى دقائق على الآذان حتى خلت شوارع المدينة أو كادت اللهم من أشخاص حالت ظروف عملهم من أداء تراويح أول ليلة من الشهر الفضيل مكرهين للتوجه نحو أماكن عملهم. وفي جولة "لبريس تطوان" لرصد أجواء صلاة التراويح بعدد من مساجد المدينة، استقت تصريحات بعض المصلين الذين أكدوا أن شهر رمضان هو مناسبة حقيقية للانسان لتعزيز علاقته بخالقه، في جو من الخشوع و التضرع إلى الله. التراويح..خشوع وأصوات ندية و قال أحمد 43 سنة في تصريح "لبريس تطوان" أن صلاة التراويح هي أهم ما يميز هذا الشهر الكريم باعتباره موعدا لتجديد الصلة بالله عز و جل، و تطهير النفوس من كل الشرور، في جو روحاني خالص. و عن أهم ما يثير اهتمامه خلال صلاة التروايح من كل عام أوضح أحمد أن من أكثر الأمور التي تشده وهو يؤدي هذه النافلة هي الأصوات الجميلة لعدد من المقرئين الشباب الذي يزيننون القرآن بأصواتهم الندية التي تداعب القلوب. التراويح.. تزكية و تربية و لئن كانت صلاة التراويح فرصة للتقرب إلى الله فهي كذلك تحمل في طياتها دروسا و عبرا يعمد الآباء لتلقينها للأبناء، كما هو الحال لمروان ذو الثمان سنوات الذي رافق والده للمسجد لأداء الصلاة. و عبر مروان الذي لم تفارقه الابتسامة وهو يتحدث "لبريس تطوان" عن سعادته بمرافقة والده للمسجد لأداء صلاة التراويح، بعد يوم من الصيام. من جهته شدد عبد اللطيف أب مروان على أهمية مرافقة الآباء لأبنائهم إلى المساجد لما لذلك من دور في التنشئة السليمة، و اعتماد للقدوة الحسنة في تلقين القيم الدينية و تمثلها، بالنسبة للصغار. التراويح ..وللنساء نصيب و إن كان لرجال تطوان نصيب من العبادة في هذا الشهر الفضيل فلنساء المدينة كذلك نصيب وهو لم تخفه مريم ذات 28 ربيعا وهي تتحدث "لبريس تطوان" وقد تأبطت سجادة للصلاة، حيث أصرت على أن التقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم هو ليس حكرا فقط على الرجال بل للمرأة التطوانية أيضا حظ وافر من صلاة وقراءة للقرآن الكريم، موضحة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزال أجواء شهر رمضان بالنسبة للمرأة في أشغال البيت و المطبخ فقط، تقول مريم.