أيد، هشام الشاط، قاضي التحقيق لدى ابتدائية تطوان، الإثنين المنصرم، ملتمس النيابة العامة، وأمر بوضع المتهمتين اللتين شاركتا في الإعتداء على ابن مهندس تربطه علاقة قوية بمسؤول نافذ بالداخلية، بالميناء الترفيهي "مارينا سمير"، رهن تدبير الإعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالمدينة، في انتظار الشروع في التحقيق معهما تفصيليا، الأسبوع المقبل. ويتعلق الأمر، حسب ما أوردته مصادر مطلعة، بشقيقتين تحملان الجنسية الإسبانية، يتراوح أعمارهما بين 33 سنة و45، إحداهما زوجة بارون مخدرات، صاحب سجل حافل في المجال الإجرامي، تم قتله أخيرا رميا بالرصاص في "إسطيبونا"، جنوب إسبانيا، في إطار تصفية الحسابات بين شبكات الإتجار في الأسلحة والمخدرات، وأخرى زوجة أحد أبرز البارونات المشهورين بالمدينة، والمعروف في أوساط شبكات الاتجار بالمخدرات بلقب "ماريو". وأحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان، المتهمتين، على وكيل الملك لدى المحكمة ذاتها، صباح اليوم نفسه، بعد أن وجهت إليهما تهمة الاعتداء بالضرب والجرح عمدا مع سبق الإصرار، فيما حررت مذكرات بحث في حق ثلاثة أشخاص آخرين ينتمون إلى العائلة نفسها. وتعود تفاصيل هذه القضية، التي استأثرت باهتمام بالغ من قبل الرأي العام الإقليمي، إلى الخميس الماضي، حينما تعرض ابن مهندس بالبيضاء تربطه علاقة قوية بمسؤول نافذ بوزارة الداخلية، يبلغ من العمر 15 سنة، لاعتداء بالضرب والجرح من قبل أشخاص تربطهم علاقة قرابة ببارون مخدرات شهير توفي في السجن بعد الحملة التطهيرية التي باشرها إدريس البصري سنة 1996، حيث تقدم والده بشكاية إلى مصلحة الدائرة الأولى التابعة للمنطقة الإقليمية المضيقالفنيدق، معززا شكايته بشهادة طبية (21 يوما) تؤكد الواقعة. وفتحت المصالح الأمنية، بحثا دقيقا في النازلة، بالموازاة مع استنفار أمني كبير بالمنطقة، حيث قامت فرق أمنية بتمشيط المنتجع السياحي، وتابع والي أمن تطوان شخصيا مسار الأبحاث التي باشرها فريق من المصلحة الولائية للشرطة القضائية. وتدخلت أجهزة أمنية أخرى لمؤازرة ضباط البحث التمهيدي قبل أن يصلوا إلى هوية الأشخاص المتورطين في الاعتداء، بالاعتماد على أبحاث ميدانية، إذ شمل البحث المكان الذي قصده المتورطون قبل اعتدائهم على القاصر، حيث تم تفريغ محتوى تسجيل الكاميرا المثبتة بأحد المطاعم المتخصصة في الوجبات السريعة بالميناء. وبتعليمات من النيابة العامة، ألقي القبض، صباح الاثنين الماضي، على المعنيتين بالأمر، بالمعبر الحدودي باب سبتة، عند محاولتهما دخول التراب الإسباني، رفقة أبنائهما، ووضعتا تحت تدابير الحراسة النظرية، في إطار البحث، الذي باشرته الشرطة القضائية بولاية أمن تطوان، حول ملابسات حادث الضرب والجرح الذي تعرض له نجل المهندس، فيما ما زال البحث جاريا عن باقي شركائهما المتورطين في هذا الاعتداء.