كما هو معلوم لدى الرأي العام الوطني والمحلي بمدينة تطوان والناحية ،من خلال التغطيات الإعلامية المتواترة ،التي أفادت أن المدير العام للإدارة الجمارك والضرائب الغير المباشرة “نبيل لخضر”، استقبل بتاريخ 11 يوليوز 2019 بمكتبه بحي الرياض بالعاصمة المغربية الرباط، بعض المهربين والمهربات الذين يمارسون التجارة الغير المشروعة، والمخالفة للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل بالنقطة الحدودية باب سبتة ومعبر “طارا خال ” 2 المخصص للبضائع المهربة . الأخطر من ذلك أنه حسب التسريبات التي تمخضت عن “لقاء المهربين”، فإن السيد المدير العام للجمارك تفاعل إيجابيا مع مطالبهم ،وكانوا مرفوقين بعضوة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية البرلمانية “فتيحة سداس”، التي ربما يسعى حزبها إلى تحقيق مكاسب سياسوية ضيقةعلى حساب سمعة الوطن ومصداقية مؤسساته . إن لقاء هؤلاء المهربين مع أعلى سلطة جمركية بالمغرب، وورود عبارة ” التفاعل الإيجابي” مع التهريب يعني دون لف أو دوران ارسال رسالة اتصاليةمفادها أن جمارك المغربستطبع مع التهريب، وستتخذ قرارا يقضي بفتح باب التهريب على مصراعيه في وجه المهربين والمهربات، الأمر الدي يطرح العديد من الأسئلة الحارقة، التي تكشف ضعف عدد من المسؤولين على جميع المستويات في هذا البلد وغياب حس المقاربة الإستشرافية ،والتنبؤ بالمخاطر المستقبلية المحتملة لمثل هده التصرفات، وهذه الأسئلة هي على الشكل الآتي؟ ألا يعتبر التفاوض من الأصل نوع من إعطاء الشرعية والتزكية المؤسساتية لنشاط مخالف للقانون، نشاط تحاربه جميع المؤسسات الجمركية المنتمية للدول المحترمة ؟ هل سيفتح بابالتفاوض مع مهربي السلع والبضائع، المجال أمام باقي المؤسسات الأخرى والسلطات بالمغرب من أجل التفاوض مع كل من هب ودب؟ أوليس من المحتمل على الأقل من الناحية النظرية أن نسمعمستقبلا أن المغرب يتفاوض مع مافيا تجارة المخدرات، ويتفاوض مع مافيا الاتجار في البشر، ويتفاوض مع لوبي السكن العشوائي والخطافة والنقل السري وجزاري الذبيحة السرية وبائعي لحم الكلاب والحمير، والمشرملين وبائعي القرقوبي وأقراص الهلوسة؟. هل سمعنا يوما أن مؤسسة الجمارك ومراقبة الحدود الأمريكية المحترمة، تتفاوض مع عصابات التهريب الدولي التي تنشط بقوة على الحدود المكسيكية؟ هل تفاوضتمصلحةالجمارك الاسبانية التابعة لجهاز الحرس المدني مؤخرا مع أرباب وسائقي الحافلات المغربية، للسماح لهم بتهريب زيت الزيتون والنعناع، والدلاح ، وكل البضائع القادمة من المغرب الغير المستوفية للشروط الصحية والنظامية لولوج التراب الاسباني؟ الجواب طبعا لا وألف لا. إن أية إدارة جمركية محترمة في العالم، لا ولن تتفاوض مع المهربين، لأن أساس التفاوضوبلغة القانونمحل التفاوض العقد أو الاتفاق مبني على أساس غير مشروع، والقاعدة الواضحة تقول ما بني على باطل فهو باطل، وبناء عليه فان السيد” نبيل لخضر “مطالب بتقديم الحساب والكشف عن السند القانوني والشرعي الذي استند عليه للتفاوض مع المهربين؟ وما هي الوعود التي وعدهم بها ؟.