تعيش دروب وأزقة مدينة تطوان سواء منها القديمة أو الحديثة حالة كارثية بكل ما في الكلمة من معنى، جراء عشوائية الأسلاك الكهربائية التي تربط المنزل بأخيه، وكأن العنكبوت هي من قامت بتركيب هاته الأسلاك الكهربائية وإدخال الإنارة إلى بيوت الساكنة وليس أيادي آدمية. وتزداد خطورة هاته الأسلاك الكهربائية المتناثرة والمتشعبة بشكل فوضوي عندما تتساقط أمطار الخير خفيفة كانت أم غزيرة، لتفعل فعلتها بمجرد أول قطرة على هاته الأسلاك العارية وذات جودة متدنية للغاية، بحيث يحدث تماس كهربائي تكون نتائجه غالبا الموت الحتمي. ولعل ماحدث أخيرا في حومة بحي خندق الزربوح يوضح بجلاء خطورة وحدة الوضع، حيث كانت بعض قطرات المطر الأخيرة كافية لأن تحدث صعقة كهربائية لأحد المصابيح الخارجية، الشيء الذي نتج عنه تمزيق السلك ليسقط للتو على الأرض ولولا لطف الله لأسقط كل من مر تحته في تلك اللحظة صريعا. وبعد اتصالات متكررة بشركة أمانديس بغية التدخل العاجل لحل هاته المعضلة التي لازالت على حالها - لحد كتابة هاته السطور- تم إخبارنا من طرف مركز خدمات أمانديس أن هاته الأخيرة غير مكلفة بمصابيح الأزقة والشوارع لأن ذلك من اختصاص الجماعة الحضرية وبمجرد توفرنا على رقم المصلحة بالبلدية قمنا على جناح السرعة بمهاتفتهم لعل سحر هؤلاء يجدي نفعا غير أن الظنون خيبت وياليت الهاتف لم يتم الإجابة عليه، لكان الأمر بردا وسلاما، إذ تم إخطارنا بكون المصالح المكلفة بالكهرباء في مهمة بالمسرح البلدي بالولاية مع الأمسية الفنية التي نظمتها البلدية مساء الجمعة والسبت والأحد، وعلينا الانتظار إلى حين وصول المصلحة في أجل غير محدد. وفي انتظار وصولها فإن السلك الكهربائي الخطير لازال على حاله في غياب تام للإنارة بالدرب – موضوع الحدث- على أمل أن تصل الجهات المختصة لأن نشاط الأمسية قد انتهى ومآسي المواطن لم تنتهي بعد. فإلى متى ستبقى فوضى الأسلاك المبعثرة بشكل متهور على هذا الحال ؟ ولماذا لايتم تنظيمها تنظيما محكما شأنها في ذلك شأن شارع محمد الخامس بوسط المدينة؟ أم أن الأزقة والدروب بعيدة عن أعين المسؤولين وبالتالي فإن أي خطر يقع على المواطن نعلقه على مسألة القضاء والقدر، وكأن المدينة بدون مسؤولين ومراقبين، لذلك يجب بل من اللازم تغيير المستخدمين الذين يقومون بتركيب هاته الأسلاك بشكل فوضوي وبسرعة البرق بدل تغيير الأسلاك التي بدورها لم تعد تفي بالغرض.