يوم عودة الملك. في الوقت الذي كان فيه جلالة الملك يلقي أول خطاب له بمناسبة عودة جلالته إلى أرض الوطن: كان زعيم الوحدة الأستاذ الطريس يلقي الخطاب التالي في الجماهير المحتشدة في ساحة الفدان بتطاون: « إنه لأعظم يوم في حياتنا وفي حياة الأجيال التي تعايشنا، هذا اليوم الفرد الأغر الذي يقف فيه المغرب بأسره مرحبا بعودة ملكه الحبيب وزعيمه المفدى وقائده الفذ وإمامة أمير المؤمنين سيدي محمد الخامس نصره الله. « إن دموع الفرح اليوم لتغالبنا بعد أن غالبتنا دموع الفرع طيلة عامين كاملين كافح المغرب أثناءهما في سبيل ملكه وسادته، وفي سبيل عودة محمد الخامس محط الآمال ومعقد الأ ماني. « اننا لم نخطئ اذا قلنا أن محمد الخامس هو أقصر الطرق لنيل الاستقلال، ونستطيع أن نجزم اليوم بأنه الطريق الوحيد لهذا الاستقلال، ولتلك الوحدة، ولذلك حكم الديمقراطي الدستوري ولكل الأماني الوطنية الغالية. « إن محمد الخامس قد أثبت للعالم أجمع ولشعبه بصفة أخص أنه أهل لكل ثقة وتأييد. فيلزم أن نثق بالملك ونعطيه مجالا واسعا للعمل حتى يستطيع تحقيق غاياته وهي أماني الشعب. إننا نصادر الديمقراطية، وانصار تحكيم ارادة الشعب، ولكننا ايضا من المومنين بابوة هذا الملك العظيم... فمحمد الخامس هو الاب الحنون لهذه الامة الوفية له. * انه ملك عظيم لشعب عظيم، وهذه العظمة في الحقيقة هي مبعث لمسؤوليات جسام تيتدئ نوع السير الذي نختاره، وتنتهي في سمو الأخلاق. * والآن وقد عاد الملك الى عاصمة ملكه، نقول انه قد انتهت المرحلة الاولى لكفاحا لشعب، وها نحن اليوم ندشن المرحلة الثانية والنهائية بحول الله: اننا ندشن السير نحو الاستقلال، نحو الحرية، نحو العز والمجد. وهل يريه الشعب المغربي غير هذا؟ انه شعب حي ذو وعي قوي عظيم يطلب الوحدة والديمقراطية والاستقلال، وتحقيق هذه الأهداف له طريقتان: اما الكفاح وبذل الدماء والتضحية، واما المفاوضات، فلابد للمغرب من أن يحصل على الضمانات الكافية، ولا بد أن يكون وضوح تام في الأسس التي تسير عليها تلك المفاوضات، كما أنها تجب أن تقوم على صدق اللهجة واخلاص المفاوض وستكون تلك المفاوضات من اختصاص الحكومة المفربية. والحكومة المغربية التمثيلية ينبغي ان تكون تمثيلية بكامل معاني الكلمة، تمثل سائر نزعات الرأي وتمثل سار نواحي القطر بحيث تضم الممثلين الحقيقيون للشعب سواء في المنطقة السلطانية او الخليفية أو الطنجية. وتلك هي الحكومة التي ستمثل حقا الشعب المغربي. يُتبع بريس تطوان / نقلا عن كتاب موقف الشمال من الإعتداء على العرش غير مجرى التاريخ تطاون 2008