العدد:84 ** مقالات في.. كلمات ** *لا توجد زوجة واحدة لا تلعن زوجها، ولا زوج واحد لا يلعن الزواج. أنيس منصور *من لا يتحرك يتجمد، ومن لا يفكر يصدأ، ومن لا يحب يتعذب، ومن يتزوج يتجمد ويصدأ ويتعذب. أنيس منصور *عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة. د. ابراهيم الفقى *أسرع بثلاثة: العمل الصالح، ودفن الميت، وتزويج الكفء. مثل عربي *إذا كانت المطرقة هي الأداة الوحيدة معك، فستعامل كل الأشياء وكأنها مسامير. ابراهام ماسو *الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين. أرسطو *الحضارة تعلِم، أما الثقافة فتنور. تحتاج الأولى إلى تعلم، أما الثانية فتحتاج إلى تأمل. علي عزت بيجوفيتش *ليس العمال بمسؤولين عما تعانيه البلاد من مشاكل، فالمسؤولون هم أولئك الذين لم يحمّلوا أنفسهم عناء الاهتمام بحالة الشعب والعمل على إنصافه ووضع حَدّ لتضليل المُضللين وفساد الفاسدين. هتلر *لا خير في قول بلا فعل، ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن. الأحنف بن قيس *كل كتاب يباع في السوق سلعة في الأسواق. ونصيحة الطبيب في محل عيادته سلعة. والدرس يلقيه المدرس على تلاميذه سلعة. والمحامي إذ يدفع عنك إنما يبيع دفاعه سلعة. وكل شيء تدفع فيه فلسا، أين كان وفي أي زمان، إنما هو سلعة تباع في الأسواق. أحمد زكي *نقش السفن تنعم بالأمان في الموانئ، لكنها لا تصنع من أجل ذلك..! جريس هوبر *أن يهتم المرء بالفصول المتغيرة أسعد له من أن يحب الربيع بلا طائل. جورج سانتايانا *ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرّين. عمر بن الخطاب(ض) *التعليم ليس ملئ دلو ولكنه إيقاد شعلة. ويليام بتلر ييتس *الرحمة جوهر القانون، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا الطغاة. وليم شكسبير *إن العظماء الذين عرفناهم في حياتنا هم أشخاص عرفوا الهزيمة، عرفوا المعاناة، عرفوا المصاعب، وعرفوا الخسارة، لكن في نفس الوقت عرفوا الطريقة التي يتعاملون فيها مع كل ذلك. اليزابيث كوبلر روس *الحكم نتيجة الحِكمة، والعلم نتيجة المعرفة، فمن لا حكمة له لا حُكمَ له، ومن لا معرفة له لا علم له. ابن عربي *حينما يبدأ أطفالنا بالنظر إلى العلماء كقدوة ومثل أعلى كما ينظرون إلى الممثلين والمطربين.. حينها فقط ستبدأ حضارتنا بالتطور نحو مرحلة جديدة. براين غرين *لولا اصطدام الغيوم لما انثال المطر ولولا احتكاك العقول لما اشتغل الفكر. ليلى المطوع *طير حر خير من ملك أسير. مثل نرويجي *إن شئت ان تفهم المرأة فتفحص ثغرها عندما تبتسم، وإن أردت إدراك طوية الرجل فانظر إلى بياض عينيه عندما يغضب. جبران خليل جبران *أقام أحد الأثرياء البخلاء أسبوعا في فندق كبير. ولما اعتزم الرحيل، اصطف الخدم ساعة خروجه منتظرين أن يمنحهم شيئا. لكنه تجاهل أمرهم ومضى خارجا والحمال يتبعهُ بحقائبه. ولما انتهى الحمال من وضع الحقائب في السيارة، مد يده إلى الثري البخيل وقال: أما أنا فلا أحسب أنك ستنساني فأمسك الثري يد الحمال مصافحا وقال: لن أنساك يا صديقي وسأكتب لك باستمرار! *عن الأصمعي: رأيت أعرابيا يضرب أمه، فقلت: يا هذا أتضرب أمك؟ فقال: أسكت فإني أريد أن تنشأ على أدبي. *اجتمع الناس ليلة لرؤية الهلال فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون شيئا فصاح رجل من بينهم لقد رأيته! لقد رأيته ! فتعجب الناس من قوة بصره وهتفوا: كيف أمكنك أن تراه دوننا فطرب الرجل لهذا الثناء وصاح وهذا هلال آخر بجواره ! فضحك الحاضرون منه. *قيل أن الخليفة العباسي المنصور أرسل إلى الإمام جعفر الصادق – رضي الله عنه – رسالة قال فيها لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ . فأرسل إليه الصادق قائلا: ما عندنا من الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنئك عليها، ولا في نقمة فنعزيك عليها، فلم نغشاك؟. فأرسل إليه المنصور قائلا: اصحبنا لتنصحنا. فأجابه الصادق قائلا: من أراد الدنيا فلا ينصحك، ومن أراد الآخرة فلا يصحبك. *كان المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قد أصيبت عينه عام غزوة مسلمة بن عبد الملك الأموي للقسطنطينية، وكان جوادا كريما، يطعم الطعام حيث نزل، وحدث أن جاء أحد الأعراب، فجعل يديم النظر إلى المغيرة ولا يأكل، فقال له المغيرة: "مالك يا أعرابي لا تأكل كما يأكل الناس؟" فقال: "والله انه ليعجبني كثرة طعامك، ولكنني مرتاب من عينك فقال:وما يريبك منها؟ فقال:"أراك أعور، تطعم الطعام، وقد سمعت من أحد خطباء المساجد أنها صفة الدجال"، فضحك المغيرة، وقال: "كُل يا أعرابي فإن الدجال لا تصاب عينه في سبيل الله". *صعد جحا المنبر يوم الجمعة وقال يا قوم أتعلمون؟؟ قالوا: لا.. قال: وكيف أخاطب قوما لا يعلمون؟؟ أقم الصلاة يا هذا.. وفي الجمعة الثانية .. صعد وقال لهم: يا قوم أتعلمون؟؟ قالوا: نعم نعلم ..قال: الحمد لله أنكم تعلمون.. أقم الصلاة يا هذا... فاحتج الناس على ما بدر من جحا واتفقوا أن ينقسموا الى قسمين. قسم يعلم وقسم لا يعلم. وجاءت الجمعة وصعد جحا المنبر وقال: يا قوم أتعلمون ؟؟ فقال قسم نعم نعلم.. وقال قسم لا نعلم.. فهز رأسه وقال.. اذن .. فليعلم العالم منكم من لا يعلم.. أقم الصلاة يا هذا.. *رغم كل الماء العذب الذي تصبه السماء في البحر إلا أنه يبقى مالحا، لا ترهق نفسك فالبعض لا يتغيرون مهما حاولت. *لا تتغير لإرضاء الناس، ولا تتلون لنيل إعجابهم، ولا تتبدل بسبب فشل، ولا تتكبر بسبب نجاح. *الإنسان بلا مبادئ كساعة بلا عقارب. *إن تعبت في الخير فإن التعب يزول والخير يبقى، وإن تلذذت بالآثام فإن اللذة تزول والآثام تبقى. *خمس خصال تكون بالجاهل: الغضب في غير غضب، والكلام في غير نفع، والعطية في غير موضع، والثقة بكل أحد، وأن لا يعرف صديقه من عدوه.. *البسطاء هم أرقى الناس خُلقا وأكثرهم جودا وكرما. *إذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل، أما إذا شاركت في علاجه فأنت عظيم. *لا تفتخر بشكلك لأنك لم تخلقه، ولا تفتخر بنسبك لأنك لم تختره، إنما افتخر بأخلاقك فأنت الذي يصنعها. *يظل الإنسان في هذه الحياة مثل قلم الرصاص، تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل، وهكذا حتى يفنى القلم، فلا يبقى له إلا جميل ما كتب ! *للثقة بالآخرين نتيجتان: إما صديق مدى الحياة، أو درس مدى الحياة. *تاريخ تطوان: *كيف ينبغي أن يكتب التاريخ ؟ هذا سؤال تختلف آراء الناس في الجواب عنه نظريا وعمليا، فهذا مؤرخ حر نزيه لا يخشى شيئا ولا يطمع في شيء، يقول الحق ويسير في طريقه، يرى أن من أحسن يجب أن يعلم أن إحسانه لم يضع، ومن أساء يعرف أن وراءه أعينا ساهرة تحصي عليه أعماله ومواقفه، وأقلاما حادة تسجل ذلك وتخلده في بطون التاريخ ليقرأها الأولاد والأحفاد وتسير بها الركبان في مختلف الأقطار. وذاك كاتب مداح أو هجاء يخدم مصالح شخصية له أو لغيره لا يبالي بالحقيقة ولا يهمه إنصاف، وإنما يمدح أو يذم بالحق وبالباطل وبالواقع وبالمختلق(1). وكم من كاتب أو شاعر أو مؤرخ باع ضميره وقلمه وخان الأمانة، وضل في نفسه وأضل معه الناس لأجل دراهم معدودة قبضها، أو وظيفة زائلة قلدها. والكتاب والمؤرخون الذين من هذا القبيل وذاك قد وجدوا في العهد القديم وهم موجودون الآن وسيبقون في الوجود، مادام الإنسان وأخلاق الإنسان. الشرف، والنزاهة، وعلو الهمة، والعلم الغزير، والعقل الراجح، والاتزان المعقول، ونبذ الخوف والطمع، هذه صفات لا تسمح لصاحبها بغير الحق والعدل والإنصاف. أما الأمل والطمع، والخوف والهلع، والطغيان والجبروت، وصفاقة الوجه وخراب الذمة، فإنها أوصاف تدعو بعض الناس لقلب الحقائق واختلاق الحوادث والاغضاء عن الزلات، ومداراة الذين يخاف منهم أو يخشى أنصارهم، ثم إنكار حسنات الأضداد وفضائل المعارضين، فهذا فلان بيده السلطة أو له جاه، يخشى من غضبه أو إعراضه إذا قيل كذا، أو كتب كذا، وذاك فلان عدو فلان أو كان عدوا لآبائه أو أجداده ويسوءه أن يسمع كلمة حق أو إنصاف في خصمه أو خصم أهله أو مواطنيه، وهذا صديقنا فلان لا يناسب أن نقول في سلفه كذا، أو هؤلاء قومنا لا ينبغي أن نذكر شيئا من نقائصهم أو هذه بلادنا لا يليق أن نصفها هي أو أهلها بكذا وكذا لئلا يستغل ذلك خصومنا إلخ. هكذا تضيع الحقائق وتنقلب الأمور في كثير من الأحوال ومن كثير من الناس. *عن بعض مؤرخي المغرب في عصرنا: لقد سمعت مرارا عديدة من بعض أصدقائي، وهم من ذوي المقامات المحترمة، أن العلامة المؤرخ المرحوم مولاي عبد الرحمن ابن زيدان، قد أساء إلى المغرب وإلى بعض الناس في تاريخه "الإتحاف" وأنه كشف الأسرار وفضح العورات، وليته حذف، وليته أثبت وليته وليته... أما أنا فكنت وما زلت أرى أن ابن زيدان رحمه الله لم يسيء لا إلى المغرب ولا إلى التاريخ وإنما قام بواجب يستحق أن يشكر عليه، وكنت أستغرب صدور مثل ذلك القول ممن كنت أعرف فيهم العقل والعلم، والذكاء والفهم، ولكنني حينما أفكر في الموضوع، وفي سبب مثل ذلك القول، أصل في النهاية إلى أن الشخص إذا كان ينظر بعين الرضى لبعض الجهات، فإنه لا يقدر على أن يسمع عنها غير الثناء، وإذا كان متصلا بالطبقة التي لا تهمها الحقائق بقدر ما يهمها المديح والاطراء، فإن أثقل شيء على سمعه هو ذكر الحقائق المجردة، وإذا قلت لهذا الصنف من الناس، وأين الحق والإنصاف والأمانة، قال لك، ذلك شأن البسطاء والأغبياء. ولقد سمعت أيضا غير ما مرة بعض رفقائي الذين اعتقد أنهم بعيدون عن الأغراض والشهوات، ينتقدون على أستاذنا الرهوني رحمه الله، إثباته في تاريخه الكبير لأشياء يعدونها من الخرافيات التي لا تناسب العصر، فكنت أقول لهم، أليس في الدنيا أناس يعتقدون أن ما تسميه أنت خرافات، هو عين الحقائق وطريق الهدى وسبيل السلامة والنجاة؟ إن هذه الطبقة من الناس موجودة حقا، وأن من الأمانة للتاريخ والحقيقة، أن تسجل أقوالها واعتقاداتها بما لها وما عليها ثم ما على قارئ التاريخ إلا أن يقبل ما يراه حقا وصوابا، ويرفض ما يرى أنه خطأ أو باطل. ومن كان جاهلا فليسأل أهل الذكر والعالمين. وكنت أسمع أشخاصا ينتقدون على كتاب "الاستقصا" لأبي العباس الناصري، اقتصاره على نواح دون أخرى ويقولون في مؤلفه الكبير إنه حاطب ليل، وربما بالغ بعضهم فقلد بعض الأجانب المغرضين في قوله، إنه لو ردت كل فقرة فيه إلى الكتاب الأصلي الذي نقلت منه لما بقي لمؤلفه شيء يذكر. فكنت أستغرب كيف يسوغ لمواطن مغربي أن ينكر فضل أعظم وأحسن وأجمع كتاب ألف في تاريخ وطنه، ذلك الكتاب الذي لم يعرف جل علماء هذا القرن في العالم تاريخ المغرب إلا منه. فهل كان في الإمكان أن يجمع المؤلف الواحد كل شيء؟ وهل العالم أو الأديب الذي لم يحط بكل شيء علما يجب عليه أن لا يكتب ولا يؤلف لئلا يقال، أن إنتاجه ناقص، وهل ينتظر الكمال إلا من الله سبحانه ؟ أما صديقنا العلامة العباس بن إبراهيم قاضي مراكش حفظه الله فإنه لم يعدم من ينتقد عليه اقتصاره في كتابه، "الاعلام" على تراجم الرجال، ولكن أليست تلك التراجم مشحونة بالعلم والأدب والتاريخ والسير والمواعظ والعبر؟ وهل ألف في المغرب العربي كله أحد غير ابن زيدان وابن إبراهيم كتابا يحتوي على نحو عشر مجلدات ضخام في تراجم رجال مدينة واحدة؟ الحق أن الناصري السلاوي مؤلف "الاستقصا"(2) والرهوني التطواني مؤلف "عمدة الراوين"(3)وابن زيدان المكناسي مؤلف "الإتحاف"(4) وابن إبراهيم المراكشي مؤلف "الاعلام"(5) كلهم من أفذاذ علماء الأمة المغربية الذين يستحقون كل إجلال وإعظام، إن بقي في الدنيا فضل وإنصاف. على أن أسماء هؤلاء النبغاء ومؤلفاتهم خالدة وإن وجه لها من الانتقادات ما وجه، وأن اختلاف أساليبها إنما هو صورة لاختلاف صور الأفراد والثقافات والأنظار والاتجاهات. والرأي والله أعلم، أن كتابة التاريخ ينبغي أن تختلف باختلاف الأحوال، فالمؤرخ لأجل الأغراض الخاصة وللدعاية، له أن يراعي المبدأ الذي ألف لأجله فيرفع ما يشاء ويضع ما يريد، ويذكر ما يرضاه أو يرضيه، ويغفل ما لا يوافق مبدأه ومراده، ويشيد بذكر ما يؤيد رأيه ومذهبه، ويحط من قيمة كل ما يخالف ذلك... فالتاريخ الموجه الذي يؤلف مثلا لتلاميذ المدارس الوطنية أو لبث الروح القومية في الأمة، أو لنحو ذلك من الأغراض الشريفة النبيلة، يجب أن لا يثبت فيه من الحوادث والأخبار والمواقف، إلا ما يناسب المقام من مفاخر وأمجاد. والكتاب الذي يؤلف لمقاومة الدول الغاشمة، أو لبيان فضائح الولاة المعتدين والطغاة المتجبرين، والظلمة المغتصبين، أو لمقاومة المبادئ الهدامة والمذاهب والأنظمة الضارة، أو لمحاربة الظلم الاستعماري الغاشم أو الاستغلال الإقطاعي الممقوت، من شأنه أن يحتوي على تشويه أعمال الظالمين والمعتدين وهدمها بالحق بل وحتى بغيره – إن اضطر لذلك – وإن كان الحق غنيا بنفسه. أما التاريخ الحقيقي الذي يكتب للاعتبار، ويسجل مختلف الحوادث والأخبار، فينبغي أن يكون كالمرآة أو كالآلة المصورة التي تثبت الأشياء كما هي، والمؤرخ الصادق، والكاتب الحر، هو الذي يثبت الحوادث كما وقعت ويصف الأشخاص والأشياء بأوصافها الحقيقية بدون مبالغة ولا بخس، فبذلك يعرف مقام المصلحين وفضل المحسنين وكفاح العاملين وجهود المخلصين، كما يعرف أيضا جبروت الظالمين وطغيان المعتدين، وضلال المغترين، وإهمال المقصرين. ومعرفة الحقائق والنتائج هي التي تقف في وجه من تحدثه نفسه بالغرور، وهي التي تعظ من يريد الاتعاظ، وهي التي تدعو لشكر الذين أحسنوا وقاموا بواجباتهم، كما تدفع لنقد الذين أساءوا ولم يهتموا إلا بمصالحهم وشهواتهم، وإعلان الحقائق ونتائجها هو الذي يدعو عددا من الناس للقيام بأعمال البر، والابتعاد عن طريق الشر وموجبات النقد، وفي ذلك صلاح الأمة وإكثار للخير وإقلال للشرور والآفات؟ لقد كان بعض الخيرة من أصدقائي يمدحون بعض الناس بما لم يفعلوا لعلهم يعملون، ويصفونهم بأوصاف لا حظ لهم فيها لعلهم يهتدون "ومن الناس من يسرهم أن يحمدوا بما يفعلون وما لا يفعلون" فكنت أقول لأولئك الأصدقاء أن عملهم جناية على مصالح الأمة التي أعتقد أنهم يعملون لها بإخلاص، لأن مدح الشخص بعمل صالح لم يقم به قد يكون سببا في عدم قيامه بذلك العمل في المستقبل فهو يقول – والإخلاص في الدنيا غير كثير – أي فائدة للتعب والتضحية ما دامت الأعمال الصالحة تنسب إلي وإن لم أعملها، وألسن الناس لاهجة بالثناء علي بأوصاف ولو لم أتصف بها، وهكذا تضيع الحقائق أيضا، وهكذا تهمل المصالح العامة إما بالتملق والطمع، وإما بالخوف وبالأغراض المختلفة، وفي ذلك كله جناية على الأمة وتضييع لحقوقها. إن الأشخاص يذهبون، أما الأعمال فتبقى، وأن الاعراض والأغراض تفنى، أما الحقيقة فهي باقية خالدة، ولكن هل بلغ الناس درجة قبول الحقائق المجردة؟ وهل في الإمكان أن يسير كتاب التاريخ على وتيرة واحدة؟ لعل الذي يحاول أن يرغم الناس أجمعين على طريقة خاصة، أو يسيرهم في اتجاه واحد، إنما يتيه في صحراء الخيال إذ رضا جميع الناس غاية لا تنال. وقديما حاول المؤرخ الكبير العلامة ابن خلدون، وضع قواعد وأصول لكتابة التاريخ ولكن هل وقف هو نفسه مع تلك القواعد والأصول حينما أخذ في كتابة تاريخه "العبر" إنه إن كان قد ذكرها حينا فإنه نسيها أو تناساها أحيانا – والحال هو الحال فيمن أتى بعد ابن خلدون، ولعل الحال هو نفس الحال في مؤرخي عصرنا هذا وفيما يأتي بعده من عصور إلى ما شاء الله. ولعل من النادر بل من الصعب أن يستطيع المؤرخ أو الكاتب أن يتجرد عن جميع الميول والاعتبارات، ويكتب الحقائق مجردة غير متأثر بما يشعر به من حب وحنان، واعتبار وإعجاب، أو بغض واشمئزاز، واحتقار وإهمال. ولعل حياة الأمم والشعوب إنما هي كالروايات السينمائية تتنوع موضوعاتها ومغازيها، ولعل التواريخ كالأفلام تختلف مناظرها وتأثيراتها، ولعل المؤرخ كالمخرج لابد أن يتأثر بنفسيته وبثقافته وبالوسط الذي عاش أو يعيش فيه، ولعل قراء التاريخ كرواد السينما منهم من يتأثر ويتعظ، ومنهم من يضحك أو يسخر أو يلهو، ومنهم المفكر المعتبر المستفيد، ومنهم العبث الذي لا هو في العير ولا في النفير، وإذا كان بقر الله في أرض الله كثيرا وكانت لكل ساقطة لاقطة، فإن في الدنيا حكمة وعقلا، وذكاء ونبلا، وجواهر تستحق نحور الحور، في أعالي القصور، والله فضل بعضكم على بعض، وإنما الأعمال في النيات... وصدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم. والله سبحانه هو المستعان. تاريخ تطوان "للفقيه العلامة المرحوم محمد داود - تطوان" 1379-1959 القسم الأول من المجلد الأول (من: ص 30 إلى35) ------------------------ (1)- لو تحرى المؤرخ غاية التحري فإنه لابد أن يتأثر بمؤثرات قد لا يشعر بها، لكن الملام إنما هو على خطة منافقة تشم منها رائحة الأغراض السخيفة، أما التاريخ الممحص فإنه يوخذ الحق فيه أو ما أشبه أن يكون حقا من دراسة الميولات المتنوعة، فمن بينها كلها تتمحض فكرة يكونها الدارس المستقل الفكر، لا تبعد كثيرا عن الواقع، وإذا وجد الشجاعة على التعبير بكل ما يحسه ويعتقده فقد أدى الأمانة كاملة ولا يضره نواحي النقصان فليس بمطلوب منه أن لا يخطئ وإنما المطلوب منه أن لا يتعمد الخطأ. ت.و. (2)- كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" للعلامة المطلع أبي العباس أحمد بن خالد الناصري السلاوي "من مدينة سلا" وقد طبع بمصر عام 1312 في أربعة أجزاء متوسطة الحجم في حياة مؤلفه المتوفى عام 1315 ومولده عام 1250 ثم طبع بمدينة الدارالبيضاء في تسعة أجزاء سنة 1954 – 1956 وهو أوسع ما عرفناه حتى الآن من الكتب المؤلفة في تاريخ دول المغرب. (3)- كتاب "عمدة الراوين في تاريخ تطاوين" لأبي العباس أحمد الرهوني التطواني "من مدينة تطوان" يقع في عشرة أجزاء متوسطة الحجم. وقد وصف وصفا دقيقا في الفصل الأول من الباب الأول من هذا الكتاب. وهو مخطوط إلى الآن لم يطبع منه شيء، ويا حبذا لو طبع فيستفيد منه كثير من الناس. (4)- هو كتاب "إتحاف أعلام الناس، بجمال أخبار حاضرة مكناس" لأبي زيد عبد الرحمن ابن زيدان العلوي المكناسي "من مدينة مكناس" طبعت منه في حياة مؤلفه خمس مجلدات كبار بمدينة الرباط، فيما بين سنتي 1347 ه 1929م. و 1352 ه .1933م. وأخبرت أن الباقي منه بدون طبع ما يقرب من ذلك. وهو مؤلف جليل في تراجم رجال مكناس، ولكن به من المعلومات التاريخية والأدبية عن المغرب وتاريخه ورجاله وملوكه ما لا يوجد في غيره. (5)- كتاب "الاعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام" للقاضي العباس بن إبراهيم المراكشي "من مدينة مراكش" يقع في نحو عشر مجلدات كبار، طبع منه مؤلفه خمس مجلدات بمدينة فاس فيما بين سنتي 1355ه1936 م. 1358ه 1939م والقسم الباقي منه مخطوطا، ربما كان أكثر من القسم المطبوع، وقد وقفت عليه وتصفحته لدى مؤلفه بمراكش. وهو كتاب جليل في تراجم رجال مراكش وغيرهم من أعلام المغرب. وقد جمع فيه مؤلفه من الفوائد والأخبار ما تفرق في غيره. *أمسك الطبيب بيد المريض ليقيس له نبضه ونظر إلى ساعته ثم تطلع إلى أفراد العائلة المحيطين به وقال لهم:-إما ان يكون هذا المريض قد توفي.. وإما أن تكون ساعتي قد توقفت !! *قال الفتى لأستاذه الشيخ: أليس عجبا أن تحدث الحوادث، وتلم الكوارث، ويصطرع العالم هذا الصراع العنيف، ونحن معنيون بصغائر الأمور؟ فأجاب الأستاذ: فإن المتنبي لم يخطئ حين قال:"على قدر أهل العزم تأتي العزائم". ولو استطعنا أكثر من ذلك لفعلنا. *كان نافع بن علقمة، خال الخليفة الأموي مروان، واليا على مكة والمدينة، وكان بطاشا وبلغه أن فتى يذكره بكل قبيح، فلما أتى به وأمر بضرب عنقه، قال له الفتى: لا تعجل علي ودعني أتكلم.قال : أو بك كلام؟ قال: نعم وأزيد. يا نافع، وليت الحرمين تحكم في دمائنا وأموالنا، وعندك اربع عقائل من العرب، وبنيت ياقوتة بين الصفا والمروة (يعني داره) وأنت نافع بن علقمة أحسن الناس وجها وأكرمهم حسبا، وليس لنا من ذلك إلا التراب، فلم نحسدك على شيء، ولم ننفسه عليك، ونفست علينا أن نتكلم !! فقال له: تكلم حتى ينفك فكاك. *دخل أحدهم إلى محل بيع التحف، وكسَّر الفاز، فسأله صاحب المحل لم كسرت هذا الفاز إنه من القرن الثامن عشر. فرد عليه: آه، كنت أحسب أنه مازال جديدا وغالي الثمن. *لماذا سُميت الأنثى بالأسماء الآتية: فتاة: لأنها تفتي في كل ما تعرفه وما لا تعرفه. مدام: لأنها مداومة على النكد. سيدة: لأنها دائما تسد نفس الرجل عن الحياة. امرأة: لأنها تجعل عيشة الرجل مُرَّة. حريم: لأنها تحرم راحة الرجل. زوجة: لأنها تزُجُّ أنفها في أدق تفاصيل الرجل. نساء: لأنهم يُنسوا الرجل حتى في اسمه. الجماعة: لأنها تجمع كل هذه الصفات. الولية: لأنها تُوَلْول عند وفاة الرجل لأنها لن تجد من تنكد عليه. *على الفايسبوك: 900 صديق. في الحي: 30 صديق. في الشدة: 2 صديق. في جنازتك: أهلك. في القبر: وحدك. المباراة: 90 دقيقة. المسلسل: 60 دقيقة. الفيلم: 130 دقيقة. الصلاة: 05 دقائق. جهنم: إلى الأبد... الدنيا: ثلاثة أيام. الأمس: عشناه ولن يعود. اليوم: نعيشه ولن يدوم. الغد:لا ندري أين سنكون. المقابر ليس مكتوب عليها للكبار فقط. اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة والفوز بالجنة والنجاة من النار. *.-..*.-..*.-..*.-.. والله الموفق 2016-01-23 محمد الشودري