* أخي الصائم .. أختي الصائمة : إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تُنسى، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى .. حرقة الوداع تُلهب الأحشاء، ودموعه تحرق الوجنات بحرارة العبرات. لم يُبكني إلا حديث فراقكم *** لما أسرّ به إليَّ مودعِّي هو ذلك الدر الذي أودعتمُ *** في مسمعي أجريته من مدمعي * فيا من صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب واصل مسيرتك، وجُدَّ في الطلب، ويا من صامت عينهُ في رمضان عن النظر المحرم غُض طرفك ما بقيت، يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت. * ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يُستقذر من سماع غيبة أو نميمة، أو غناء، أو لهو، اتق الله، ولا تعد .. * ويا من صام بطنه، تذكر إخواناً لك في رمضان، وغيره يبيتون على الجوع والعُري، ولا يجد أحدهم ما يسدُّ به جوعته، ولا فاقة عياله، تذكر أنهم ينتظرون منك، نعم .. منك أنت ومن أمثالك من يُمدُّ لهم يد العون، والمساعدة .. وأخيراً أخي الصائم .. أختي الصائمة .. * إن العيد على الأبواب، وإن رمضان آذن بوادع، وكم هي شاقة هذه الكلمة ( وداع )، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم، أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة، وأزمنة مديدة، وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبوا إليه من عز وتمكين، وسؤدد في العالمين، إن الله وليُّ ذلك، والقادر عليه .. نورة المرضي/ بريس تطوان