في خضم الثورات التي عرفتها بعض الدول وما أطلق عليها بالربيع العربي و بعد انتظار طويل و لعقود عديدة من النضال في هياكل طلابية وحزبية ونقابية وجمعوية... وبعد أن كانوا المحرك الجبار للحراك الذي عاشته شوارع المملكة، ، للمطالبة بمسايرة التحولات التي عاشتها بعض الدول العربية وقطع دابر الفساد جاء التنصيص، دستوريا ، على إحداث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي ، كما نص على ذلك الفصل 33 عن طريق توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد. إن الدستور الجديد جاء بفصلين فريدين من نوعهما مخصصين حصرا لفئة الشباب، وهما الفصلان 33 و170 ، و خلالهما أمكن تحقيق مكسبين هامين و أساسيين، الأول يتعلق بالاعتراف بالشباب كفاعل في مجالات التنمية، والثاني يتمثل في التنصيص على إدماج الشباب في السيرورة التنموية وذلك عبر قنوات مؤسساتية مهيكلة وقائمة الذات. و أنه في ظل ما نص عليه هذان الفصلان يمكننا القول بأن التعامل مع الشباب سيعرف تحولا نوعيا في المستقبل مما سيتيح إشراكهم في البرامج التنموية التي تستهدفهم، إضافة إلى الاعتماد عليهم كطاقة بشرية للنهوض بالأوراش التي تم إطلاقها حيث إن بعد هذه الخطوات الكبيرة التي خطتها المملكة يصعب ترك الشباب جانبا وبعيدا عن أي حراك تنموي أو اقتصادي أو اجتماعي أو إصلاح سياسي حيث أصبح من الضروري وضع إستراتجية خاصة من طرف مؤسسات الدولة لتسهيل إدماج الشباب في أي مشروع تنموي. إن سياسة الآذان الصماء التي كانت تنهجها الدولة تجاه الشباب في السابق، تغيرت بعد الحراك الشبابي، إذ أصبحت الدولة تميل أكثر إلى إشراكهم من خلال اعتماد مقاربة شمولية و تشاركية و تسير في إطار نهج مبدأ تكافؤ الفرص و مقاربة تشاركية و تمهيد الطريق إلى إشراك فئة الشباب في مسائل أعمق مثل اتخاذ القرارات السياسية الإستراتيجية و هو مايدعو إلى تأسيس لمنطق الشراكة المجتمعية والتعاقد السياسي بين الشباب والمكونات السياسي. أن المجلس الاستشاري للشباب و العمل الجمعوي يجب أن يلعب دور الوسيط في بلورة الثقافة التشاركية ، لأن المؤسسات الاستشارية الشبابية تعد من أهم معالم المجتمع الديمقراطي الذي تسوده فيه قيم الحرية والمساواة. و يجب أن يكون كقوة اقتراحية قادرة على صياغة القرار والمساهمة في البناء الديمقراطي والنهوض بقضايا التمكين السياسي للشباب و هو ما سيمنحه مصداقية لعمله. و في الأخير نتمنى أن يرى هذا المجلس النور قريبا و يضم تمثيلية حقيقية للشباب الواعي و العارف للدور المنوط به . عصام أوهاب/بريس تطوان