برلمانيون اسبان يطلعون على مشاريع تنموية كبرى و معالم عمرانية وحضارية بجهة طنجةتطوان قام الوفد البرلماني الاسباني، أمس الخميس بزيارة لجهة طنجةتطوان، حيث اطلع أعضاء الوفد، الذي يقوده رئيسا مجلسي النواب والشيوخ، خيسوس بوسادا مورينو وبيو غارثيا ماركيث إسكوديرو، على بعض المشاريع التنموية الكبرى ومعالم عمرانية وحضارية بالمنطقة. وعقد الوفد الاسباني، صباح الخميس بمقر ولاية طنجة، قبل توجهه الى ميناء طنجة المتوسط، لقاء بحضور رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله ووالي جهة طنجةتطوان محمد اليعقوبي، تم خلاله تقديم عرض حول المؤهلات الاقتصادية والبنيوية والجغرافية لجهة طنجةتطوان، ولمحة عن أهم المشاريع الكبرى، التي تم انجازها أو التي توجد في طور الانجاز. وقال رئيس مجلس الشيوخ الاسباني، خلال اللقاء، الذي حضره أيضا برلمانيون مغاربة من الغرفتين وممثلو المركز الجهوي للاستثمار، أن المغرب يعرف في السنوات الأخيرة على المستوى الاقتصادي والبنيات التحتية المنجزة "نموا كبيرا وتحولا ملفتا"، وهو ما يشكل ربحا ليس فقط للمغرب بل ولإسبانيا أيضا. واعتبر هذه الانجازات وهذا التطور "أرضية صلبة لتكثيف ودعم التعاون البيني، الذي يعرف بدوره في المرحلة الاخيرة تطورا ملموسا ومضطردا تعكسه كل المؤشرات والمعطيات الرقمية"، مبرزا أنه يمكن استغلال هذه الطفرة النوعية لدعم العلاقات الاقتصادية أكثر فأكثر لما فيه مصلحة شعبي البلدين الصديقين. وأضاف أن زيارة الوفد البرلماني الاسباني لجهة طنجةتطوان "مفيدة جدا" على مستويين، من جهة ستمكن من الاطلاع عن قرب على الانجازات المهمة التي تحققت بالمنطقة والمسار التنموي المتصاعد الذي تعرفه المملكة المغربية عامة، ومن جهة أخرى الاطلاع على مقومات آفاق التعاون المثمر بين البلدين، خاصة وأن جهة طنجةتطوان تعد بوابة مهمة للمقاولات الاسبانية نحو افريقيا كما تشكل بوابة نحو اسبانيا ونحو أوروبا لكسب المزيد من المواقع الاقتصادية. ومن جهته قال رئيس مجلس النواب الاسباني إن اطلاع الوفد البرلماني الاسباني على المشاريع الرائدة بجهة طنجةتطوان، بعد النجاح الباهر الذي عرفته فعاليات المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثالث الذي انعقد بالرباط، يعزز انفتاح المؤسسة البرلمانية على المغرب أكثر فأكثر، وهو ما سيمكن ممثلي الشعب الاسباني، بغرفتي البرلمان، من التعرف على مؤهلات المنطقة، التي تشهد في السنوات الاخيرة "نموا جديرا بالاهتمام"، سيفيد لا محالة في دعم العلاقات الاقتصادية الثنائية، التي تعيش في الوقت الراهن على "إيقاع مستويات غير مسبوقة تعكس مستوى التقارب السياسي والاقتصادي بين الجارين". ومن جانبه قال رشيد الطالبي العلمي إن زيارة الوفد الاسباني لجهة طنجةتطوان تعد فرصة مناسبة للاطلاع على خصوصيات المنطقة الجغرافية والحضارية والثقافية، كما أنها تعد فرصة للوقوف على التحولات البنيوية العميقة، التي تشهدها المنطقة منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، مؤكدا أن هذه الزيارة تمكن الوفد الاسباني من الاطلاع على المعطيات الميدانية الأساسية، كآليات خصبة لدعم الروابط الاقتصادية بين البلدين، اللذين يمتلكان نفس الرغبة للمضي قدما في اتجاه بلوغ أسمى مستويات التعاون الاقتصادي، وتقديم النموذج المثالي، الذي يمكن أن يكون عليه التعاون شمال جنوب وبين ضفتي المتوسط. وفي نفس السياق، أكد محمد الشيخ بيد الله أن التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني بين المغرب واسبانيا أصبح نموذجيا بكل المقاييس، وهو ما تعكسه الثقة والاحترام المتبادلين بين برلمانيي البلدين والمشاركة النوعية للوفد البرلماني الاسباني في منتدى الرباط، وكذلك زيارة الوفد الاسباني لجهة طنجةتطوان، مشيرا الى أن زيارة الوفد لجهة طنجةتطوان تمكن الوفد الاسباني من الوقوف على حقائق تنموية ملموسة وأخذ فكرة شاملة وواضحة عن التحول النوعي، الذي تعرفه المنطقة اقتصاديا وبنيويا، والتي تستشرف المستقبل، الذي يجب أن يراهن عليه البلدان في محيط إقليمي يتسم بالتوتر واللا استقرار وتراجع بعض الاقتصاديات. وأضاف أن هذه الزيارة لا يمكنها إلا أن تشكل دفعة قوية للبلدين لبناء جسور جديدة للتعاون، الذي يراعي مصلحة البلدين الآنية والمستقبلية، ويدعم وشائج الصداقة وحسن الجوار والعلاقات الإنسانية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. وخلال زيارة الوفد الاسباني لموقع ميناء طنجة المتوسط، الذي يوجد في ملتقى الممرات البحرية العالمية، اطلع على مختلف مرافق ومحطات وبنيات الميناء اللوجستيكية (محطة المسافرين ومحطة المسافنة والشحن)، وكذا على أهم الانشطة التي يزاولها هذا المرفق على مستوى حركة الملاحة البحرية ومعالجة البضائع ونقلها وآليات التصدير والاستيراد، وحركة النقل الدولي عبر الميناء، وكذا على استثمارات القطاع الخاص المغربي والاجنبي في مختلف مرافق الميناء. كما اطلع الوفد على آليات اشتغال (الوكالة الخاصة طنجة المتوسط) والانجازات التي حققها الميناء على مستوى المعالجة والربط الخارجي والمشاريع المواكبة، التي تعكس مدى الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير رصيده من البنيات التحتية المينائية، كما تعرف الوفد على عمل المنطقة الحرة للتجارة الخارجية المجاورة للميناء، إضافة الى خطوط الربط الطرقي والسككي التي تربط بين المنطقة المينائية وباقي جهات المملكة. وبتطوان، زار الوفد البرلماني الاسباني، مرفوقا برشيد الطالبي العلمي ومحمد الشيخ بيد الله، بعض المعالم العمرانية والحضارية الحديثة، خاصة منها الحي الجديد (الإنشانتي)، كنموذج لتلاقح الثقافات الثلاث التي عمرت بالحمامة البيضاء، وساحة مولاي المهدي وشارعي محمد الخامس و10 ماي والكنسية الكاثوليكية ومقر القنصلية الاسبانية بتطوان. وضم الوفد الإسباني بالإضافة إلى رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، وثلاثين نائبا وبرلمانيا، إلى جانب عدد من المسؤولين بمجلسي البرلمان الاسباني.