راج خلال الأيام الماضية فيديو أنجزته إحدى الجرائد الإلكترونية ونشرته عبر موقعها باليوتيوب تستجمع فيه أراء بعض البيضاويين عن مشاركة المغرب التطواني في كأس العالم للأندية 2014 "الموندياليتو"، أقل ما يقال عنها أنها مليئة بالحقد والغبن ويغلب عليها الطابع العنصري والقبلي ... إنه بحق فيديو "عقدة البيضاويين من المغرب التطواني" كما وصفه أحدهم على صفحات التواصل الإجتماعي. أراء ترى أن الفريق التطواني غير جدير بالتأهل للموندياليتو وأنه لن يحرز على أي شيء... وأخرى اعتبرته لا يتوفر لا على البنيات ولا على الموارد للعب في الموندياليتو، بل الأدهى من ذلك وبدل التوقف هناك سادت الأراء التي تفتخر بفريق الرجاء البيضاوي بأنه الفريق الاجدر بالتأهل وأنه فريق له جذور تاريخية لا يمتلكها الفريق التطواني... وكأن الفريق الشمالي حديث التدشين أو الأخطر من ذلك وكأنه من بلد آخر غير المغرب .. بكلام آخر وكأنه عدو وليس فريقا ينتمي لنفس البلد... لن أدخل في التفاصيل ولا أود التأريخ هنا بل فقط أود أن أقول أن المغرب التطواني أو المغرب أتلتيكو تطوان تأسس سنة 1922 في حين أن نادي الرجاء الرياضي المعروف بالرجاء البيضاوي تأسس سنة 1904... وما يحز في النفس هو أن الأمر يتعلق بمنافسة دولية وليست بطولة وطنية داخلية .. وبدل من الفرح والتمني للفريق بالنجاح - حتى ولو مجاملة أمام الكاميرا قصد رفع معنوياته - لانه فريق مغربي وجمهوره مغربي وسيلعب تحت راية واحدة هي العلم الوطني المغربي، فإن التعصب والسخرية والقبلية كانت السمات الغالبة على أراء المستجوبين البيضاويين .. فعلا نحن أمة التفرقة داخليا وبيننا كعرب .. ولا نجيد إلا التشتت كما قال الشاعر هشام الجخ في قصيدته الشهيرة "التأشيرة": سئمنا من تشتّتنا وكلّ الناس تتكتّل ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا أتجمعنا يد الله، وتُبعدنا يد الفيفا؟ إنه لمن المؤسف فعلا أن تتحول كرة القدم سببا في انقسام جميع الوحدات العربية والإسلامية والإفريقية وحتى الوحدات الوطنية.. فالدفاع عن القميص المحلي يجعلنا نستهزئ ونسقط من قيمة بعضنا البعض بدلا من ان يجمعنا ويوحدنا ويربي أنفاسنا، ولعمري تلك هي فلسفة الرياضة، ألا وهي جمع الشمل أوكما علق أحد المتدخيلين على صفحات معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية قائلا أن "للرياضة دور مهم في خلق نوع من التحام النسيج الاجتماعي، وأن دورها في تقوية الاندماج بين الفئات الاجتماعية أصبح يتجاوز دور المؤسسات التقليدية كالأسرة والمدرسة"، ويعطيننا المتدخل - التي لم يذكر إسمه - أمثلة حيث أضاف قائلا: "لقد تجلى استعمال كرة القدم كإحدى وسائل ومحفزات الاندماج الاجتماعي بشكل كبير في كيفية توظيف فرنسا لفوزها بكأس العالم سنة 1998، إذ تم تقديم هذا الفوز من طرف وسائل الإعلام كانتصار لقيم التعددية والتسامح والاندماج بين القوميات". هذا كما أنه في أمريكا اللاتينية يقوم الأفراد والجمعيات - خاصة جمعيات الأحياء منها - بتأسيس فرق لكرة القدم لانها تساهم في تأطير وتفريغ العنف لدى الصغار والشباب، ولا يخفى علينا مكانة الفرق اللاتينوأمريكية ومكانتها في المشهد العالمي الكروي... لكم جميل أن نسمع حينما نسأل بعضنا البعض عن أصلنا جواب "أنا مغربي" قبل أن نجيب أنا رجاوي أو أنا ودادي أو كوكبي أو أتلتيكي، خاصة خلال مثل هذه اللقاءات الدولية.. يجب أن نكف عن التعصب والنزعة القبلية الزائدة عن حدها والذي تفقد كرة القدم متعتها وتذهب عنها أهدافها الانسانية السامية بل تخلق جوا من الحقد والكراهية في أوساط شعب الوطن الواحد ... إن تصريحات هؤلاء الأشخاص بتلك النزعة القبلية وافتخارهم بقبيلتهم وعشيرتهم ومدينتهم سيؤدي لا محالة الى غياب الحس الوطني الموحد، حيث سيكبر في الآخر الحس المحلي بل أيضا حس الدفاع عن الكرامة - الشيء الذي من حقه - وبالتالي سيضيع مفهوم الوطن بين السب والشتم والاستهزاء وما إلى ذلك .. ولا يمكن في هذه الأحوال أن نسمح لأي كان أن يتبني فكرا متعصبا لجهة على حساب جهة أو مدينة على حساب أخرى. النزعة القبلية مرض من الامراض الخبيثة الذي كان وراءها المستعمر قصد تفرقة الأمة وخلق العداوات بين الجهات وكلنا نعرف ونتذكر "الظهير البربري" الذي أعطى أكله في حينه وظل راسخا في المجتمع المغربي لعقود... أن المتعة التي تنشدها مثل هذه المنافسات الدولية قد تضيع وقد تختفي وقد تفسد بمثل هذه الممارسات الكلامية والانفعالات اللغوية، والخطير في الأمر أن الموندياليتو أيام معدودة أما العداوة قد تمتد لما بعد هذه المناسبة وتلقي بضلالها على البطولة الوطنية فتفسد الفرحة الرياضية... وأرى أن هذا السلوك غير الايجابي في أجوبة البيضاويين المستجوبين والتي طغى عليها التعصب والانسياق وراء الأهواء والميول الشخصية، ناتج عن طريقة طرح المادة الإعلامية - المرئية في هذه الحالة - حيث أن السؤال كان أن الرجاء البيضاوي شرف المغرب في الموندياليتو 2013 فهل سيشرفه المغرب التطواني في الموندياليتو 2014؟ وقراءة بين السطور تبين لنا أنه بوضع مثال الرجاء قبل وضع السؤال هو بمثابة تحضير نفسي .. ولن أتيه أنا شخصيا في هذا المقال في الرد .. مثل هذه السلوكات يجب أن يقضي عليها الإعلام قبل أن نقضي أو نحاول القضاء عليها فيما بيننا مجتمعيا. الإعلام يجب أن يكون دوره توعويا وحتى وإن جاءت أجوبة المواطنين بتلك "الوقاحة" كان على معد التقرير أن يتصل بتطوانيين أو أن يأخذ رأيهم، على الأقل لتوازن الكفتين... وفي الاخير لن نقول إلا ما قاله أشرف أبرون، الرئيس المنتدب لفريق المغرب التطواني الذي أكد أن الفريق سيقوم بكل مجهوداته في كأس العالم للأندية بنفس الطريقة التي شارك بها فريق الرجاء البيضاوي وحقق إنجازه التاريخي في وقت كان مستواه آنذاك جد "متواضع" في البطولة المغربية. يذكر أن الدورة الحادية عشرة لكأس العالم للأندية 2014 في كرة القدم، المقررة عقدها بالمغرب من 10 إلى 20 دجنبر ستنطلق بمباراة المغرب التطواني، حامل لقب الحامل لقب البطولة الوطنية الاحترافية ونادي اوكلاند سيتي ، بطل قارة اوقيانوسيا ، يوم الاربعاء 10 دجنبر المقبل على ارضية ملعب المجمع الرياضي الامير مولاي عبد الله بالرباط ، انطلاقا من الساعة السابعة و النصف مساءا . الى ذلك الحين اتمنى لفريقي المغرب التطواني كل النجاح و التالق و اكرر ** انا مغربية وافتخر **.