لم تكتمل فرحة خالد بوصوف بمولوده الأول، فبعد أن دخلت زوجته المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان عند ساعات الصباح الأولى من يوم الإثنين 10نونبر الجاري لتضع مولودا ذكرا، بعد خمسة أشهر من الحمل، حيث وضع في حضانة الأطفال "الخدج" حيا يرزق. "يقول أب المولود المختفى، بعد أن غادرت زوجتي المستشفى، عدت في نفس اليوم مرتين كانت الأولى على الساعة الثانية عشرة زوالا، والثانية عند الساعة السادسة و النصف مساء من نفس اليوم، وقد كان المولود حينها لا زال في حضانة الأطفال على قيد الحياة " وهي آخر مرة يرى فيها خالد مولوده، قبل أن يتم إخباره في اليوم الموالي بوفاته. حكاية خالد لم تنته عند هذا الحد بل كانت هذه مجرد بداية، "حينما أخبرت بوفاة إبني قلت الحمد لله هذا قضاء الله و قدره، عدت إلى المستشفى للقيام بالإجراءات القانونية بغرض استلام الرفات بغرض دفنها"، يقول خالد. "قبل أن أفاجأ بعدم وجود جثة إبني في ثلاجة حفظ الأموات، حيث اتصلت بالمسؤولين الذين أخبروني أنه قد تم "الغلط" في تسليم جثة المولود، علما أن إسم المولود لم يكن مدرجا أصلا ضمن لائحة المواليد الموتى بالمستشفى، حتى أنني لم أعرف حتى الشخص الذي تسلم جثة الرضيع هذا الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كان الرضيع قد توفي فعلا أم أنه لا زال على قيد الحياة ". "أنا لا أريد شيئا سوى إبني حيا كان أو ميتا"، بهذه الكلمات يختم خالد كلمته موجها نداء للمسؤولين لمساعدته على إيجاد مولوده المختفي، و فتح تحقيق في الموضوع. وحول هذه النازلة أكد لنا مصدر مطلع من داخل المستشفى المدني سانية الرمل بتطوان، أن الأمر يتعلق "بخطأ غير مقصود"، حيث تم تسليم جثة هذا المولود لأسرة أخرى بمدينة الفنيدق، بعدما أجهضت سيدة أثناء عملية ولادة غير ناجحة بنفس المستشفى. ليبقى السؤال مشروعا أإلى هذا الحد بلغ مستوى التهاون و الاستهتار بحياة الناس و آلامهم؟ في مستشفى أضحى مرادفا عند الكثيرين للموت لا عنوانا للحياة.