لقد أصبح الحديث عن النظافة بمدخل مدينة تطوان وبالضبط بمنطقة البروجو من الطابوهات، لكون مطرح النفايات المتواجد هناك عمر أمدا طويلا ، ولم يوجد له أي حل من طرف المسؤولين غير الوعود الوردية التي سرعان ما تذبل برحيل المسؤول عن المنطقة التي أضحت تشكل خطرا محدقا بالعباد والبلاد وحتى الدواب والأنعام. هذا المطرح القريب جدا من مدينة تطوان لكنه بعيد بسنوات ضوئية عنها بالنظر إلى الإهمال الذي طاله، ولذات السبب قامت الجريدة بزيارة ميدانية لعين المكان، هذا الأخير استقبلنا كعادته بروائح تزكم الأنوف وتزكم معها حتى الحس والشعور، بهذا المعنى صرح لنا أحد السكان المتضررين من خطورة المطرح، مضيفا مصدر آخر أن جل المناطق المجاورة للمزبلة كدار الشيخ واللوحة وتمودة وسناوس والواديين...إلخ يعيشون في جحيم وكارثة انسانية وبيئية بكل المقاييس، ورغم الوقفات الاحتجاجية للسكان وطلباتهم المتكررة للمسؤولين فإن دار لقمان لازالت على أسوء حالها، بل كلما سولت لهم أنفسهم الدفاع عن حقهم المشروع إلا وتعترض طريقهم آليات القمع والمنع المخزني. ومما يزيد الوضع خطورة وحدة ؛ وجود مواشي يفوق عددها المائتين والتي تتخذ من المزبلة مرتعا حقيقيا لها على مدار اليوم ، والغريب في الأمر أن بعضها ونظرا لارتباطها بالمكان بشكل مستمر ، أضحى حضيرتهم القارة يأكلون ويتناسلون فيها، إلى أن يأتي ملاكيها، هؤلاء سرعان مايخلق صراعا بينهم نتيجة عدم تحديد جنس المولود وانتماءه الصحيح للبقرة الأم أمام تلك القطعان الكبيرة من المواشي. وبما أن المناطق المجاورة لمطرح النفايات تتوفر وخصوصا في فصل الربيع على العشب والكلأ فإن هاته المواشي تتأفف من رعيها مفضلة الأزبال التي عاشت معها طويلا، الشيء الذي يطرح أكثر من علامات الاستفهام للجهات المعنية وعلى رأسها قسم حفظ الصحة المسؤول الأول عن النتائج الوخيمة المترتبة عن هذا العلف المزبلي لهاته المواشي والذي ينعكس خطرا على لحومها وألبانها كما تؤكد ذلك الدراسات الحديثة، وكما أكدته أيضا مصادر مضطلعة للجريدة بكون الحليب الذي تنتجه هاته المواشي لا طعم له وأن لحومها تشبه المطاط عند طبخها. ويضيف المصدر متحدثا أن سوق الباريو يبقى الوجهة المفضلة لبيع منتوج الحليب المزبلي، بينما الأسواق الأسبوعية المتاخمة لمدينة تطوان أفضل الأماكن بيعا لهاته اللحوم. فإلى متى سيتم التدخل العاجل والفوري من طرف المسؤولين للحد من هذا الوباء الخطير والذي يحدق بحياة الأنعام والأنام.؟