انتهى الصيف بتطوان لتعود حليمة لعادتها القديمة، هذا المثال العربي القديم هو لسان حال سائقي الطاكسيات بالمدينة فما إن بدأت جحافل زوار المدينة بالمغادرة، حتى أعاد سائقوا سيارات الأجرة بالمدينة - مكرهين لا أبطال- تسعيرة النقل إلى ما كانت عليه لتنكشف الكذبة -عفوا- بل هي الذريعة التي وجدوها الأنسب لتنطلي على المواطن البسيط الذي كان ضحية "نصب و احتيال"، الذي طاله من قبل هؤلاء. هذا الوصف هو الذي اختاره المشاركون في استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته بريس تطوان من بين ثلاث توصيفات، وليحتل الصدارة في الإجابة عن سؤال "ما رأيكم في الزيادة الأخيرة في تسعيرة سيارات الأجرة بولاية تطوان؟". فقد اعتبرت نسبة 76.26%، من المستطلعة آراؤهم أن هذه الزيادة هي "نصب واحتيال"، فيما اختار آخرون توصيفا أقل حدة و اعتبرته بنسبة 14.39%، "غير معقولة". بينما و بنسبة لم تتجاوز 10%، و بالضبط 9.345% قال آخرون بأن هذه الزيادة "معقولة". هذه الزيادة التي نافح و دافع عليها السائقون ما كانت لتكون لولا مباركة من عدد من النقابات و صمت المسؤولين الذين أقروا بعدم قانونية هذه الزيادة قبل أن يتواروا عن المشهد و ينؤوا بأنفسهم عنه. فهل معنى هذا الصمت المباح هو الرضا عن امتصاص دماء البسطاء دونما سند قانوني و لا وازع أخلاقي أو حتى ديني؟