الخرّاز .. ابن "وَادْ لاَوْ" الذي دخل قائمة دولية لأَربَعين عالِماً شابا بعد حصوله على شهادة الإجازة في الفيزياء بتطوان، انتقل إلى جامعة بلنسية الإسبانية التي حصل فيها على درجتي الماستر والدكتوراه في تخصص علوم الاستشعار الفضائي عن بعد. تفرّغ في مرحلة الدكتوراه للبحث العلمي في مجال تحليل صور الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وكذا تلك التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إيسا. حصل على منحة دراسية من مشروع أوروبي "واتيرميد"، وشارك في العديد من المشاريع البحثية الأوروبية، ونشر العشرات من المنشورات العلمية في المجلات العلمية المصنّفة و المؤتمرات الدولية و الاقليمية المتخصصة. بعد سنة 2004 التحق بالنظام المعلوماتي الأورومتوسطي للمعرفة في مجال المياه في فرنسا حيث يشتغل إلى حدود اليوم كمسؤول عن المعلومات والبيانات ومدير مشاريع في هذه المنظمة الاقليمية. جواد الخراز، من مواليد واد لاو سنة 1977، هو الأمين العام لمنظمة العالم العربي للعلماء الشباب، والخبير لدى قسم البحث والابتكار للمفوضية الأوروبية، من الصعب أن تكفي سطور قليلة لاستعراض تجربته التي حاولنا تلخصيها أكثر ما يمكن، ويكفي أن نذكر أنّ سيرته الذاتية أهلته كي يكون ضمن قائمة الأربعين عالماً شاباً المختارة من طرف المنتدى الاقتصادي العالمي. عن واقع الاختراع في المغرب، يقول الخراز إن هناك شباب يبتكرون ويخترعون أجهزة وأدوات جديدة لم تكن معروفة من قبل، إلّا أنه يجب التمحيص واختبار هذه الاختراعات جيدا خاصة وأنه يسهل على أحدهم نقل اختراع ياباني أو أمريكي والاحتيال محليا لتسجيله لو لم يتم اعتماد المساطير المعمول بها دوليا. ويشير كذلك إلى أنه بسبب غياب ثقافة علمية وارتفاع نسبة الأمية، يميل الناس إلى تصديق أي كان إذا ظهر عليهم بفكرة غير معهودة لديهم خاصة عندما تنساق وسائل الإعلام وراء ذلك فيتم تقديم فلان على أساس أنه مخترع وعبقري، خاصة إذا كان طليق اللسان:" لا يمكن أن نطلق على منتج اختراعاً إلّا إذا تم الاعتراف به من الجهات الدولية المختصة" يقول الخراز. يرى العالم الشاب أن المغرب مطالب بتشجيع الثقافة العلمية في برامج التربية والتعليم، وبتحسين البرامج وتشجيع المبادارت التي تعمل على التأسيس لثقافة علمية رصينة بين الشباب، ومن هذه المبادرات، تلك التي أطلقها مجموعة من المغاربة تحت مسمى المجتمع العلمي المغربي، فضلاً عن تغيير طرق التلقين في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بحيث يتم إدخال الأساليب العلمية التي تعتمد على تحفيز التلاميذ على التفكير العلمي عوض مجرد دفعهم إلى الحفظ و تشجيعهم على طرح الأسئلة عوض نهرهم. ويزيد في اقتراحاته الخاصة بتشجيع الثقافة العلمية:" يجب أن توازى الجهود مع تكوين مناسب متواز للمعلمين والأساتذة، دون إغفال ربط الدروس بالتطبيق العملي والمخبري والتجريبي، فنحن نعرف في هذه الألفية طفرة في وسائل الاتصال والمعلوميات على الصعيد الدولي، وعلينا اعتماد المعلوماتية في المدارس والاستفادة ممّا تضفيه هذه الوسائل الحديثة على الطرق التربوية والتعليمية الحديثة". ولدى الخراز رأي في الإشكال اللغوي بالمغرب:" يجب دعم اللغتين العربية والأمازيغية وتدريس اللغات الأجنبية لكن ليس على حساب اللغتين الأولتين، إذ أنه من العار أن تتقدم إسرائيل باللغة العبرية وتركيا باللغة التركية، وكوريا الجنوبية بلغتها الكورية ونحن نبحث عن مجد بلغات من استعمرنا في الماضي. ليس في الأمر أية شوفينية لكن فقط وضع للنقاط على الحروف". يطمح الخراز إلى مزيد من النجاحات على المستوى الشخصي يكون يكون أكثر إفادة لبلده ومواطنيه، وعلى المستوى العام يطمح إلى أن يستيقظ يوما على خبر انقراض الأمية في المغرب كي نتأكد من وضع قطار التقدم على السكة الصحيحة، فدون حل هذه المعضلة، سيبقى المغرب محاصراً بالفاسدين على حد قوله.