أدى ازدهار الصناعات الثقافية المتمثلة في الأفلام السينمائية والتحقيقات التلفزية و المآثر التاريخية والتراثية و الجمال الطبيعي والتراثي للمدينة و المهرجانات الموسيقية وغيرها من المعارض الفنية والأنشطة الثقافية على امتداد السنة إلى ازدهار المنتوج السياحي بمدينة شفشاون في السنوات الأخيرة رغم الأزمة الإقتصادية الأوربية التي اثرت سلبا على الرواج السياحي بالمدينة الذي كان مرتبطا أساسا بالسياح الإسبان الذين كانوا يتوافدون على المدينة بأعداد كبيرة من مختلف المناطق الإسبانية في السنوات الماضية خصوصا من منطقة الشمال الإسباني ومنطقة الأندلس نتيجة الروابط التاريخية بين هذه المناطق ومدينة شفشاون عبر التاريخ خصوصا بعد حادث سقوط غرناطة وما نتج عنه من توافد أعداد غفيرة من الأسر الأندلسية في تلك الفترة التاريخية واستقرارها بعدد من أحياء المدينة خصوصا حي الأندلس والصبانين حاملة معها مجموعة من التقاليد الأندلسية كفن الموسيقى والعمارة الأندلسية وفنون الطبخ الأندلسي الأصيل وغيرها من الفنون الأندلسية التي مازالت المدينة تحافظ عليها مدينة شفشاون على مستوى المعمار والتقاليد وفي مختلف مظاهرالحياة بها . وهكذا لعبت مختلف أشكال الصناعة الثقافية بمدينة شفشاون في الوقت الحاضر كالسينما والمسرح والأثار والموسيقى والتراث المعماري دورا مهما من أجل تغيير وجه المدينة المغمور وجعلها قبلة للسياح الأجانب والمغاربة على الخصوص من مختلف مناطق المغرب على مدار السنة الشيئ الذي جعل جل منازلها تتحول في وقت وجيز إلى دور للضيافة قصد استقبال الأعداد الغفيرة من السياح الأجانب والمغاربة وبالخصوص الشباب منهم الذين يفضلون الإستمتاع بمنتزهاتها الطبيعية الخلابة وشواطئها الساحرة التي ألهمت فنانيها لوحات فنية و شعرائها قصائد شعرية رومانسية تصور روعة وجمال المدينة خصوصا وأن المدينة أنجبت العديد من الفنانين والشعراء و والموسيقيين والسينمائيين ساهموا جميعا في ازدهار الصناعات الثقافية بها كتحد للنسيان ليتم اكتشاف مظاهر الغنى السياحي بها كوسيلة للتنمية السياحية مقارنة مع العديد من المدن التاريخية التي تتشابه إلى حد كبير معها كمدينة صفرو التاريخية ومدينة مولاي إدريس زرهون أوغيرها من المدن السياحية التي لم تستثمر مؤهلاتها السياحية بها . ويرجع العديد من المهتمين بشان التنمية السياحية غنى المنتوج السياحي المتميز بهاوصموده في وجه مخلفات الأزمة الإقتصادية إلى مجموعة من العوامل أهمها تنوع الصناعات الثقافية خصوصا جانب الأفلام المغربية والأجنبية التي جرى تمثيلها بالمدينة في الماضي والحاضر والتي لاقت اهتماما كبيرا من طرف جمهور الشباب خصوصا فيلم أولاد للامنانة الذي تميز بغزارة الصورة والمناظر الطبيعية الخلابة التي تعبر عن التنوع الحضاري والثقافي للمدينة الشيئ الذي جعل العديد من الشباب والشبات من مختلف مناطق المغرب يحجون إليها بأعداد كبيرة لأخد صور تذكارية بالمنزل الذي جرت فيه تمثيل جل أحداث هذا الفيلم المغربي الشفشاوني بامتياز، والجدير بالذكر ان المدينة شهدت في السنوات الماضية نهضة سينمائية هامة نتيجة اختيارها لتمثيل مشاهد حول أفغانستان وغيرها من الأفلام الوثائقية التي تؤرخ لقضايا تاريخية أو فنية من طرف قنوات تلفزية عربية وأجنبية خصوصا القنوات التلفزية الإسبانية التي استطاعت ان تستفيد أكثر من المخزون الحضاري للمدينة وتقوم بتوثيق عدد من البرامج التلفزية المتعلقة بالمهرجانات الثقافية والفنية بها خصوصا الجانب المتعلق بالتراث الموسيقي وأشكال العمارة الأندلسية التي ترتبط في جانب مهم منها بمخلفات هجرة المورسكيين للمدينة بعدما طردوا من غرناطة آخر معقل الحضارة العربية بالأندلس سنة 1492 . وقد اعتبرها أحد الفنانين المصريين في تلك الفترة من اجمل المدن التاريخية العربية . بالإضافة إلى مجهودات و حركية المجلس البلدي بها و الذي يضم نخب المدينة وأطرها والذي استطاع أن يساهم في هذه التنمية السياحية من خلال الإهتمام بالمحافظة على جمالية المدينة أو عبر إبرام اتفقيات التوأمة مع بعض المدن الأوربية والأمريكية وتنظيم رحلات مشتركة بالنسبة لمسؤولي هذه المدن بالإضافة إلى القيام بدورفعال في العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية على طول السنة ناهيك عن دورمشاريع حكومة الأندلس بالمدينة كما تدل على ذلك بعض اللوحات المتعلقة بشوراع المدينة والتي همت ترميم العديد من أزقتها القديمة وتزيين العديد من فضاءاتها التاريخية بالمصابيح الكهربائية ناهيك عن مشاريع اجتماعية عديدة والمتمثلة في إعداة بناء أحد المستشفيات الإسبانية القديمة . وقد حافضت مدينة شفشاون على نموها الديمغرافي بشكل متوازن مقارنة مع ساكنة العديد من المدن المغربية الصغيرة نتيجة صعوبة تضاريسها الجبلية كحصن منيع في وجه الإستعمار الإسباني أيام المقاومة من خلال تحصين المدينة بسور كبير ما زال شاهدا على تلك المرحلة التاريخية أيام الحكم الوطاسي تاريخ تأسيس المدينة على يد المجاهد مولاي علي ابن راشد حيث كان يصعب على الغرباء الدخول إليها نتيجة تواجد العديد من الأبواب التي كانت تقفل ليلا والمؤدية إلى أهم أحيائها . وتزخر المدينة بتراث ثقافي وروحي كبير تعبرعنه الزوايا وحلقات تحفيض القرآن الكريم في العديد من القرى والمداشير المتواجدة بنواحي المدينة والتي أنجبت العديد من خطباء المساجد ورؤساء المجالس العلمية بالعديد من مدن المملكة كما تشهد المدينة بين الحين والأخر مؤتمرات للتقارب الحضاري بين الشعوب المنظمة من طرف جمعية الدعوة الإسلامية والتي يحج إليها العديد من علماء المسلمين من شتى أصقاع العالم ناهيك عن مؤتمرات المديح الصوفي والموسيقى الأندلسية بمشاركة العديد من المهتمين بهذا الصنف من التراث الديني والحضاري . وتعتبر الصناعة التقليدية بالمدينة من اهم مكونات جمالية المدينة خصوصا صتاعة الجلباب التي تعبر كرمز للمدينة منذ القدم وأحد اشهر الصناعات التقليدية بها و كذلك صناعة الجلد والنقش على الخشب وغيرها من الحرف التقليدية التي تزخر بها مدينة شفشاون كما تعبرعن ذلك أروقة الصناعة التقليدية بها في العديد من المناسبات . وإذا كانت الصناعة التقليدية من أهم روافد الصناعة الثقافية بالمدينة فقد ساهمت عناصر طبيعية أخرى في التنمية السياحية للمدينة من خلال تشكيل جمالية خاصة بها ناتجة أساسا عن تنوع الغطاء النباتي بها والممتد على مساحات كبيرة إلى حدود مدينة الحسيمة من خلال غابات وأشجار سامقة تضم حيوانات متنوعة بالإضافة إلى شريط متوسطي ممتد من شاطئ قاع أسرار الجميل مرورا بشاطئ السطيحات ووصولا إلى شاطئ الجبهة حيث تمتزج زرقة البحر بجمال الأودية والغابات والهضاب جعلتها قبلة للسياح المولعين باكتشاف كنوز بحر المتوسط والمتمثل بالأساس في أطباق الأسماك اللذيذ المقدمة في مطاعم هذه الشواطئ والمناظر الخلابة وتنوع الفواكه المتوسطية خصوصا سلات التين والصبارالتين تشتهر بهما شواطئ المدينة خلال فصل الصيف. وقد شهدت مدينة شفشاون بعد الزيارتين الملكيتين الميمونتين للمدينة تطورا مذهلا على مستوى التنمية الإقتصادية والإجتماعية نتيجة تدشين العديد من المشاريع بها ذات الطبيعة الإجتماعية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية الإجتماعية والتي همت التكوين المهني والحرف التقليدية وتشجيع المشاريع المدرة للدخل ومشاريع فلايحة للري خصوصا وضع الحجر الأساسي لأول سد بالإقليم وغيرها من المشاريع المباركة التي أعطت للمدينة نفسا جديدا وساهمت بشكل كبير بالتعريف بها باعتبارها من الوجهات السياحية الأساسية بشمال المغرب ونموذجا للتنمية المحلية. ورغم الدور الأساسي للصناعات الثقافية بمدينة شفشاون , فإنها تعيش تحديات كثيرة أهمها التهام اجزاء مهمة من الغبات الطبيعية خصوصا بجماعة باب تازة وغيرها من الجماعات وغياب العديد من المرافق التجارية الأساسية بها كسوق الجملة للسمك وسوق الخضر والفواكه نتيجة هيمنة بعض اللوبيات بها منذ القدم والتأخر في إنجاز طريق مزدوج يربطها بمدينة تطوان ووزان نتيجة كثرة العربات المتوافدة عليها خصوصا في فصل الصيف مما يؤثر سلبا على حركية المرور نتيجة كثرة المنعرجات وأصناف العربات ناهيك عن غياب العديد من المؤسسات الثقافية الأخرى والتي يمكن أن تساهم في هذه التنمية السياحية كالمركز الجهوي للمهن التربية والتكوين من أجل تلبية طلبات التمدرس المتصاعدة والمساهمة في الإستقرار النفسي للأساتذة والعمل على إنشاء منطقة صناعية بضفتها الجنوبية نظرا لقربها من ميناء طنجة المتوسط وووجود ثروات طبيعية متنوعة بها كالتين والصبار والمنتوجات الدوائية والحيوانية . الأحداث المغربية