تشكل الأنشطة الثقافية والفنية واحدة من أهم المصادر التي تعتمدها السياحة بمنطقة تطوان، فمهرجاناتها المتعددة الجديدة والقديمة منها، إضافة لبعض المعالم الثقافية الأخرى، تجعلها فعلا في مناص المناطق التي يمكنها أن تجلب سياحا على طول السنة، بدل الإبقاء على موسميتها المدقعة خلال فصل الصيف فقط. فاحتضان الإقليم لبعض المهرجانات التي تضمن إليه إشعاعا محليا، جهويا ووطنيا (مهرجان العود، مهرجان أصوات نسائية، مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، مهرجان اللمة...)، هذه التظاهرات الفنية على أهميتها وكذا البنية التحتية الثقافية القيمة، التي يتوفر عليها الإقليم خاصة مدينة تطوان، وجب دعمها وسد الخصاص الحاصل على مستوى التنشيط السياحي خارج الفترة وذلك من أجل تحويل تطوان إلى وجهة إقامة والرفع من نسبة ملء مؤسسات الإيواء السياحي وتحريك العجلة الإقتصادية عموما. فالمنتوج الثقافي بالإقليم من خلال مجموعة من المكونات، على رأسها خصوصية المدينة العتيقة المصنفة تراثا إنسانيا منذ 1997، الحي الإسباني، موقع تمودة الأثري، البنية التحتية الثقافية المهمة، الموروث الثقافي القروي من عادات وتقاليد، مغارات، خزف، طبخ محلي، فنون محلية، إبداعات الصناع الحرفيين...، وجب تثمينه لجعله رافعة أساسية للتنمية السياحية بالإقليم على غرار مجموعة من أقاليم المملكة، إذ لا تستفيد المنطقة مما تزخر به من معالم تاريخية كحال تمودة، والمدينة العتيقة ومساراتها، إضافة لحصونها وأبراجها وسراديبها المنتشرة، والتي يمكن أن تسخر في هذا الجانب السياحي على المستوى الإستغلال الثقافي والفني لها.. لكن تبقى المهرجانات الفنية التي تنظمها مؤسسات رسمية أو الجماعات المنتخبة أو حتى جمعيات مختلفة، هي الوسيلة الأساسية للتنشيط الثقافي والفني الذي يمكن أن يساهم في التنمية السياحية وكذلك الثقافية لدى الساكنة وزوار تلك المناطق، خاصة بالنسبة لبعض المهرجانات التي أصبح لها باع دولي، وتستجلب أعداد متزايدة من المهتمين من داخل المغرب وخارجه وتساهم في الرفع من الإقبال على الفنادق وكذلك على المرافق السياحية المختلفة، وينشط الدورة الاقتصادية، كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان العود الذي أصبح يحقق العالمية رغم قصر مدته، ومع ذلك فقد استطاع الاستمرار وأن يجلب الكثير من المهتمين بهذا النوع من الفن الراقي، وهو النشاط الذي تنظمه وزارة الثقافة بتنسيق مع مندوبتها بتطوان منذ سنوات. على مستوى آخر نجد مهرجان تطوان السينمائي الذي حقق الاستمرارية رغم العوائق والمشاكل التي تطارده، إلا انه بقي مع ذلك قادر على أن يستمر وأن يكون في الموعد السنوي في الفترة الربيعية، وأن يخلق جمهورا خاصا له من داخل المغرب وخارجه، فعدد المدعوين والمشاركين في هذا المهرجان يقدرون بالمئات، وهو ما يجعل النشاط السياحي في هاته الفترة يرتفع وتشهد جل الفنادق نسبة ملء مهمة، بين المدعوين أنفسهم وكذلك القادمون من مختلف المناطق.. فقد أكدت السنوات المنصرمة أن هذا المهرجان يتابعه الكثيرون من المهتمين والمهووسين بالسينما ونجومها. على مستوى آخر يبقى الصيف مناسبة للمهرجانات الأخرى، ومن أهمها مهرجان أصوات نسائية الذي يهتم بالأسماء والأصوات النسائية المحلية والدولية، ويجلب آلاف المتتبعين والمتفرجين بحكم أنه ينظم في مسرح الهواء الطلق، مما يجعله مفتوحا في وجه العموم، ويجلب السياح وزوار المنطقة المتواجدين بها خلال الفترة الصيفية، نفس الشيء بالنسبة لمهرجان اللمة الفنية لوادي لاو، والذي مكن المنطقة من شهرة استثنائية وغدا يجلب فعلا الآلاف من الزوار، مثله مثل مهرجان ماطا الذي تحتضنه جماعة جبل الحبيب بتنسيق مع جمعية محلية هناك، والذي يبرز الخصائص الثقافية والتاريخية والأسطورية لهاته المنطقة. على العموم فعدد المهرجانات التي تعرفها المنطقة مازالت محدودة، ويمكن استثمارها في التنمية السياحية والتنشيط الثقافي والفنين القادر على إخراج المنطقة من موسميتها السياحية المرتكزة على الصيف والشواطئ فقط.