لم يكن المسمى قيد الحياة محمد أحوكل 58 سنة أب لثلاث أبناء, يظن يوماً أن نهايته ستكون بهذه الطريقة اللاإنسانية، في مستشفى تابع للدولة، ولم يكن المرحوم يتصور أنه في يوم ما سيعامله المسؤولون بالمستشفى معاملة تضرب عرض الحائط كل مقومات القوانين المغربية وفي بدايتها الدستور، الذي يضمن حق الصحة والتطبيب، وكل روح الإنسانية المغربية. دخل السيد محمد أحوكل رحمه الله مستشفى سانية الرمل بتطوان يوم 14 مارس 2014 على رجليه وهو يشكو من مشاكل صحية على مستوى الكلي، لم يكن يعلم هذا الأب المسكين أن موته سيكون بهذه الطريقة، قد يقول الإنسان بأن هذا قضاء وقدر، وهو طبعاً أمر لا يختلف فيه اثنين، لكن الطريقة التي توفي على إثرها هذا المواطن ليست قضاءً ولا قدراً فحسب لأنها من صنع الإنسان. كأي مواطن مريض، تقدم محمد أحوكل إلى المستشفى قصد العلاج، حيث تم إيلاجه بإحدى الغرف هناك دون إخضاعه لأية فحوصات، في حين كانت حالته جد حرجة تستدعي إذاعه قسم الإنعاش، و أمام تدهور وضعه الصحي احتج أحد أقربائه على الأطر المسيرة للمستشفى لعدم قيامهم بواجبهم المهني إزاء مريض مما يعرض حياته للخطر، مما تسبب في اعتقاله من لدن الأمن !! و أمام إستنكار و تدمر أسرة الهالك تدخل أحد الأطباء لينقله إلى الإنعاش بعد ذلك، لكن بعد فوات الأوان، حيث صرح إبن الهالك أنه مباشرة بعد دخلوه الإنعاش طلب منه المشرفون بالقسم نقل والده إلى المنزل كونه يحتضر ! و أمام هذه الوقائع فإن أسرة الهالك تأكد أن وفاة والدهم جاء نتيجة التهميش و الإهمال الطبي الواضح، كونه رحمه الله كان في حالة حرجة و عوض إيلاجه قسم الإنعاش مباشرة لخطورة حالته، تم رميه بإحدى غرف المستشفى دون أية مراعاة لحالته الحرجة