شن تجار مدينة سبتة السليبة أمس إضرابا إنذاريا بسبب السياسة الجديدة ولغة الخشب والعصا التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسباني بالمعبر الحدودي الوهمي، والتي تستهدف ممتهني التهريب المعيشي، الذين يتعرضون يوميا لمختلف أنواع الإهانة، وتنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ وعلني، من خلال الاعتداءات الجسدية التي تطالهم من طرف قوات الاحتلال الاسباني، والتي زادت حدتها منذ أسابيع خلت. وأصبحت حاليا طوابير (الحمالين) بالمعبر الحدودي باب سبتة أطول بكثير من السابق، وصرح مندوب الحكومة فرانسيسكو أنطونيو غونزاليس بيريز لوسائل الإعلام المحلية أنه يوجد أكثر من خمسة آلاف حمال يعبر المعبر الحدودي الوهمي، أي أكثر عددا مما كان عليه الحال قبل بضعة أشهر، عندما كانت فقط حوالي العشرين ألفا. أما مستشار الاقتصاد والمالية بسبتةالمحتلة غييرمو مارتينيز، فقدر نسبة الصادرات من المدينة نحو المغرب بحوالي 700 مليون أوروا في السنة، متشابهة نوعا ما مع مليلية السليبة، و إن كانت حدودها في بني أنصار تشهد مبادلات تجارية قانونية، الشيء الذي لا يحدث في سبتةالمحتلة التي تفتقر لإدارة جمارك تجارية. التهريب المعيشي يخلق حوالي 45.000 فرصة شغل مباشرة في المغرب، و 400.000 غير مباشرة، وفقا لدراسة نشرت منذ أكثر من عقد من الزمان، من قبل غرفة التجارة الأمريكية بالدار البيضاء، كما يسمح لمئات من عناصر الجمارك و قوات الأمن المغربية المكلفة بتلك الحدود من الاغتناء عن طريق قبض الإتاوات مقابل التغاضي عن هذه الحركة. و تتم بين الفينة والأخرى عمليات تطهير لمكافحة الفساد، كالتحقيقات التي أطلقت في غشت الماضي و التي أسفرت عن اعتقال أزيد من خمسين عنصرا من رجال الدرك و الشرطة و الجمارك على حد السواء، على حدود المدينتين البرية و أيضا الموانئ القريبة في طنجة و الناظور، و أيضا قبل عقد من الزمن. و كانت أسبوعية "الأيام" الصادرة بالدار البيضاء قد قدرت المبالغ التي يجنيها المسؤولين الموزعين على الحدود الشمالية ب تسعين مليون أورو عن طريق تلك الإتاوات.