ناقش خبراء وأكاديميون مغاربة، أول أمس الخميس بطنجة خلال انعقاد الدورة الثامنة لأيام التنمية المستدامة، أبعاد الاقتصاد الاخضر لحماية البيئة ودور المقاولات المغربية في مواجهة تحديات التغيرات المناخية وموقع التربية والتكوين في تحقيق التنمية المستدامة. وتهدف هذه التظاهرة، التي تشرف على تنظيمها الجمعية المغربية للبيئة المستدامة والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة في موضوع "من "ميد كوب 22 " إلى "كوب 22" ..المقاولة المغربية في مواجهة التغيرات المناخية، أية تحديات وفرص من أجل نمو مستدام؟ "، إلى تحسيس وتعبئة المقاولات وجميع الفاعلين السوسيو-اقتصاديين بجهة طنجةتطوانالحسيمة من اجل المشاركة الفعالة في إنجاح المؤتمر المتوسطي حول المناخ ميدكوب22″، الذي ستحتضنه مدينة طنجة في شهر يوليوز القادم، والقمة العالمية للمناخ "كوب 22″، الذي ستجرى بمراكش في نونبر المقبل. وبهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية للبيئة المستدامة لطفي الشرايبي، أن هذا اللقاء يهدف إلى توفير فضاء للنقاش وتبادل الرأي حول أهمية دور المقاولة المغربية كعنصر فاعل ومفتاح أساسي لتحقيق بدائل التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وجعلها محركا رئيسيا للنمو الأكثر استدامة. وأضاف أن اللقاء يهدف كذلك إلى إطلاع المقاولات على ان مبادراتها الرامية إلى التخفيف والتكيف مع تغير المناخ يمكن أن تكون مصدرا هاما لتطوير وتعزيز قدرتها التنافسية، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية للمقاولات هي أذرع رئيسية للحلول المبتكرة لمواجهة تحديات التغيرات المناخية. ومن جانبها، أكدت رئيسة اللجنة التحضرية للمؤتمر المتوسطي حول التغيرات المناخية "ميدكوب 22″، أسية بوزكري، أن تنظيم هذه الفعالية المتوسطية بالمغرب تعكس التزام المملكة القوي بقضايا البيئة والتنمية المستدامة والتعبئة الجماعية لكل الفعاليات الوطنية، من سلطات محلية وهيئات منتخبة ومقاولات ومنظمات غير حكومية على المستويين الإقليمي والوطني، واجماعها حول قضايا البيئة وحرصها المشترك على تطوير الطاقة المتجددة ودعم التنمية المستدامة كل من موقعه الاعتباري والمؤسساتي. واعتبرت بوزكري، التي تشغل أيضا منصب نائبة رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أن السياسة الاستباقية التي يعتمدها وينهجها المغرب تضع القطاع الخاص في صلب اهتماماتها، وذلك من خلال وضع وإنشاء آليات دعم للمقاولات وتحفيزها لتطوير الاستثمارات الخضراء، وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة وتحقيق النجاعة الطاقية، إلى جانب تشجيعها على تقديم الحلول المبتكرة والمبادرات التكنولوجية للتدبير الفعال لقطاع النفايات بمختلف اشكالها . وفي هذا المعنى، شددت بوزكري على ضرورة مشاركة المقاولات في أجرأة السياسات البيئية، وتشجيع استخدام الطاقات النظيفة والحد من النفايات الصناعية، وكذا البحث عن بدائل واقعية وناجعة للقضايا البيئية، بما في ذلك الاستثمار في مجال معالجة مياه الصرف الصحي. ومن جهته، أبرز مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، عبد الرحمن الصبيحي، أن هذه التظاهرة تعكس إرادة التي تحذوا جميع الشركاء المعنيين من أجل تعزيز دور التعليم والتربية والتكوين والتوعية في مجال التنمية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في اوساط المجتمع خاصة الشابة منها، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تسعى كذلك الى ترسيخ قيم المواطنة الحقة التي تدعم الوعي بأهمية التربية البيئية، والالتزام التشاركي بتحقيق مشاريع التنمية المستدامة. ويتضمن برنامج التظاهرة، المنظمة بتنسيق وتعاون مع مجلس جهة-طنجة-تطوان-الحسيمة والمرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة الى غاية غد السبت، عدة ندوات موضوعاتية حول الاقتصاد والبيئة والاقتصاد الاخضر والطاقات المتجددة والبديلة، وموائد مستديرة لتدارس مواضيع تدبير التخفيف من آثار التغيرات المناخية وكذا مواضيع تهم آفاق الاقتصاد الأخضر، كما يتم في إطار برنامج الدورة الثامنة لأيام التنمية المستدامة تنظيم معرض للمقاولات والمؤسسات المتخصصة في مجال البيئة والطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر. وبحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء يشكل فرصة لاكتشاف التكنولوجيات الحديثة في مجال التدبير البيئي ولتبادل الخبرات والتجارب بين مهنيي القطاع في مجال المحافظة على البيئة والحد من العوامل المسببة للتلوث في كل تمظهراته . وتشكل أيام التنمية المستدامة، حسب المصدر ذاته، موعدا سنويا قارا لتبادل الرأي حول مواضيع البيئة والتنمية المستدامة بهدف إرساء ثقافة التنمية المستدامة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية . كما يروم اللقاء خلق فضاء للنقاش بين مختلف المكونات السوسيو-اقتصادية المهتمة بإشكالية البيئة والتنمية المستدامة (القطاع العام، النسيج الصناعي، الجمعيات، الجامعة والشباب وتلاميذ المؤسسات التعليمية).