بقلم محمد العربي المجدوبي كلنا صيادون . منا من بزرقة البحر و أسماكه مفتون.و منا من بطيور السماء مجنون، وقليل منا من في المساجد قانتون، و كثير منا للنساء على نواصي المقاهي يترصدون، و بعضنا للكتب يسامرون… لكن هناك في حكومة رئيسنا صيادون نادرون، يبيعون لنا في جمل أجود أفيون، يخدروننا به ثم علينا يضحكون، ويتركون الرفاق كلهم يتساءلون … فمنهم من كواه الحب حتى ركبه الجنون، و منهم من فضحت الأمطار غشه فصيرنا مسخرة بين الأمم على التليفزيون. ومنهم من تصريحاته كآكل المعجون، يخبرنا أنه لا زيادة في ثمن الغاز أو السكر ثم بعدها يخون. ومنهم من قرع رؤوس الطلبة بالهراوات وقال إنا على الأمن محافظون. ومنهم من يرى في الشعب أحسن زبون، و من عصى منهم يملأ به السجون. و منهم من ينصح شباب الهجرة السرية أن يقرؤوا عند ركوب البحر دعوات يونس ذي النون. ومنهم من أنشأ بوزارته مرحاضا وسريرا قيل انه بثلاثمائة مليون. ومنهم صاحب الوظيفة الذي لا يحمل الشهادة لكنه يحسب نفسه نابليون. و منهم من يحب اللعب في قبة البرلمان بالتليفون. و منهم من له حقيبة وزارية دون عمل، فأصبح بحقيبته مرهون. و منهم من ذاع صيته خارج البلاد ففعفع بلدا آمنا بكلامه فعادوا عن غيهم و قالوا انا لضالون، بل اعترفوا أنهم من عبقريته محرومون. و منهم من عزل قاض و اتهمه بمخالفة القانون، رغم أن الأخير شريف في مهنته وخير دليل سكناه التي تشبه علبة السلمون. أما كبيرهم الذي أمرنا ان نصنع في بيتنا دانون، و أعطانا أمثلة بالسوسي و زوجته المصون، فلإهتمامه بنا نحن له شاكرون، اذ أصبحنا نحس مع حكومته كأننا فقاعة صابون ،يفرقعوننا متى يشاؤون. و مع كل ذلك بعضنا يرفع شعار : صامدون و لرئيس حكومتنا مساندون !!!!! إنكم فعلا نعم الصيادون… فسبحان ربك رب العزة عما يصفون، و إنا لله و إنا اليه راجعون ….