نظم نادي مرتيل للإعلام والتواصل مساء يوم الجمعة 19 فبراير 2016 بقاعة الندوات التابعة لمكتبة أبي الحسن الشاذلي.ندوة إعلامية حول موضوع الإعلام بالجهة وتحديات العولمة في ظل التطورات التكنولوجية والرقمية الحالية، والانفتاح العالمي على جميع الأقطار، بحضور مندوب وزارة الاتصال بجهة طنجةتطوانالحسيمة الأستاذ إبراهيم الشعبي ورئيس فرع تطوان لنقابة الصحفيين المغاربة السيد الأمين مشبال والإعلامي بإذاعة طنجة الجهوية خالد اشطيبات. الندوة التي حضرها العديد من المهتمين بالمجال الإعلامي والجمعوي والسياسي بالمدينة عرفت تقديم عروض مهمة من طرف الأساتذة المؤطرين لها الذي بسطوا بين يدي الحضور أرضيات مختلفة حول الإعلام الجهوي بصفة عامة والرقمي منه على وجه الخصوص وعلاقته بمظاهر العولمة في ظل الطفرة الرقمية وتشعب مصادر المعلومة. في العرض الأول تطرق الأستاذ إبراهيم الشعبي الى كون العولمة تهم دولا بعينها بقدر ماتهم الجهات، متسائلا، هل لدينا اعلام جهوي فعلا؟، وأردف قائلا أن علينا أن نبني جهاتنا ثم إعلامنا الجهوي بعد ذالك تماشيا مع دستور 2011 في جهوية متقدمة وموسعة، لينتقل الى تحديد تحديات الاعلام الجهوي والتي لخصها في عدة جوانب اقتصادية، قانونية، تكنولوجية،تكوينية وأخلاقية. واعتبر الشعبي في معرض رده على تساؤلات الحاضرين أن مايصل من دعم للصحف الجهوية يُعد هزيلا، وأن محتوى اعلام القطب العمومي رديئ بما يقدمه للمشاهد المغربي، موضحا أن 58% من المواطنين هجروا الاعلام العمومي الى قنوات دولية وخاصة أخرى. وفي العرض الثانية عرف الإعلامي باذاعة طنجة خالد اشطيبات العولمة بصفة عامة مبرزا أهم مظاهرها على المجتمعات، وقال ان من تحديات الاعلام هو ابراز وضعية حالة المجتمع كما هي واقعيا، ليتساءل عن كيف يمكن للاعلام الجهوي أن يبرز الوجه الحقيقي للجهة؟ وعن ماهية الإعلام الجهوي والرهانات المطلوبة منه؟ وهل يلامس خصوصيات المجتمع؟ وقال في معرض مداخلته أن الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب سنة 2011 ساهم الى حد كبير في بروز منابر إعلامية جهوية متعددة،والتي أبرزت التنوع الثقافي والتعددية السياسية داخل الجهة، هذا أدى بعد 2011 يضيف اشطيبات الى محاولة ضبط الاعلام الرقمي من طرف السلطات الوصية على القطاع. وأكد على ضرورة التنوع الإعلامي لأنه يساهم في تناقح الأفكار وتبادل وجهات النظر، وهذا يستلزم القدرة على الاعتراف بالآخر الذي يخالفك في الدين والمعتقد والتصور… ولاشباع رغبات الجمهور في مجال التثقيف يجب فسح المجال أمام جميع الشركاء المجتمعيين لتحقيق هذه الغاية التي تكتمل في تظافر جهود الجميع حسب اشطيبات. ليختم عرضه بابراز دور الاعلام وخاصة الاعلام اللاجتماعي في خلق تنمية تشاركية يساهم فيها المواطن بدرجة كبيرة من خلاله تفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي في شتى المجالات. وفي العرض الثالث قارن النقيب الأمين مشبال بين الاعلام الذي ساد شمال المغرب منذ الاستقلال والآن، وسجل عدة تراجعات للاعلام الجهوي أجملها في ثلاث عوامل أساسية: العامل التاريخي،من خلال تذويب الخصوصيات الشمالية. العامل الاقتصادي، حيث ساد اقتصاد التهريب المعيشي الذي يوازيه تهريب رؤوس أموال ضخمة،واقتصاد "الكيف" والذي يوازيه الفقر والهشاشة التي يعاني منها الفلاح في هذه المناطق على حساب اغتناء المهربين الكبار. وأضاف مشبال، أن العولمة أرجعت العالم قرية صغيرة، مشددا على ضرورة تكوين مقاولات صحفية من أجل اعلام متقدم، محترف ومهني. مؤكدا على احترام الأجناس الصحفية في جل المواقع الالكترونية جهويا ووطنيا. ليفسح المجال بعد ذالك للحضور للنقاش وطرح تساؤلاتهم واستفساراتهم وإضافاتهم الذين أغنوا النقاش وساهموا في تطويره، يذكر أن الندوة حضرها طلبة ماستر القانون ووسائل الاعلام بتطوان وصحفيين من مختلف المنابر الإعلامية.